في سورية هل تغير شيء؟؟ هل أجرى عقل الإجرام أي مراجعات؟؟
في تقرير اللجنة السورية لحقوق الانسان أمس الخميس١٥/ ١٢/ ٢٠٢٢
أن ملثمين مجهولين، على دراجات نارية، قاموا باقتحام منزل الشيخ "محمد عطا السعدي" في بلدة كفر شمس، بريف درعا الشمالي، وأطلقوا
النار على الشيخ فأردوه قتيلا، ونحن نقول شهيدا إن شاء الله..
في تتمة الرواية، التي تشير إلى هوية القتلة المجرمين، أن الشيخ الشهيد رحمه الله تعالى، كان معتقلا لدى فرع الأمن العسكري في درعا، منذ شهر تقريبا، وأنه تم الافراج عنه، بعد مطالبات وضغوط من الأهالي..
أفرجوا عنه ثم قتلوه…!!
وإن أول تعليق يفرض نفسه على عقولنا وقلوبنا ان نتوجه بالدعاء الخالص للشيخ الشهيد: اللهم اغفر له، وارحمه، وتقبله في الشهداء، وألحقه بالصالحين، وزده إحسانا وعفوا وغفرانا..
وأن نتوجه بالعزاء والمواساة لأسرة الفقيد وأهل خاصته، ولأهل بلدة كفر شمس خاصة وللسوريين الأحرار عامة..
وأن نحيي في إطار هذه التعزية الخاصة هذه النخبة المتقدمة من السوريين، من علماء وخطباء وأئمة مساجد، والتي دفعت الثمن الأكبر في سياق هذه الثورة المباركة..وقد ذكرتنا اللجنة السورية لحقوق الانسان- مأجورة مشكورة- أنه العقل المجرم المتمثل في الرأس والأذرع الاسدية قد سبق قبل ثلاثة أشهر في منتصف شهر أيلول المنصرم من عام ٢٠٢٢ إلى اغتيال الشيخ الخطيب الإمام "معتز أبو حمدان" مع إصابة زوجه وابنه في مدينة طفس غرب درعا..
ولكي لا تطمس حقوق أصحاب الحقوق، ولكي لا يتكاثر على هذه الثورة المدّعون على منصات "الادعاء الوطني" ربما من واجب أن نذكر أهل الحق أن من بعض الوفاء لدينهم ولدعوتهم ولأوطانهم ولشعبهم ولثورتهم ولحاضرهم ولمستقبل أجيالهم وأوطانهم أن تكون لديهم إحصاءات علمية حقيقية، لما قدمته هذه النخبة المتقدمة المعلَّمة المعلِّمة من السوريين… حتى لا يغمط حقوقهم ولا حقوق من يليهم، أحد من أصحاب المنصات
اشتغلوا بالاحصاء والتوثيق والإثبات، ونحن أتباع دين التثبت والاثبات، حذرَ أن يسبقكم بالادعاء غدا قُدار أو نمرود ..!!
حذرَ أن بفعلوا ذلك بأصواتهم ومنصاتهم المرفوعة على رفات أصحاب التضحيات من الصادقين!!
ومن خلال واقعة اغتيال الشيخ "محمد عطا السعدي" ومن قبله الشيخ "معتز أبو حمدان" ومن قبلهما الآلاف بل مئات الآلاف بل الملايين من أئمة المساجد ومرتاديها من السوريين، وفي هذا الظرف في الذات؛ والعقل المجرم لبشار الأسد وزمرته يخبرنا، أنه لم يعد يملك ليترا من البنزين لتحريك سيارة إسعاف، يخبرنا في الوقت نفسه أنه لا يزال يملك الكثير من الرصاص لاغتيال السوريين الأحرار!!
شر المجرمين في علم الجريمة هو ذاك الذي لا يشعر بالندم حتى وهو على منصة الإعدام أو على الكرسي الكهربائي..!!
وإنه لدرس قاس لنا جميعا أيها الاخوة السوريون الأحرار جميعا..
نحن في حفرة من الوحل الأزرق اللزج الذي لا منجا لنا منه إلا بما تعلمون..
إن هذا الصمت الذي يسود فضاء السوريين هذه الأيام ، يبعث على الريبة، إن هؤلاء المصابين بالدهشة وكأنهم لم يقضوا ستين عاما في الساح هم المريبون فعلا
وإن هذه المبادرات والمواربات والمداورات والمهادنات أكثر شهادة على أصحابها أنهم لا يتدبرون ولا يعقلون..
لا يجوز ان يشك أحدنا للحظة ان أحسن هؤلاء الناس ظنا في الاسد وزمرته، أو انتظارا منه، أو اعتقادا انه يمكن ان يكون قد رف له جفن في كل ما تسبب به لسورية والسوريين؛ لو وقع بيد من يحسن الظن فيه، لما كان مصيره أقلَّ من مصير الملايين من الشهداء ولا أقل من مصير الشيخ السعدي رحمه الله تعالى ولا حتى من مصير المدعو "رستم غزالة" ولا "رفيق الحريري"
لم يثر شعبنا لمصلحة أحد. نقطة فاصلة حاسمة هي بداية وهي نهاية في كل تفكير وتحليل وتدبير؛ لا لمصلحة دولة ولا حزب ولا جماعة ولا فئة.. إنها ثورة الحق بالحق لمصلحة كل السوريين.
ثار شعبنا لمصلحته هو، ودفع ما دفع عن إيمان وقناعة أن ما بينه وبين "عقل الاجرام" لم يعد يمكن ردم فجوته ولا تجسيرها..
دم الشهيد الشيخ محمد عطا السعدي وكل من سبقه وكل من سيلحق به سيكون المنار حتى يكمل هذا الشعب الحر الأبي الطريق.. ولكن احذروا فإن دم الشهداء سيكون لعنة أيضا ليس فقط على المجرمين، ولكن أيضا على المفرطين والمعطلين والمثبطين..
قال المأمون لأحد ولاته وقد كثرت الشكوى منه: يا هذا قد قلّ شاكروك، وكثُر شاكوك، فإما اعتدلت وإما اعتزلت.
اللهم ارحم شهداءنا وألحقنا بهم غير فاتنين ولا مفتونين..
وسوم: العدد 1011