فحدثوا آلياتكم .. حدثوا آلياتكم.. حدثوا آلياتكم.. حسب معطى زمانكم
كتبتُ لهم أنتم الأصل.. وقولكم الفصلُ..
فحدثوا آلياتكم .. حدثوا آلياتكم.. حدثوا آلياتكم.. حسب معطى زمانكم فغضبوا مني، واشتغلوا بالرد عليّ..!!
وأصلي وأسلم على سيدي رسول الله. اللهم اهدني لأحسن الأقوال والأفعال لا يهدي لأحسنها إلا أنت..
وكتبت بالأمس مقالي، حول تفسير قول الله تعالى، (أَطِيعُوا اللَّهَ، وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ، وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ)..
وانحزت فيه إلى قول جمهرة من المفسرين، أن المقصود "بأولي الأمر" أهلُ العلم في كتاب الله، وسنة رسوله وشريعته."
وأنه حاشى لله أن يأمر عباده بطاعة جاهل بدينه الذي أكمله، وبشريعته التي جعلنا قياما بها وعليها، وأمرنا باتباع أحسنها، من خلال علم الذين يستنبطون الحق من معدنه بين ظهرانينا. وكتبت مرة في تفسير قوله تعالى (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم) أن المقصود بالأحسن: اتباع الحكم في وقته، وإلا فما أنزل إلينا من ربنا كله حسن.
وأضيف هنا إن الإسلام الذي شرع الحجْرَ على السفيه، أن يتصرف بماله الشخصي الخاص (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ) أنى له أن يمكنه من رقاب العباد، ومصالح البلاد؟؟!! وسبق أن كتبت مقالا عن معاني "السفه" في القرآن الكريم ودلالاته.
كان مقالي بالأمس حول تعزيز مكانة علماء الأمة، العلماء الصدق، ودورهم في ريادة أمور الأمة، وواجبهم في تحمل المسؤولية الحقيقية فيما يجري عليها، لكسر دائرة الشر المغلقة علينا منذ العقود، في الدوران حول رحى القيل والقال: نستعظم ونستنكر ونرفض ونأبى وندين..
كتبت منتدبا "علماء الصدق" لا غيرهم، من الذين أولتهم جماهير هذه الأمة ولاءها، أعني "حبها ونصرتها وطاعتها واتباعها وانقيادها.." أن يفوا لكل هذا الذي أنعم الله عليهم به، وأن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية، التي أناطها الله بهم. "وعن علمه ماذا عمل به"
حين يكتب الله للرجل القبول في قلوب الناس، فإنه يوليه نعمة، يعز شكرها عند الكثيرين.
في مجلس خاص جمعني بعالم أجّله، منذ ثلاثين سنة، تجرأت وحدثته عن هذه النعمة، وضريبة شكرها، كما يتصوره عقلي القاصر: ورفعت رأسي فإذا عيني الشيخ تذرفان. فأمسكت. تستطيع أن تكتب مائة بحث علمي للخاصة يستفيد منها ألف إنسان، وتستطيع أن توجه خطابا قاصدا للعامة يستفيد منه الملايين، ويكون سببا مشاركا في إنقاذ أطفال الشام في سورية أو في غزة في فلسطين، فتدبر أمرك. قلت يومها للشيخ رحمه الله تعالى، وأنا إذا فُتح علي بالقول قلتُ: كم قارئ قرأ كذا وكذا من تآليفكم وكم مستفيد استفاد مما هو دونهما في العلم والاختصاص. قول أعيده وأستعيده لعلنا…
وكل الذي أردته من تيجان رؤوسنا بالأمس، أن يكونوا أوفياء لما نوليهم من حب وثقة وطاعة، فيرتقوا بنا جميعا؛ إلى مستوى التحديات التي نواجهها. في العصر الذي نعيش فيه.
لم أنتدبهم لأمر تعجيزي، ولم أشر عليهم، بأمر يخرج عن مُكْنتهم. قلت نحن نعيش في عصر كثير المتغيرات، فعيشوا بنا العصر الذي نعيش. استفيدوا من المعطيات التي يحاربنا بها عدونا، وهي متاحة على سبيل المشاع، كلُّ ما في الأمر أنهم سبقونا إلبها، فسلمنا لهم بها. يقول قائلنا: وماكينة الإعلام بأيديهم. وماكينة الإعلام يديرها عقل ومال، وما جعلنا الله خلوا لا من هذا ولا من ذاك!! ويردون منكرين عليّ..!!
خضنا معارك الربيع العربي كلها، وقلوب السادة الأجلاء معنا، ولكننا كنا ننتظر منهم في العراق وسورية واليمن وليبية ومصر ما هو أكثر من الدعاء، وأكثر من البيانات، وأكثر من المناشدات، وأكثر من الفتاوى، وأكثر من التنديدات؛ كنا ننتظر منهم الهداية إلى الرشد في الأقوال والأفعال، وحياطة الأمر أن يصير كما أراد المتآمرون إلى يد الأغمار..
وأعود..
لم أطلب من السادة المأمولين المرجويين "محط الرجاء" قيادة الجيوش، ولا سل السيوف، ولا الخوض فيما لا يقدرون عليه. ولا الانخراط فيما لا تصل أيديهم إليه.
