عندما يهرب الظالمون والمستبدون من قبضات شعوبهم.. هل هي بقية خير فيهم؟؟

يقولون إن "الشيخة حسينة البنغلادشي" شكلت "فرار"…

لا نعلم الكثير عن تداعيات الواقع في بنغلاديش..

ربما قصورا أو تقصيرا منا!!

عندما درسنا الجغرافيا في المدرسة الاعدادية والثانوية، علمونا عن باكستان "الغربية" وباكستان "الشرقية". بوصفنا مسلمين عندما تابعنا أخبار الحرب، حرب الانفصال، بين الباكستانين، كان مع الوحدة ضد الانفصال، أي أننا كنا مع الدولة "الأم باكستان" الغربية، ضد الانفصال تحت عنوان بنغلادش، ما زالت في قلوبنا نفرة من هذا العنوان، أتحدث عن نفسي. تأكد موقفنا الرافض لحركة الانفصال التي قادها رجل يسمى "الشيخ" تأمل في الدلالة "الشيخ مجيب الرحمن" عندما تدخلت الهند إلى جانبه، وحسمت المعركة لصالحه، وتم تكريس بنغلاديش دولة مستقلة على صعيد الأمم المتحدة، وما زلنا أو ما زلتُ مزورا عنها..

"مجيب الرحمن" لم يخلف ذكورا، خلف بنات لعل منهم الشيخة حسينة من "أنثى المذكرات"، حزب عوامي الذي يعني ربما "حزب الشعب" أعاد انتخاب الشيخة حسينة خلفا لأبيها، تأمل معي مرة أخرى الوصف "الشيخة" وتأمل معي فكرة الوراثة في شبه الجزيرة الهندية "أنديرة غاندي" وابنها "راجيف غاندي" الوراثة للقائد الهندي الحكيم على ما أظن نهرو. نهرو قدمه لنا عبد الناصر من الزعماء الكبار، في كتلة "الحياد الإيجابي وعدم الانحياز" عبد الناصر ونهرو وتيتو، وسكارنو.. أنا من فتيان ذلك الجيل. مؤتمر باندونغ دخل عندنا في المنهاج المدرسي. كان قادته عبد الناصر ونهرو وسكارنو…

أعود بكم إلى الشيخة حسينة، حكمت أربع فترات وزارية متوالية، على طريقة "أولاد حارتنا" هنا في الشرق العربي..

مما تابعته من أخبار الشيخة حسينه عن بعد، أنها نبشت ملفات القادة الإسلاميين، وموقفهم من حرب الانفصال، التي دارت في السبعينات وقامت بإعدامهم، نعم إعدامهم في أواخر التسعينات ومطلع الألفية، ربما الملف يحتاج إلى متابعة أكثر..

هذه الأيام تتوالى الأخبار أن الوضع الشعبي الطلاب والعمال، ينفجر في وجه الشيخة حسينة، المظاهرات تواجه بالرصاص الحي، فتزداد الاحتجاجات عنفا..

آخر خبر قرأته، ولست متأكدا منه، أن الشيخة حسينة هربت، من وجه المتظاهرين…

أردت أن أعلق فقط ان هؤلاء الظالمين الذين يهربون، يملكون بقية من خير لا يملكها الذين يقررون أن يتخوضوا في دماء الناس وأعراضهم وأموالهم.

كان عندنا في سورية ضابط عسكري انقلابي اسمه "أديب الشيشكلي" ورفضا لحمام الدم غادر..وكذا ابن علي الذي سخرنا منه طويلا غادر، وكذا.. فلان وفلان..

مهما تكن خلفية المغادرة، وموازينها، ودوافعها…

يبقى أن أذكر وهذا خاص بي، الظالمون الذين ينسحبون من حمامات الدم خير من الذين يتتايعون فيها…

ويزعمون ويزعمون ويزعمون…

هل هربت الشيخة حسنية القاتلة المبيرة؟؟ ننتظر المزيد من الأخبار الصادقة

وليس من هذا القبيل انسحاب بايدن بالأمس من السباق الانتخابي، الآليات التي دفعت بايدن للانسحاب لا بعد أخلاقيا فيها...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1088