غزوة بني النضير من خلال من كتاب نور اليقين 23
الغدر، والحسد طبيعة يهودية راسخة، ودائمة، وظاهرة:
قال الكاتب: "فقد كان بين يهود بني النضير وبين المسلمين عهود يأمن بها كل منهم الآخر ولكن بنو النضير لم يوفوا بهذه العهود حسدا منهم وبغيا". 148
أقول: الغدر الأبدي لليهود ضدّ القرآن الكريم، وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وسيّدنا جبريل عليه السّلام الذي أنزل عليه الوحي، وعلى الأمّة الإسلامية. وسيظلّ اليهود على هذه الحال، ولن يتغيّروا أبدا.
جمع اليهود في صدورهم، وأفعالهم جريمتين وهما: الغدر، والحسد، والغدر المبني على الحسد. ومن كان كذلك لايأتمن جانبه في سلم، ولا حرب.
بداية غدر اليهود عبر استعمال الصخرة لقتل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
قال الكاتب: "فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبعض من أصحابه في ديار بني النضير إذ ائتمر جماعة منهم على قتله بأن يأخذ أحد منهم صخرة ويلقيها عليها من علو فاطلع عليه السلام على قصدهم فرجع وتبعه أصحابه". 148
أقول: لايعرف اليهود قدرالضيافة، ولا حرمة للضيف. وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان عند يهود بني النضير، وحاولوا قتله وهو في ديارهم.
لايكتفي اليهودي بأنّه بخيل بل يقتل الضيف، ويسعى لقتله بأداة لاشكّ في أنّها تزهق الرّوح بصفة نهائية، وإلى الأبد كمحاولة قتل سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بصخرة تفتّت الحديد. كيف بالإنسان.
الصرامة المطلقة مع كلّ من يغدر بالأمّة، وقائدها:
قال الكاتب: "ثمّ أرسل لهم محمد بن مسلمة يقول لهم: "اخرجوا من بلادي فقد هممتم بما هممتم بالغدر". 148
أقول: لم يتردّد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم من معاملة يهود بني النضير الذين غدروا، وحاولوا قتله صلى الله عليه وسلّم، وهو في ديارهم. واتّخذ قرار الإجلاء من مدينة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
قتل رئيس الجمهورية، أو محاولة قتله لدى الأعراف العربية، والغربية يمثّل الخيانة العظمى، والتي تستوجب الإعدام. وسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، كان رحيما لأنّه أجلاهم ولم يعدمهم، مقارنة بما قاموا به من غدر، ومحاولة قتل.
حين يتعلّق الأمر برئيس الجمهورية، والقائد الأعلى للقوات المسلّحة لافرق حينها بين القتل، ومحاولة القتل. فكلاهما جريمة، وخيانة، وغدر بالقائد، والمجتمع.
مدينة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والمسلمين، وليست لليهود:
وقفت عند قول سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "اخرجوا من بلادي"، وهو يجلي يهود بني النضير. مايعني أنّ مدينة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، للمسلمين وليست لليهود، ولا حقّ لهم فيها. ومن الخيانة، والجريمة التّنازل عنها، أو بعضا منها لليهود تحت أيّ اسم من الأسماء.
المنافقون يعدون إخوانهم اليهود ثمّ يولون الأدبار:
قال الكاتب: "فتهيأ القوم للرحيل فأرسل لهم إخوانهم المنافقون يقولون لهم لاتخرجوا من دياركم ونحن معكم". 148
أقول: تشاء حكمة ربّك أنّ الله تعالى سلّط على اليهود من يغدر بهم كما غدروا بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وبالمسلمين. ويسلّط عليهم المنافقين الذين لايعرفون حرمة لنبي، ولا قائد، ولا ضيف، ولا عهد، ولا كلمة. فنالوا مرارة الانتظار، والأمل الكاذب على يد منافقين يشبهونهم في الغدر، والمكر، والخديعة.
