(في العام القادم سنلتقي في فلسطين) إن شاء الله
قرأت لـــك
- الكثير من الصلوات اليهودية تنتهي بهذه العبارة ( في العام القادم سنلتقي في فلسطين ) .
- وتتحدث جولدامائير عن نفسها فتقول : ( لست متدينة ، ولكني أعلم بأنه لولا الدين لاختفينا من الوجود ) .
- وتنقل جولدا مائير رسالة من أستاذ بيغن اليهودي الصهيوني ( جابوتنسكي ) إلى أخته يقول فيها : ( ... بعد سنوات من العواصف والأهوال ، ربما أضمن حياتي وحياتك ، ستظهر فلسطين يهودية ، مكتظة بالسكان على ضفتي نهر الأردن ، أما هل سيكون ذلك البلد مكانا مريحا أم لا !!! فهذا موضوع آخر ) .
- وفي عام 1179م كانت جماعة من اليهود مسافرة من كولونيا في ألمانيا ، وبمحاذاة نهر الراين ، ووُجدت على الطريق امرأة نصرانية مقتولة ، فاتهمت حكومة الولاية هؤلاء اليهود بقتلها ، وخيَّرتْهم بين القتل أو اعتناق النصرانية ، ولما لم يستجيبوا لطلب الحكومة قامت بإلقائهم جميعا في نهر الراين ، لقد فضَّلوا الموت غرقا على الردة ، وترك دينهم .
- وأمامي الآن قصيدة شعرية لليهودي شاؤول تشرغوفسكي يقول فيها :
( ياسيفي أين سيفي ؟ سيفي المنتقم
أعطني سيفي لأنتصر على أعدائي
أين أعدائي ؟ سوف أصرعهم
وأحطمهم ، وأقطعهم إربا
سوف أقطع كالحاصد ، وأجتز جذورهم
سأجعل سيفي يشرب فخورا من دمهم
ستستحم خطوتي في دماء الصرعى
وتدوس قدماي على شعر رؤوسهم
سأقطع باليمين ، وأحصد بالشمال
فلقد اشتعل غضبي ، وصار جحيما
لقد ضايقني كثيرون ، ولكني لن أُبقي أحدا بعد المذبحة
نعم سأفنيهم حقا
ياسيفي أين سيفي ؟ أين سيفي المنذر ؟
أعطني سيفي ، فلن أغمده مرة أخرى
حتى أذبح كل أعدائي
لست أطيق الاحتمال ، لقد أشرقت روحي
وغضبي مشتعل ، وقلبي يتحرك
وسرى في عروقي تيار شرار جارف )
هذه بعض النصوص قرأتها في مراجعها التي تملأ المكتبات العربية والأجنبية ومنها : (إسرائيل فتنة الأجيال ــ تكوين الصهيونية ــ الحرب من أجل السلام لمؤلفه عيزراوايزمن ــ الصهيونية حركة عنصرية ــ القضية الفلسطينية والخطر اليهودي ... )
وهناك مئات بل آلاف النصوص من هذا الطراز وكلها تؤكد على ضلال اليهود وغرورهم وعدم صدقهم في الحوار ، وتؤكد التزامهم بقانون العودة إلى فلسطين منذ أمد بعيد . ولعل النصوص المقتضبة التي قدمناها هاهنا تضع حقيقة اليهود جلية واضحة . وفيها قراءة صحيحة ودقيقة عن المسيرة العمياء الضالة لليهود من غابر الأزمان ، فاليهود قوم معاندون ناكرون للمعروف ، مخادعون يستطيعون التشكل ، ويجيدون التمرد والكيد ، يخططون للمستقبل ، ويمارسون السيرة القبيحة التي لاتفارق مجتمعهم في أي مكان حلوا فيه ، واليهود معروفون بشدة عداوتهم للعرب وللمسلمين من بين شعوب العالم الكثيرة ، وتاريخهم يشهد على بغضهم للحق ومحاربتهم وقتلهم للأنبياء ، وأنهم أصحاب الفتن التي فتكت بالأمم على مدار التاريخ . فإنك تجد اليهود مندسين في كل المواقع التي يأملون منها النصرة لفسادهم ومكرهم ، وهم يحسنون اختيار الأدوار المناسبة لنجاح مهمتهم ، ولعل قصة ( بولس ــ شاول ) مشهورة ، حيث كان يكره النصرانية ، وهو الذي اضطهد الحواريين وناصبهم العداء ، قد انقلب بشكل عجيب إلى رجل شديد الحماس للنصرانية ، بل راح يدعي أن المسيح جاءه وطلب منه أن يبلغ النصارى تعاليمه ، وإذا به بين عشية وضحاها يصبح ( القديس بولس ) المشرع للنصارى .
