العمل السياسي : بين المصالح المتبادلة .. والأريحيّات !
العمل السياسي : مصالح متبادلة ، ومنافع متبادلة ، مادّية كانت أم معنوية ! لامجال فيه للأريحيات ، والكرم الحاتمي المجّاني ، الذي اشتهر به بعض شيوخ القبائل العربية ، مثل حاتم الطائي ، ومَن على شاكلته !
فالعمل السياسي واحدة مقابل واحدة : تقدّم لنا خيراً ، فنقدّم لك خيراً مكافئاً له .. وتدفع عنّا شرّاً ، فندفع عنك شرّاً مكافئاً له ، أو نقدّم لك خيراً ، مكافئاً للشرّ الذي تدفعه عنّا !
أمّا الأعمال الفردية ، أو شبه الفردية ، التي يمارسها بعض الناس ، من أعمال الخير أو الشرّ، فلا تدخل في هذا الإطار ؛ فالحديث هو عن العمل السياسي ! وإن كان بعض الناس يسعون ، إلى توظيف أعمالهم الخيّرة ، في تحقيق مآرب سياسية ، بصورة مباشرة أوغير مباشرة !
أمثلة :
بعض العرب (الأجواد!) يجودون ببعض التراث الوطني لبلادهم ، من تحف أثرية ثمينة ، لبعض الساسة في بلاد الغرب ، عطاء مجّانياً ، لا يودّون من ورائه ، إلاّ كسب ودّ المُهدى إليه ، أو تلميع صورة المُهدي ، في نظر الناس في الغرب !
بعض أجواد العرب ، ممّن استأمنتهم الشعوب على ثرواتها ، يصرفون الأموال الطائلة، من أموال هذه الشعوب ، في شراء مجوهرات نفيسة جدّاً، لتقديمها لبعض الزوار الأجانب، على شكل هدايا ، لهؤلاء الزوّار، أو لأفراد من أسَرهم .. دون أن يقدّم هؤلاء الزوّار، أيّ ثمن ، مقابل هذه الهدايا، سوى الإعجاب بالمهدي، وكرمه الحاتمي ! وبعض المهدى إليهم، يضحكون ، سرّاً ، من هذه الأعمال ، ويأخذون هذه الهدايا ، ليضعوها في خزائن دولهم ، لأنهم إنّما أخذوها بمراكزهم الحكومية ، لا بأشخاصهم ، وعلاقاتهم الشخصية بالشخض المهدي !
وسوم: العدد 925