المعارضة معارضتان

المعارضة معارضتان معارضة خُلَّبية شكلية صِبيانية خبيثة خطوطها باهتة وشعاراتها زائفة وأشخاصها كرتونية ومن السهل عليها بيع ذمّتها وتأجير ضميرها وحين ينفضح أمرها تولّي هاربة بما يقع تحت يديها من ثروات أو أنها تتحوّل إلى جهات مُخبرة تنضوي تحت عباءة فروع المخابرات أو عميلة للخارج وهذا الصنف من المعارضة جبان وأناني وينتهي عند وصوله للمكاسب الشخصية لذا سرعان ما يطوي ملفّاته ويقبل بحقائب خدمية أو يتبخّر ويذهب إلى غير رجعة وفي المقابل هناك معارضة شريفة أصيلة متجذّرة ومتجددة وخلّاقة وغيورة أفرادها من أصحاب العقول والخبرات والشهادات العليا تشهد لهم الزنازين والمعتقلات وهذا الصنف لا يتوقف نشاطه بل يبحث على الدوام عن الأحسن وشعاره هل من مزيد ؟ .... لذا تجد صوتها يلعلع وبرامجها متجددة ولا تقبل المهانة أو التنازل والعبث تحت أية ذريعة بكرامة المواطن ولا بعزة وكبرياء الوطن وهذه المعارضة تقضّ مضاجع الأنظمة لذا تجدها على الدوام تدفع ثمن مواقفها ومع ذلك تجد أنّ الكثير من الأنظمة "في الباطن" تحترمها لأنها تعلم بأنها على حق وأنها صاحبة مبدأ بكل ما تقوله وتنادي به لكن الأنظمة نفسها تبقى حذرة منها وتخاف على كراسيها وتحسب لها ألف حساب محاولة على الدوام شقّ صفوفها واستمالتها مرة بالترغيب وأخرى بالترهيب وعند الاستحالة تعلن الحرب عليها بلا هوادة متهمة إياها بتهم باطلة أقلها تبعيتها للخارج وتسارع بتجفيف منابعها وقصقصة أجنحتها وتقتل منها وتملأ السجون لا بل أنها إذا كانت المعارضة اسلامية تجد الأنظمة الخبيثة تتقرب زُلفى لأعداء الإسلام متذرعة بمحاربة الإرهاب نيابة عنها كي تغض تلك الدول الطرف عنها جرّاء ما تقوم به تلك الأنظمة من تصفيات ومجازر ...*

*هنيئاً لأصحاب المبادئ ممن رسموا كرامة الأوطان بصبرهم واعتقالهم وقتلهم ومطاردتهم وحرمانهم من جميع حقوقهم ونفيهم وتشريدهم خارج أوطانهم وتضحياتهم الجسيمة ...*

خربشات أبو غانم

وسوم: العدد 933