لماذا توقظ النائمين ؟؟ يومية من معين الواقع ؟؟

وزعموا أن يوم الأمس الأول من تشرين الأول، كان اليوم العالمي للقهوة، حسب اقتراح منظمة تجارة القهوة، وما أظنه حسب الأيام العالمية المعتمدة لدى الأمم المتحدة.

ومررتُ عرضا بنخبة سورية كريمة، عزها أمر الواقع، فهربت منه، تتبارى في ذكر محاسن القهوة، أنواعها وأخبارها وعرفها وما يحمد من مذاقها..

كان المنادي فوق رؤوسهم ينادي: "يا قطان احترق قطنك" وهي عبارة تشبه نداء العربي: أنا النذير العريان..

وكل ذلك النداء لم يثنهم عما كانوا يلهجون به، مما قال عنه الأعشى

نازعتهم قضب الريحان متكئا

وقهوة مزة راووقهــــــــــــا خضل

فالشَّمول حين تلعب بالرؤوس تلعب أيضا بالشمائل..!!

ثم صرتُ، وفي ساعات اليوم من نهار وليل، للإنسان سبح طويل، إلى مجلس يحاول صاحبه بما ملك من معرفة وقوة جنان، أن يوقظ بعض النيام، كان ينفخ جهده في بقايا جمرات قد خبت إلا قليلا، مذكرا محذرا مرغبا مرهبا، يحكي الوقائع، دون أن يتمثل الأمثال..حتى إذا كادت بقية جذوة واهنة في نفسي، وربما ونفوس من حولي أن تتقد..

أسرع إليها بعض الأخيار بما يطفئ، ويخمد..فإطفاء الحريق وقمع الزنديق مهمتان لهما أهل وأصحاب اختصاص..

- لا عليكم، فلا داعي للقلق ولا للتحسب ولا للتوفز

هؤلاء الأعداء المتربصون لهم معنا كرات وكرات، وفي كل مرة ينهزمون..

-وضرب آخرُ على قوافي رؤوسنا.. ناموا فإن عليكم ليلا طويلا..

وقضيتكم بأيدٍ أمينة.. أما ترونكم من نصر إلى نصر تتواثبون.. اثنا عشر عاما وقضيتكم في أيدٍ أمينة..ثم

أن لا تشكوا ولا تخافوا ولا تحزنوا ولا تقلقوا ولا تحاولوا..

فأنتم مكفيون كما المخدرات المجللات في خدورهن..

وكنتُ قرأت في فقه المالكية، أن المرأة المخدرة المجللة، إذا احتاجها القاضي في مجلس القضاء أرسل إليها ولم يدعها، فالدعوة تكون فقط للمرأة البرزة.. انظر -تبصرة الحكام-

هرعت فوري إلى مجلس حديث القهوة، فهو يأسرني، بالعرف والمذاق معا، وهو أخف وطأ بكل ما فيه، من حديث المنتصرين في وهمهم، فرأيت أحدهم يسجل سبقا حين يكتب أن الأوربيين أول ما عرفوها نكروها وحرموها!!

فعدت إلى نفسي ويحي أين قرأت مثل هذا الكلام!!

قهوة البن حلال ما نهى الناهون عنها..

كيف تدعى بحرام - والشيخ عبد الغني النابلسي بقية الأحناف في عصره- يشرب منها…؟؟!!

ما فاز إلا النوم..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1052