الصندوق الأسود
أعزائي القرّاء ..
التحليلات السياسية الأخيرة تجمع على ان الأسد اليوم عبارة عن هيكل عظمي ملفوفا ببدلة أنيقة مع ربطة عنق فقط، فلم يعد هو اساس المشكلة ، إنما المشكلة تكمن بذلك الصندوق الأسود المودع لدى احد اقبية المخابرات والذي يجمع أسراراً ورثها الأسد الأب واعطى ميثاقا غليظاً لصانعيه بالمحافظة عليها وكتم أسرارها. فأوكلت له اخطر مهمة وهي تخزين كل الأسرار والفضائح والموءامرات والعمالة والتجسس والاغتيالات الذي كان يحتل فيها مرتبة القوادة في مكان سري . اذن، فالصندوق الأسود "الاسدي-الدولي" يعتبر (صندوق كنز) تتجمع فيه كل قمامات العالم والتي كان للأسد فيها دور رئيسي. محتويات هذا الصندوق لم تودع عند صانعيه وان كانوا يعرفون محتواه كلمة كلمة ، ولكن لماذا ؟ لان وجوده عندهم يخضع لقوانين بلادهم والتي تحتم على المسؤولين بفتحه بعد خمس وعشرين عاماً لكل وثيقة انتهت سريتها . لذلك تم تخزينها عند عميلهم الأسد المحصن . واليوم الخشية بدت على وجوه المتآمرين بعد ان تأكد للجميع ان الأسد إنتهى دوره ، ولكن ماهو مصير صندوقهم الاسود؟ فالوثائق في هذا الصندوق لا توفر حتى الحكام العرب واجتماعاتهم مع المسؤولين الصهاينة ولقاءاتهم مع العاهرات من كل دول العالم مثبتة بالفديوهات وكذلك موءامرات المخابرات الغربية والسوفيتية سابقاً والروسية لاحقا والمودعة في هذا الصندوق فالكل إذن مجمع على عدم فتح هذا الصندوق حتى لايطال إشعاعاته القاتله الجميع .
كان هناك رجال مخابرات أسدية تعرف تماماً محتوياته ،ومعالجة هوءلاء سهلة، فعملية اغتيال تنهي امرهم وهذا ما حصل مع عشرات من المقربين للاسد من اصحاب الرتب الرفيعة، فتم تصفية الكثير منهم داخل سوريا وفي لبنان بل وفي بلاد العالم .ولكن بقيت الخشية من تسرب الوثائق خارج الصندوق فمن هو المسيطر اليوم عليه ؟ المسيطر الآن على الصندوق الأسود هم ثلاثة بشار وأخوه ماهر واللواء علي مملوك . فعندما نسمع من بوتين واوباما تعبير : المحافظة على موءسسات الدولة فانهم يستعملون التعبير الملطف والناعم للصندوق الاسود.
هذا فيما يتعلق بالصندوق الأسود للموءامرات الخارجية ، ولكن ماذا عن الصندوق الأسود للموءامرات الداخلية؟
اعزائي القرّاء..
خلال سنوات قليلة من تسلم الاسد الأب للسلطة نجح بإنشاء نظام شمولي مخابراتي مغلق أشبه بسيف مسلط على رقاب السوريين يقوم على العنف والجريمة وقتل الأبرياء والتلذذ بعذابات الأطفال والشيوخ والنساء، ولإكمال مشروعه في إقامة الدولة البوليسية كان لا بد أن يستند على أشخاص لا يقلِّون عنه إجراماً لتدجين الشعب على إيديولوجيات شمولية تقوم على شعارات وهمية كالمقاومة والممانعة وغيرها من الشعارات الزائفة، بهدف تبرير التسلط وآليات القمع، وإبقاء الشعب في حالة فقر وعوز دائمين حتى يكدح وينشغل بطلب العيش عن طلب المشاركة في الحياة السياسية،
الدخول الى سرداب الصندوق الاسود ومن ثم فتحه ، يحتاج لارتداء لباس خاص شبية ببدلة رجال الفضاء وذلك لان رائحة الفساد والمؤامرات المنطلقة من الصندوق تحتاج لاجهزة وقاية خاصة ومرواح واجهزة تعقيم فروائح المؤامرات المنتشرة من الصندوق يصعب تحملها.
وسوم: العدد 1018