حول استدعاء بشار الأسد إلى موسكو... عود على بدء

أعود مرة أخرى إلى فحوى مثول بشار الأسد بين يدي بوتين آخر الأسبوع الماضي..

الاستدعاء، وليس الزيارة، الذي لم يسبقه أي قُتار أو ريح من قبل..

والذي جاء فجأة، وانقضى خلسة، ولم يحر المتابعون كثيرا في تفسير أسبابه ودواعيه..

نقول استدعاء وليس زيارة، لأن عملية اللقاء المفاجئة خلت من كل المراسم البروتوكولية التي جرت العادة أن تكون بين رؤوساء الدول عندما يلتقون…

تلك كانت رسالة أولى..

ليس لبشار الأسد وحده، بل لعموم الشعب السوري، بما فيها قوى الثورة والمعارضة، يقول بوتين لعموم السوريين: صاحبكم "العبد المأمور" فلا تثقوا به، ولا تخافوا منه، ولا تأملوه.

في موسكو، بعد أن انسحب الآخرون مربط قراركم!! وربما هذه الرسالة تعجب منا أقواما وتغضب آخرين، ولكن على السوريين الحقيقيين أن يفكروا بالجواب عليها…

وبالنسبة لكاتب هذه الكلمات لا يرى الجواب عليها، ولا على العديد من أمثالها بالسهل ولا باليسير..!!

أيها السوريون قد جد بكم الجِدُ فجدوا..

أيها السوريون:

ما لــــي أراكــــم نيامــــا فــــي بلهنيــــــــة

وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا

وفي حضرة بوتين جلس بشار الأسد تلميذا يتعلم، أو مأمورا يتلقى الأوامر..

يقول بوتين مر زمن طويل لم نلتق، ولم نراجع الدروس…

ويقارن بوتين بطريقة لا تخلو من دهاء بين واقع تصرفات الأسد، وتصريحاته، وسياساته، وزهوه وكأنه القائد المنتصر، فيخبره معلما: لم تنته بعدُ، قضيتك ما تزال صعبة، والمنطقة أجمع مقبلة على تصعيد.. ومضمون الرسالة؛ وعليك أن تتصرف وفق هذه المعطيات، أي أن تلملم مشكلاتك لا أن تنثرها…

يقول كل النقلة إن بوتين لم يحدث الأسد عن لقائه بأردوغان، ولكن هذه الرسالة كانت أبلغ حديث.

وحين نشهد إعادة الاصطفافات في المنطقة، وأخيرا في صورة وصول السفير الإيطالي ممثلا لمجموعة الدول السبع إلى دمشق؛ على قوى المعارضة والثورة أن تعيد إعلان اصطفافها، ولا يمكن أن يكون اصطفافها، إلا وراء صفوف الشهداء والمعتقلين، وتمترسها وراء سورية حرة وقوية ودولة للعدل والمساواة وواحة للديمقراطية، ثم مع القليل من التفصيل عن ذلك الاصطفاف والتمترس كيف يكون؟؟

وعلى ضوء أننا أصبحنا نخاف ونحذر، من كنا نأمل ونرجو!!

علينا أن نعيد الاصطفاف من جديد قضيتنا قضيتنا...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1089