شكرا لطوفان الأقصى الذي أجابني على أسئلة تدور في خلدي منذ ذكرى نكبة العدو الغاشم وتشكيل حكومة نتنياهو
على أعتاب النكبة للعام 72ماذا نكتب الحكومة الصهيونية تتشكل بقيادة نتينياهو وهي الحكومة رقم 35علينا أن نصغي تماما للانتماء للأرض بكل مقوماتها التي تبني أمة بشعب، وإن كان نقص بعوامل الاقتصاد والمال والسياسة إنما هذه المقومات ليست أركان لوحدها. بدون الأرض والشعب، لا يمكن ان تبني إلا كيان مهما عاش يموت كالسمك مجرد خروجه من الماء ينتحر وهذا الكيان أن يؤيد بمقومات الانتماء إلى الأرض والشعب الذي يملك.
هذه الأرض بكل المقومات والمشاعر والأحاسيس والروابط التي تجمع كل عناصر الأمة بمعزل عن الدين، وهل تكفي المواطنة لتخلق وطن المواطنة لعناصر الشعب؟!
الأرض هي الأقوى، وهذا تؤكده قيم ذات أصول متجذرة داخل كل إرادة لكل مواطن. هي من تخلق وطن. أما سياسة تجميع البشر من كل حدب وصوب لا يمكن أن تؤسس أركان للأمة، والوطن بلا انتماء كمن يبني طموحا على مخيم، إن لم يسقط المطر فلا نبات يعيش ولا أصول ولا حياة.
هكذا صحيح أن نقول مهما كانت السياسة علم الأفكار لتكوين أسس للبقاء لكن البقاء بدون أرض هو تشرد، ومصير المخيم هو مخيم مؤقت ويندثر وأن كان المخيم هو أصل الحكاية عند البعض في رواياته.
في ظل هذه المكونات التي يبنى عليها أساس وجودنا كشعب له أرض، وله الحق بالعودة، وكذلك الدفاع المشروع عن حقه من خلال فعل مقاومة. هناك أسئلة جديرة بوقفات تأمل! أما آن لمنظمة التحرير أن ترمم من الداخل؟! أما آن لهذا الانقسام الفلسطيني أن ينتهي بين الأحزاب والفصائل الفلسطينية؟! الذي كان سببا في تحويل الصراع إلى صراع فلسطيني-فلسطيني بدلا من شحذ الهمم الثورية لتحرير فلسطين وبناء الدولة الفلسطينية وبعد ذلك يتم الاتفاق على قاعدة الحكم .
الكيان الغاشم ماض في استراتيجيته في بناء الدولة، وفي إقناع العالم بديمقراطيته. رغم وجود كورونا ونحن انشغلنا تماما بأنفسنا وبهذا الوباء اللعين عن خيارنا الاستراتيجي في تحرير الأرض!
لقد بقيت الثورة الفلسطينية نظيفة حتى السبعينيات، كنا في حينها نعول على النضال وأدواته وبانتهاء هذا التاريخ بدأ التراجع النضالي يقسمنا إلى أنصاف وأوهام لسنا قادرين على تحملها.
بعد عام 2006 وقبل بداية طوفان الأقصى كانت الثورة تمر بأعتى مراحلها النضالية، بعد الانقسام الفلسطيني وتحول مجرى الصراع عن هدفه الأساسي أذا أردنا فعلا بناء الدولة الفلسطينية، علينا التفكير مليا بموقع مشروعنا الفلسطيني وموقفنا النضالي مما يجري على الساحة العالمية كلها، لا على الساحة الفلسطينية فقط. لأن السياسة متداخلة في علاقة جدلية ، وقائمة على المصالح وهذا من الواجب أن يؤخذ بالحسبان.
لا زلت أردد من نحن؟ وأتذكر شعار الختيار أبو عمار يا وحدنا! وأمام صعوبة المشهد يا شعبنا الفلسطيني يا وحده ماذا بعد؟! لا تكفي الشعارات العمل النضالي هو الأجدر بنا، ورغم ما يعترينا نحن لا ننسى فلسطيننا!
هذا الجزء الثاني من سلسلة مقالات هكذا بدأت قصة عشقي لفلسطين.
يتبع ….
وسوم: العدد 1059