حكام الانقلابات وحكام التوريث..
أعزائي القراء..
لا يمكن بناء وطن عن طريق الانقلابات.
فالاوطان المتقدمة تبنى عن طريق رئيس وطني منتخب مر بكل مراحل السياسة فخبرها وخبر مشاكلها وحلولها .
الوطن لا يبنى بالتوريث فيأتون بالوارث عن ابيه المقيم في بحبوحة خارج وطنه ليقود بلداً عريقا بشعب عريق .
الوطن لا يبنى بتوزيع المناصب على الفاسدين كونهم القادرين على حماية الحاكم الفاسد لبقائه في الحكم الى ابد الآبدين .
الوطن لا يبنى على حكم الاقليات ويترك غالبيته يصارع الديكتاتورية والظلم والفقر والهجرة .
الوطن يبنى بوجود انسان وطني تمرس بالسياسة و تدرج بها حتى وصل الى مرحلة استطاع أن يقنع الشعب ببرنامجه فانتخب بصندوق نظيف .
فطالب الحقوق مثلاً لا يصبح محامياً او قاضيا إلا بعد أن يدرس سنين الجامعة ثم يتمرن عند محام متمرس ثم يستلم قضايا صغيرة ويتدرج حتى يصبح محامياً المعياً او قاضيا خبيراً.
وكذلك بقية الاختصاصات .
لقد وصل إلى حكم سوريا انقلابي، ورث الحكم إلى صبي أتوا به من لندن، وأجلسوه في الوكر الجمهوري، قالوا عنه طبيب ليقنعوا الشعب بعلمه فاذا هو طبيب بقلع العيون وليس بمعالجة العيون ، و اي طبيب هذا لأبن حاكم تخرج من جامعة يتحكم بها النظام حتى أن المدعو رفعت أسد وزوجته حصلا على درجات علمية بحراسة سرايا الدفاع وفي مقر عمادة الكلية وفنجان قهوة رايح وفنجان قهوة جاية، ولم يكن أبناء السيد الرئيس باقل منهم رعاية . نريد رئيساً كالسيدة حليمة يعقوب التي تولت رئاسة سنغافورة بعد ان قضت سنين طويلة بالسياسة فحصلت على ثقة الشعب السنغافوري.
او رئيساً كاوردوغان استلم بلدية استنبول بكل فسادها وكانت مديونة بمليارات الدولارات بينما كانت استنبول مملوءة بالزبالة فطهرها وطهر بلديتها حتى تحولت بلدية استنبول من جهاز فاسد إلى جهاز نظيف مربح بحيث تكفلت بتدريس الاف الطلاب في جامعات تركيا على نفقة البلدية، ثم تدرج هذا الرئيس بالسياسة حتى وصل لقيادة الدولة .
سوريا بحاجة لتغيير حقيقي
وعندما أقول حقيقي أعني بتغيير النظام من الجذور وليس بتغيير الحال إلى مظهر ديموقراطي فحسب . فنصف قرن من عهود الظلام لا تحل مشاكله بمظاهر ديموقراطية سطحية
ومن أجل هذا التغيير
ثورتنا يجب ان تستمر.
وسوم: العدد 971