وحدة شعورية .. يجب أن يكون لها ما بعدها
وأكتب متجاوبا مع طروحات بعض الأحباب.. حيث أظل أشتغل على حوارات فردية مفتوحة مفيدة، تدفئني وتغنيني..
وكتب إليّ أخ ثقة مكين عن شعوره فيما آل إليه أمر أمتنا وأوطاننا وناسنا..
فكتبت إليه…
الشعور الذي تتحدث مشترك بيننا، وأشعر بما تشعر به ولا أريد أن ازايد فأزيد…
وهو شعور لا يجوز أن يدفننا في عالم اليأس، بل يجب أن يحركنا نحو مبادرة صغرى تكون مدخلا لما بعدها..
مرة أخرى
هذه المشاعر الصادقة يجب أن تحركنا لا أن تعزلنا..
أربعون سنة أخوك بسبح ضد التيار. جربه فهو على صعوبته ومرارته نافع. أتذكر موقفا كان أخ يبكي فرحا وكنت أبكي منه وعليه حزنا رحمه الله تعالى.
الخوض مع الخائضين تناذر غير حميد. وعبارة "زادي ومزودي ومثل ما قال شيخي وأزودي" لا تدل على رشد.
فلنتفق أننا لن نكون أحجارا على رقعة الشطرنج. ولن ننضم في الملاعب إلى فريق المشجعين، نحن أصحاب القضية الفاعلون، ولا أريد أن أقول اللاعبون..
نحتاج إلى منهجية كتلك التي كانت يوم نُقضت الصحيفة، صحيفة قريش القاطعة الظالمة، أنت تذكرها بالتأكيد: ابغنا ثالثا رابعا خامسا، أنا أقول اليوم ابغنا عشرا فسورية أكبر من مكة في المساحة على الأقل…
لا أريد أن أصعبها فأقول كيوم بيعة العقبة..
ولقد ضاعت طاساتنا منذ أكثر من عشر سنوات، وما زلتُ انادي على طاولة مستديرة لعشرة، فقط لعشرة يفكرون بعقل جمعي ولا يتنابذون..
عشرة يتبادلون الحوار على فكرة، ينضجونها بحثا، ويتفقون فيها على رأي. قتلتنا فكرة : قل كلمتك وامش. اللبن لا يسكب على التمر هندي، وهو لا يطبخ باللبن..!! لا تطبخ السمك باللبن ولا تمزج اللبن بالتمر هندي. من أرق العبارات قرأتها في التوراة "لا تطبخ الجدي بلبن أمه"
أعود:
نلتقي عشرة عقول على قضية، نمحصها، نتفق على مفاصلها، ثم نبادي بها، ونتحمل مسؤوليتها..
أنا عندما اسمع اليوم أنه قتل خمسة مجندون سوريون من عداد ما يسمى الجيش السوري..
أتساءل: تحت أي عنوان يقتل هؤلاء!! ولمصلحة من يُقتل هؤلاء؟؟ ومن المستفيد من قتل هؤلاء؟؟ ومن المتضرر من قتل هؤلاء؟؟!!
أتساءل فقط… فلا تحملني مسؤولية أي جواب، أحب أن يتحمل معي مسؤولية أي جواب عشرة أو سبعة من ذوي عدل..
وأحب أن أكون مع عشرة عقول، نناقش ونجيب فنتفق على جواب..
فنجمع عليه من نستطيع من العقلاء..
ونجعله بداية..
كانت عندي تشبيه تمثيلي كنت أردده كثيرا وما زلت: القاطرة الكبيرة تحتاج إلى دائرة أكبر حتى تلتف..
في عالم السؤال كل الأسئلة مشروعة. في عالم القرار: الأمر شورى بين الناس، ولا يستبد على الناس في قرارهم العام إلا أحمق قليل الدين، عديم الذمة والضمير…
احسبوها عليّ.
وسوم: العدد 1061