من أجل أن يبقى صوت تشرين مسموعا
نشرت في جريدة الصباح قبل أيام مقالا حمل عنوان : ( الحكومة .. آن لها أن تسمع تشرين ) ، فرد علي أحد الأصدقاء : " غير تحجي تشرين حتى نسمعها " .
وردا على الصديق المعقب وكل من له رأي مماثل ، أقول : من المهم إدراك أن أي فورة أو إنتفاضة أو تظاهرة ليس من الضروري أن يكون لها ناطق رسمي ، بل أن وجود ناطق رسمي لها قد يفقدها الصفة العفوية ، فتشرين خرجت في وقتها ، ضد الفساد المتفشي ، وسوء الإدارة والمحاصصة ، وإهمال الإعمار والخدمات ، وحصر المناصب بالقوى الحزبية .. الخ ، إذ حازت مطالبها المعلنة على تأييد القوى الشعبية والمرجعيات الدينية وغيرها ، كما أقرت الحكومة آنذاك بشرعية هذه المطالب وأهميتها ، كما جرى تنفيذ بعضها ، ولعل وجود حراك إعماري في بعض المحافظات جاء تجليا لهذه التظاهرات ونتيجة من نتائجها الكبيرة ، فضلا عن شمول الآلاف بالتعيينات والذي كان بعضهم ينتظر لسنوات دون طائل ، فلولا إنتفاضة تشرين لما تم تعيينهم ، أما تثبيتهم فجاء بعد أن بات تعيينهم أمرا واقعا وليس إدراكا بحقهم .
ولأن كثير من المطالب لم تلبى بعد ، كإنهاء المحاصصة ، ومحاسبة الفاسدين ، وضمان حق جميع المحافظات من مشاريع الإعمار والخدمات وما إلى ذلك ، فأن صوت تشرين لابد أن يستمر ، وأن يحظى بتأييد الناس جميعا ، لأن هذا الصوت الذي ضمن بعض حقوقهم وحقق كثير من مطالبهم المشروعة ، كفيل بضمان حقوقهم وتلبية مطالبهم الأخرى ، فضلا عن أنه هو صمام الأمان للديمقراطية الناشئة والتي تعصف بها التحديات من كل جانب ، فسماعنا لهذا الصوت وإندفاعنا معه هو طريقنا للبناء والإستقرار والحياة الكريمة .
وسوم: العدد 1041