المضحك المبكي- التّنمّر السّياسي

ديموقراطيّة: يكتب كثيرون ويتظاهرون محتجّين على عدم إجراء انتخابات ديموقراطيّة، تشمل كلّ مؤسّسات الدّولة، ومعهم الحقّ كلّه بمطالبهم هذه، لكنّهم هم أنفسهم يشاركون أو يدعمون من يتمسّكون بكراسيهم كالنّقابات المختلفة، والجمعيّات "الخيريّة"، والأحزاب والتّنظيمات. فهل هناك أحزاب أو تنظيمات أو نقابات تخلّت قياداتها عن مناصبها بإرادتها قبل أن يغيّبها الموت؟

حكم القبيلة: في ثقافتنا الموروثة نحن أبناء القبائل، تحكمنا أعراف القبيلة، يتساوى في ذلك الحضر والبدو الرّحّل وما بينهما، فولاؤنا للأسرة، ثمّ العائلة، ثمّ الحامولة، ثمّ العشيرة حتّى القبيلة، أمّا الشّعب والوطن فهما مغيّبان، حتّى أن البعض منّا يغلّف مفاهيمه بمفاهيم دينيّة والدّين منها براء، فيعتبر كلمة وطن خطيئة. وحتّى التّنظيمات والأحزاب لا يعدو كونها تجمّعات قبليّة تناسب العصر. وعندما تحكم القبيلة السّياسيّة فإنّها تحتكر الحكم لأتباعها بغضّ النّظر عن الكفاءات لأنّ الحكم للقبيلة أو لتحالفات عشائريّة.

أولمبياد كأس العالم: لأوّل مرّة يقام أولمبياد كأس العالم في الشّرق الأوسط في قطر، ورغم الإعدادات المتميّزة التي أعدّتها قط؛ لإنجاح هذا الحدث الكبير، إلّا أنّ اللافت أنّ كثيرين من المسؤولين الغربيّينش تقيّأوا تصريحات يعربون فيها عن استيائهم من إقامة هذا النّشاط الرّياضي في قطر، بحجّة أنّ قطر تنتهك حقوق الإنسان، واللافت أنّ المنتقدين من بلدان هي الأخطر على حياة الإنسان وحقوقه. وهذا التّنمّر حتّى في الرّياضة يأتي كنتيجة حتميّة للتّنمّر في السّياسة على أمّة ارتضى قادتها لهم ولها الذّلّ والمهانة.

وسوم: العدد 1007