وفي عصر تدور فيه الحرب على المسلمين من تركستان وأركان مرورا بالعراق واليمن وسورية حتى غزة..والله أعلم بما يكون ما بعد غزة، لا بد للساحة من قائد مطاع، على مستوى الرأي فيما يتاح من الميدان.
لا أدري لماذا شكك بعض الناس في القصيدة المنسوبة لابن المبارك، وقرأت لبعضهم وقد أخذته الغيرة على ابن عيينة رحم الله ابن المبارك والسفيانيين، أن يوجه له القول: ريح العبير لكم ..
وهي قصيدة محكمة من عيون الشعر، ولا يهم من يكون شاعرها: وأجمل ما فيها عندي : قوله
من كان يتعب خيله في باطل..
أراد الخديوي إسماعيل أن ينتصر بعلماء الأزهر في حربه ضد الانكليز في السودان؛ فجمعهم وطلب منهم أن يقرؤوا له صحيح البخاري- الباخوري على لغة أهل حلب-!!
أدركت في مدينتي حلب في سبعينات القرن الماضي، عالما رصينا لا يُغمز ولا يُلمز؛ نزلت به ضائقة عامة فجمع تلامذته على قراءة سورة يس إحدى وأربعين مرة..!!
أنا أظل أتأمل هذا؟؟
هل صح قول من الراوي فنقبله؟؟
هناك حرب ساخنة، تدور في ديار المسلمين، تسفك فيها الدماء وتتناثر فيها الأشلاء، -دماء المسلمين أقصد وأشلاءهم- وهذه حرب لا طاقة للسادة المعنيين بها؛ إلا التشريع أو التشجيع..
وثمة حرب أخرى يسمونها الحرب الباردة،، وتلك الحرب التي أدعوهم ليكونوا قادتها، وليجندوا كل فرد من أبناء الأمة المطاوعين على ثغرته فيها.
الحرب الباردة هذه لها قواعدها وأدواتها وأهدافها، وهي التي نستطيع أن نربحها لو تمرسنا أو تمرس سادتنا الأجلة في خوض غمارها؛ لأنهم ولأننا المالكون للحق، المغالبون للباطل. ليغلبنّ مغالب الغلاب.
حين أدعو إلى تحديث الآليات فإني أدعو إلى الاستفادة من معطيات العصر وآلياته في الانتصار للإسلام والمسلمين..!!
أدعو أولي الأحلام والنهى والعلم والفقه والعقل، أن يبادروا إلى ذلك، لينفوا عن مشروعنا الاسلامي الحنيف، غلو الغالين، وانتحال المبطلين. وقد ضعنا أو ضُيعنا بين هؤلاء وأولئك!!
وأدعو لتكون للمسلمين في تعاملهم مع العالم آلياتهم العملية المجدية والممكنة والتي تقرها شريعة السماء، وقوانين الأرض..
أدعو إلى أن يصدر عن العلماء الأخيار المتبوعين من قبل الملايين من المسلمين، أوامر عمل يومية مدروسة وممنهجة ومتوافق مع كل ماذكرت..
أوامر عمل يتم اختيارها من أهل اختصاص، ويتم تحميلها من مثلهم، ويتم تبليغها من فريق ثالث.. لا بد من بعض سهام النهار مع سهام الليل.. نرمي بها عن الله لعله سبحانه وتعالى إن رمينا يرمي بأيدينا.
كنت طالبا في المرحلة الاعدادية حين قرأت كتاب "محمد الغزالي" الشيخ وليس حجة الإسلام" "قدائف الحق" كتاب جميل لمن يجد فراغا لقراءته، لفتني فيه فأعجبني استبداله لفظة قذائف بلفظة سهام، قلت الحمد لله هذا شيخ لم يعد يرمي بالسهام، بل صار يقذف بالحق على الباطل.
بماذا نخاطب العالم؟؟وكيف نخاطب العالم؟؟ وماذا أقول لكل أوقظ في صناع القرار العالمي إنسانيتهم؟؟ وأضع أمام أفراد الرأي العام جملة الحقائق المطموسة عنهم؟؟ كل ذلك يجب أن يكون وفق منهاج.
اليوم ١٨/ ١١/ ٢٠٢٣ يتم الاستفراد بمستشفى الشفاء في غزة!! بالجرحى والمرضى والخداج في محاضنهم!! ما هي الرسالة التي يقترحها على المليون مسلم متبوعهم..
نريد أن نقول بقوله، فليعلمنا كيف نقول؟؟، وماذا نقول؟؟ ولعله يرسل لنا نحن المليون من الواثقين بفقهه وعلمه وفهمه، نصَّ الرسالة، يصوغها خبير بلغة المقصود بها، وعليها عنوانه، ويطلب مني ومن غيري فقط التوقيع..
في كل يوم مقترح ايجابي فعّال من فعّال..
وسبق أن علمونا أن لا أحد فوق أن يستعين، ولا أحد دون أن يعين…
متى نرى في الولايات المتحدة الأمريكية مثلا؛ مثل منظمة الإيباك "الإسلامية" الإيباك وهو عنوان من فواتح حروف، تدافع عن قضاياها أكثر مما يفعل جيش الدفاع!! ويسألني عن الإيباك: ملبوس أو مطعوم أو مشموم؟؟!!
فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالم..
وسوم: العدد 1059