المصداقية... في الرد على بيدرسون، وكيف تكون ؟؟
بيدرسون يزعم أن لا أحد ممن يلتقي به في إطار القضية السورية يتحدث عن تغيير النظام. "لا يتحدث أي طرف من الأطراف عن ذلك".!! وممن يقصد بالأطراف طبعا فرق الإيتلاف والتفاوضية والدستورية ولفيفهم جميعا، ولا يستثني أحدا..
الرد على بيدرسون، لا يكون بأن تخرج أي شخصية معارضة، مهما كان موقعها، فتقول: نحن لن نقبل إلا بسقوط النظام المجرم. حتى كلمة المجرم هنا قد تكون قيدا احترازيا ، فيقولون يوما ما، نحن قلنا بسقوط النظام المجرم وهذا الذي ...ليس كذلك. لعبة الكلمات سهلة على القائلين على كل المستويات..
ثم إن أي مراقب عادي قد يقول في لغة الدبلوماسية: لليل كلام، وللنهار كلام. فهذا الكلام من كلام الليل الذي يهمس به في آذان المقهورين والمستضعفين وأولياء الدم والعرض..وعندما يلتقون ببيدرسون يقولون كلاما آخر . هو الذي يسمعه، وهو الذي يبني عليه، وقد صدق في التعبير عنه!!
ويحتمل أن بيدرسون قد كذب عليهم.، نعم هذا معقول جدا، أي أنهم كذب على المعارضين فنسب إليهم زورا، وشهد عليهم بهتانا، طلبا لرضا الإيراني من جهة، واستخفافا بهم من جهة أخرى ...
وجواب هذا ليس بأن يرد أحدهم على طريقة من صرح فقال: حتى يسقط النظام المجرم،.
جواب أن بيدرسون قد كذب عليهم: أن يخرج قادة المذكورين بموقف موحد يشهر : أن لا لقاء مع بيدرسون الكذاب بعد اليوم. أو ربما يكونون أكثر دبلوماسية وأقل حدة فيعلنون: لا لقاء مع بيدرسون حتى يصرح فيوضح ويعتذر ... ونظن أن في هذا الجواب من القوة ما يغني عن عشرين جلسة فيما يسمى "إصلاح الائتلاف".
هذا أوان الشد فشدوا .. والقوس فيها وتر عردُّ
لا بد مما ليس منه بدُ
في جواب بيدرسون القائم على المصداقية: نفرط الدستورية، والتفاوضية، ونعلق اللقاء مع البيدرسونيين، ونعود إلى قوانا الحقيقية على الأرض السورية. فالثورة لا تقاد بالمحراك، والثورة لا تقاد من الحدائق الخلفية، ولا من العواصم الأمامية..حيث كانت القواصم على مدى عشرة أعوام.
ولا يخفى أن بشار الأسد وفيصل المقداد قد رفضوا أكثر من مرة استقبال بيدرسون، حتى تاب وأناب ونزل على شروطهم، وغنى لهم بما يطربهم. وبالأمس فقط كان المقداد يقول: مقترح البيدرسون "خطوة بخطوة" مرفوض، ولا ندري هل هو عند قادة المعارضة الذين هم طوع يمين بيدرسون، مقبول ؟؟
ومنذ يومين كان أحد وجوه المعارضة يقول صادقا: إن ملف المعتقلين ملف غير تفاوضي. نعم غير تفاوضي!! ولذا سيكون إصلاح الإئتلاف بأن يعلن أنه لن يجلس حول طاولة، ولن يخوض في أي أمر حتى..
يتوقف الاعتقال التعسفي...
وكل اعتقال في سورية هو تعسفي، فقط العاملون في المخدرات والكبتاغون هم الذين لا يعتقلون، والرحمة لروح النقيب الأردني الشهيد، قتلته عصابة المخدرات الأسدية.....
الجواب أن يعلن قادة المعارضة ثانيا
لا نجلس حول طاولة، ولا نناقش أي موضوع، حتى يتم الإفراج عن جميع المعتقلات والمعتقلين. من المستضعفين من الرجال والنساء والولدان...
شرف الإنسانية كلها ينتهك في سجون الأسد، وبإذن وبعلم ..وكذا شرف السوريين وفي مقدمتهم أصحاب العبايات..
نعم كنا ننتظر ردا حقيقيا واقعيا على "بيدرسون" يليق بحجم الادعاء، صدقا كان ما قال أو كذبا..
ونصحتُ خاصتي منذ عشر سنين، لا تكونوا ورقة في جيب أحد، لا تكونوا مشجب الرزية في جدار حائط. تعلق عليكم الخطايا والرزايا والبلايا فأبوا..
حتى صرنا إلى حال تجادل فيه كل نفس عن نفسها. ولستُ بضعفي وقلتي ورقة في جيب أحد ولن أكون. وحيّ الله رجالا ونساء استقالوا من تجمعات الهوان فحاشوا أنفسهم وصانوها. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وسوم: العدد 964