في ضوء المعطيات المستجدات ... ما هي أولويتنا ؟؟
أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالأمس، أعانه الله على الخير ، في حواره مع الرئيس الروسي تصريحا محددا مختصرا معبرا: "أولويتنا في سورية إبعاد الإرهابيين عن حدودنا إلى عمق ثلاثين كيلو متر على الأقل." وكما نقول في لغتنا الدارجة، آمين فرغ الدعاء. لا شك أنها أولوية جديدة متغيرة، تناسب المعطى الآني التركي بكل أبعاده.
ليس من حقنا أن نناقش الرئيس التركي في أولويته، وليس من حقنا أن نفرض على الدولة التركية أولوية لا تخدم مصالحها، ولكن من حقنا بل من واجبنا أن نبحث فنحدد بواقعية ووعي أولويتنا، خلال المعطى وفي ظل المتغيرات.
إعادة صياغة الموقف على ضوء المتغيرات، وبما يخدم الهدف العام، هو جوهر العمل السياسي، علم هذا من علمه، وجهله من جهله.
جميل أن نستفيد من التقاطعات مع السياسة التركية ما أسعفتنا. وجميل أن نبلع ملعقة عسل كلما تحدثنا عن موضع أمل، سواء كان عن تركية أو عن غيرها، ولكن ليس جميلا الدور الذي يقوم به البعض من تمشيط شعور الآخرين بمشط "العظم" وقملنا يتناثر على جباهنا وجنوبنا ... هذا واحد ...
والثاني المهم، ليس مقبولا ولا عمليا حين نتساءل عن أولويتنا في السنة القادمة 2023 ، أو في الأشهر الستة القادمة من العام الجديد، أن يجيبنا أحدهم بالمطلقات المحفوظة المكرورة مثل المبادئ الخمسة بما فيها، رفض المحاصصة الطائفية، فنحن في هذا المقام نسأل عن عنوان عملي، لهدف مرحلي نشتغل عليه خلال سنة قادمة أو ستة أشهر قادمة. من النقطة ألف إلى النقطة باء، إلى النقطة باء وليس ياء فتبصر. نحددها ونرسم الطريق إليها بوعي وإخلاص..
من الضروري أن نعي أننا سوف نقود عربتنا وسط طريق مزدحم كثير التقاطعات، كثير الإشارات والدوارات، وإن كنا أصحاب الحق الأصلي فيه، فإنه لا بد لنا من حكمة تعبر بنا المسافات بدون إعاقة ..
وأطرح سؤالا لا أملك جوابه،: ماذا يمكن أن تكون أولويتنا المرحلية، على ضوء كافة المتغيرات وأهمها ما ينتشر في بلادنا من جوع، ومنها أولوية الموقف التركي نفسه، ومنها ما قيل عن تصنيف الولايات المتحدة لبشار الأسد كمروج مخدرات عالمي، ومنها ما تبقى من صداقات الأصدقاء، وعداوات الأعداء أيضا..!!
هل يمكن أن يكون الإنجاز عن طريق الإصلاح الدستوري هدفنا المرحلي؟؟
هل يمكن أن تعدنا لجنة التفاوض التي تتحدث باسمنا جميعا بإحداث اختراق؟؟
هل يمكن أن تكون للمبادرات التي يفكر بها بعض من في صفنا مولجا لهدف مرحلي، وأن الأسد المحاصر بالإفلاس يمكن أن...؟؟
هل إذا أكثرنا من إدانة أنفسنا يمكن لبشار الأسد أن يقبلنا، هو مجرد سؤال أقرؤه من بين سطور آخرين؟؟ ولكن هل ننشد قبولا عند الأسد ؟؟ سؤال أخطر ؟؟
هل يمكن لفصائلنا مع كل ما بينها، أن تعدنا بقفزة النصر مع صيحة الله أكبر..!!
الهلهلة لا يمكن أن تنتهي، وإنما المطلوب فيما أدعو إليه، أن يكون لسوادنا العام /ولا أتوقع أبدا أي إجماع/ في الظرف الذي نحن فيه، هدف مرحلي محدد الملامح واضح القسمات، نلتف حوله، ونعمل عليه...
هل مطلبي فيما أدعو مستحيل أو صعب ، أو غير مقدور عليه، هل هو مقدر علينا أن نظل ندور في مثل تيه بني إسرائيل لا ندري ما نأتي ولا ما ندع..
من موقعي كفرد في حاشية هذه الثورة لا أدري مسئولية من هذا؟؟
وسوم: العدد 1010