والمنظمات اليهودية لايقل خطرها وتوجهها عن أصحاب النصوص التي ذكرناها آنفا ، ويكفي أن نعلم أن أكثر من (200) مئتي منظمة يهودية موجودة فقط في أمريكا ، ورغم أنهم أقلية إلا أنهم من أكثر الأقليات تنطيما وتأثيرا في سباسة القيادات الأمريكية المتعاقبة ، ولهم تنظيماتهم ومعابدهم ومراكزهم الثقافية والتعليمية والتوعوية ، بل لهم اليد الطولى في مراكز تنفيذ القرارت الهامة في الدولة ، إضافة إلى أكثر من ( 250 ) صحيفة . ناهيك عن اليهود الموجودين في انكلترا وفرنسا وروسيا وبقية الدول الأوروبية ، وما يملكون من وسائل الإعلام وغيرها .
والعرب اليوم بحاجة إلى رصد تحركات الصهاينة ، وتعقب حركاتهم المريبة في الساحة الدولية ، ليوقفوا مدَّهم الإجرامي ، ويفشلوا تطلعاتهم في التأثير الإعلامي الفاعل والتحكم في الكثير من المواقع العالمية . واليهود الذين عاشوا في أوروبا ، وترعرع أبناؤهم في بلدانها لم ينسوا عقيدتهم وتاريخهم ومهمتهم في الحياة ، ولقد استفادوا من الحراك السياسي في تلك البلاد ، وتوصلوا إلى أعلى المراتب ، وما وعد بلفور المشؤوم عن ذاكرتنا ببعيد ، والعرب اليوم يلزمهم الإرادة الصلبة ، والعزيمة النافذة قبل السلاح ، فهم مؤهلون بلا ريب للقتال وللنصر على هؤلاء الشراذم والعصابات الجبانة ، ولسوف تعود الجولان والقدس وكل الأراضي العربية التي احتلها الصهاينة بمساعدة أسيادهم من طغاة الدول الاستعمارية في هذا العصر . فهم كيان شاذ ، وأمة مهينة ، وعصابات بعيدة عن الثبات ، عصابات حاقدة مغرورة ، يقول الحاخام ( راشي ) وهو في معرض تعليقه على خلق الكون : ( إن الله يخبر إسرائيل والعالم أنه هو الخالق ، ولذلك فهو صاحب مايخلق ، يوزعه كيف يشاء ، ، فإذا قال الناس لليهود : أنتم لصوص ، لأنكم غزوتم أرض إسرائيل وأخذتموها ، فإنه يمكن لليهود أن يجيبوا بقولهم : إن الأرض مثل الدنيا ملك الله ، وهو قد أعطاها لنا ). نحن نعلم علم اليقين ماتنطوي عليه قلوب اليهود ، وما يبيتون لنا ، وما حدث في فلسطين على امتداد ستين عاما ، وما حدث في المسجد الأقصى ، وفي غزة في الفترة الأخيرة ، وما يحدث الآن من مؤامراتهم وكيدهم لايدع مكانا للشك في عنصريتهم وبغيهم ، ولقد ورد في تلمودهم : ( كما أن العالم لايمكن أن يعيش بدون هواء ، فإنه لايمكن أن يعيش بدون إسرائيل ) ، ولقد كذَّب الله دعواهم وبهتانهم ، فقد عاش العالم القرون تلو القرون بدون المسخ إسرائيل ، وإننا نأمل انقراضها نهائيا ليعيش العالم أكثر أمنا واطمئنانا . ولعل من عوامل انقراضهم : هذا التعالي على الناس بالباطل ، وانعزالهم عن المجتمعات البشرية ، وحبهم للمال ، المال الحرام بشكل خاص الذي يحصلون عليه من غير اليهود .
الحديث يطول ، والشواهد لاتنتهي ، وهاهم في قلب أمتنا كالسرطان ، ومع كل ذلك سيخيب فألهم ، وينقلب دعاؤهم عليهم ، وموعد الأمة في لقائها القادم أرض فلسطين ، أرض آبائنا وأجدادنا ، أرض ماضينا العظيم ، وحاضرنا المتحفز للنصر المؤزر ، وسنلتقي في العام القادم في فلسطين إن شاء الله .
وسوم: العدد 1085