إنّ الله تعالى نصر نبيه سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم على غدر، ومكر يهود بني النضير بغدر، ومكر المنافقين، وقبل أن يشرع في الجلاء. فكان انتظارهم لـ "وعد المنافقين؟ !" الذي لن يتحقّق أشد إيلاما من الجلاء الذي تحقّق.
عملية إجلاء يهود بني النضير، والحصون التي لا، ولن تحمي اليهود:
قال الكاتب: "فأمر عليه السلام بالتهيؤ لقتالهم، فلما اجتمع النّاس خرج بهم واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وأعطى رايته عليه. أمّا بنو النضير فتحصنوا في حصونهم وظنوا أنّها مانعتهم من الله فحاصرهم عليه السّلام ستّ ليال". 149
أقول: من طبيعة اليهودي الجوهرية التي لاتتغيّر عبر الزّمن أنّهم لايقاتلون إلاّ من وراء جدر. ولو أعزلا، وفردا، وصبيا، وأقلّ منهم عددا، وعدّة. وما زالوا إلى اليوم يعتقدون أنّ الجدار العازل، والأسلاك، والمناطق العازلة تحميهم من الصبية، والعزّل.
حرق نخيل يهود بني النضير:
قال الكاتب: "ثمّ أمر بقطع نخيلهم ليكون أدعى إلى تسليمهم فقذف الله الرعب ولم يروا من عبد الله بن أبيّ مساعدة بل خذلهم كما خذل بني قينقاع من قبل". 149
أقول: واضح جدّا أنّ النخيل مصدر رزق ليهود بني النضير، بالإضافة إلى مصادر أخرى. فبدأ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالضّغط عليهم عبرحرق مصدر غدرهم، وخيانتهم، ومحاولة قتلهم سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. لأنّ مصدر رزقهم تحوّل إلى مصدر قوّة، وغدر، وخيانة، ومحاولة قتل. فلزم قطع هذا المصدر، وحرقه.
قال الكاتب: "فسألوا رسول الله أن يجليهم ويكف عن دمائهم وأنّ لهم ماحمت الابل من أموالهم، إلاّ آلة الحرب، ففعل وصار اليهود يخربون بيوتهم بأيديهم كيلا يسكنها المسلمون". 149
أقول: اليهودي بطبعه يخرّب العالم، والفطرة السّليمة، وكلّ من أحسن إليه، وأضافوا لها عبر يهود بني النضير أن خرّبوا بيوتهم بأيديهم. وهذا عقاب، وهزيمة ابتلوا بها، وبأيديهم، وبشهادة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والمسلمين والتي تظلّ قائمة مابقي غدر، ومكر اليهود.
الأرباح الاقتصادية من خلال إجلاء يهود بني النضير:
قال الكاتب: "ولم يخمس رسول الله ماأخذ من بني النضير فإنه فىء. فأعطى عليه السلام من هذا الفىء فقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم وردّوا لإخوانهم من الأنصار ماكانوا قد أخذوه منهم أيام هجرتهم، وأخذ عليه السلام أرضا يزرعها ويدخر منها قوت أهله عاما". 149
أقول: بعد إجلاء يهود بني النضير تحوّلت ديارهم، وأموالهم إلى مصدر رزق للمهاجرين باعتبارهم المتضرّرين الفاقدين لعناصر الحياة، ومحرومون من مصادر الرّزق بعد هجرتهم لمدينة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
والأنصار حين استرجعوا بعض مامنحوه للمهاجرين أثناء هجرتهم.
واستطاع سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بهذا التّوزيع أن يسترجع مجتمع المدينة بعض عافيته، وتوازنه، ومصدر رزقه.
كان جلاء بني النضير تثبيتا للأمن، والاستقرار السّياسي الذي كان المجتمع الإسلامي الممثّل في مجتمع المدينة بحاجة إليه وهو الطري يومها، وفي طور بناء أركانه، وترسيخ دعائمه.
وسوم: العدد 1074