مكانة القصة في التربية والتوجيه والإرشاد!!

ليس عجيبا أن يكون حجم القصة في القرآن الكريم حسب دراسة إحصائية ربعَ الكتاب الكريم تقريبا . فللقصة أهمية كبيرة تنبه لها الأقدمون . فقال بعض العلماء : الحكايات جند من جنود الله يثبت فيها قلوب أوليائه . ونقل عن الإمام أبي حنيفة – رحمه الله - :الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلي من كثير من الفقه ؛ لأنها آداب القوم وشاهده قوله تعالى : اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده .  

ويعدها التربويون المعاصرون من وسائل التربية والتقويم ، فللقصة سحر في النفوس ، سيظل معها حياتها على الأرض لايزول ، وقد أدرك الإسلام هذا الميل الفطري إلى القصة ومالها من تأثير ساحر على النفوس ! 

فلماذا القصة دون غيرها من أنواع الأدب ؟ يقول الدكتور عبد الله صالح العريني : تختص القصة بإمكانات فذة يستطيع الكاتب الإسلامي إذا أحسن استخدامها أن يقول جميع ما يود قوله دون أن يثقل على القارىء ! . ويبقى الإشكال في قضية الموضوعات وأساليب التناول للأحداث ! وعن ذلك يجيب الناقد محمد حسن بريغيش - رحمه الله - بأن القصة الإسلامية لايمكن أن تقيد هذا الفن بموضوعات محددة كما يظن بعض الدارسين أو بأفكارمحددة ، فإطارها إطار الإنسانية ، وحدودها حدود هذا الدين الشامل ،وعالمها عالم الحياة في أرجاء الأرض كلها !

وأما الروائي نجيب الكيلاني فيضيف من خلال تجربته الطويلة في كتابة القصة بأنواعها بأنه ليس من الضروري ان ترد كلمة إسلام في القصة حتى نعدها قصة إسلامية ، فقد تعالج القصة الإسلامية مشكلة اجتماعية أو أخلاقية او سياسية من منظور إسلامي دون هتاف أو شعارات أوضجيج .... المهم أن يكون المضمون إسلاميا ،وأن يكون الانطباع الوجداني واتخاذ الموقف في إطار القِيم !

وسوم: العدد 1089