العبيد والأحرار
يقول سيد قطب في كتابه "دراسات إسلامية":
والعبيد – مع هذا- جبّارون في الأرض، غِلاظ على الأحرار شداد، يتطوّعون للتنكيل بهم، ويتلذّذون بإيذائهم وتعذيبهم، ويتشفَّون فيهم تشفِّيَ الجلادين العُتاة.
إنهم لا يدركون بواعث الأحرار للتحرر، فيحسبون التحرر تمرّداً، والاستعلاء شذوذاً، والعزّة جريمة، ومن ثم يصبّون نقمتهم الجامحة على الأحرار المعتزين، الذين لا يسيرون في قافلة الرقيق.
إنهم يتسابقون في ابتكار وسائل التنكيل بالأحرار، تَسابُقَهم إلى إرضاء السادة، ولكن مع هذا السادة يملّونهم ويطردونهم من الخدمة، لأن مزاج السادة يدركه السأم من تكرار اللعبة، فيغيرون اللاعبين ويستبدلون بهم بعض الواقفين على الأبواب.
يضيف سيّد:
ومع ذلك كله فالمستقبل للأحرار، المستقبل للأحرار، لا للعبيد ولا للسادة الذين يتمرّغ على أقدامهم العبيد، المستقبل للأحرار، لأن كفاح الإنسانية كلها في سبيل الحرية لن يضيع، ولأن حظائر الرقيق التي هُدمت لن تُقام، ولأن سلاسل الرقيق التي حُطّمت لن يُعاد سبكها من جديد!.
وسوم: العدد 948