الأمثال الشعبية : قد تعالج أمراضاً نفسيه ، تُعجز الأطبّاء المختصّين !
ثمّة مثل شعبي ، يردّده الحاسد بينه وبين نفسه ، حين لايحسن الإفادة من الرُقى ، فيحفظ قلبه ولسانه ، والصفحة التي يحبّ أن يلقى بها ربّه !
يقول المثل الشعبي، الدارج في بعض البيئات البدوية: عسى كلّ طيّب مِن عَربنا!
بعض الناس ابتلاهم الله بالحسد ، فهم يحسدون الناس ، حتى على موتهم ، كما نُسب إلى يزيد بن معاوية ، إذ قال:
إن يحسدوني على موتي ، فوا أسفي حتى على الموت لا أخلو من الحسد !
وكما قال المتنبّي :
ماذا لقيتُ من الدنيا ! وأعجبُه أنّي بما أنا شاكٍ منه محسود !
ويجب أن نذكّر،هنا، بأن الحديث هو عن الحاسدين، لا عن المحسودين ..فنقول:
بعض الناس يحسدون غيرهم ،على كلّ أمر حسَن ، في الحال أو المقال : في المنظر الطيّب ، وفي الكلمة الطيّبة ، وفي السمعة الطيّبة ! ومن كان لديه بقيّة ضمير من هؤلاء الحساد ، تجنّب الشماتة الظاهرة ، وأخفى في صدره سروراً كبيراً ، حين تصيب المحسود مصيبة ما ، حتى لو كانت كلمة لم يوفّق في قولها !
وربّما كان الحاسد ذا خلق كريم ، لكن المرض النفسي الموغل في صدره ، ولا يستطيع التخلص منه .. يدفعه إلى حسد الناس !
وربّما حاول الحاسد ذو الخلق الكريم ، أن يتخلص من مرضه النفسي ، فقرأ بعض المعوّذات التي تدفع عنه الحسد ، فما استطاع ؛ لأن الحسد طبيعة موغلة في صدره ، فهي مرض نفسي ، ابتلاه الله بّه ! وقد يحسد أناساً من أقرب الناس إليه ، بل ربّما حسد أشخاصاً في مواقع مرموقة ، في حزبه أو قبيلته ، خيرهم فيه خير له ، ونجاحهم فيه نجاح له .. وذلك لأن طبيعته الملوّثة بداء الحسد ، تغلبه على أمره !
والمثل الدارج المذكور أعلاه ، يشكّل رقية شعبية ، لم ترد في النصوص الإسلامية ، لكن هذا المثل يقي الحاسد ، ممّا يعاني منه من مرض نفسي ! فلو عوّد الحاسد نفسه ، على ترديد هذا المثل : عسى كلّ طيّب ، مِن عَرَبنا .. كلما رأى أمراً حسناً من شخص ما ، لأسلست نفسه لهذا الأمر، ووجد فيه وقاية له: للسانه ولقلبه ولمروءته ، ولصفحته التي يحرص على نقائها، حين يلقى ربّه!
وسوم: العدد 930