وَمَنْ أَظْلَمُ
مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (114)/ البقرة؟؟!!
مئات المساجد دُمِّرت على رؤوس مصليها في غزة منذ 309 أيام حمراء قانية ... ولا يزال عُرْب وعجم يتفرجون على تلكمُ المشاهد السوداء؛ وكأنها حلبة مصارعة ثيران!
وهل نتعجب من مثل هذه الأعمال النيرونية من قتلة الأنبياء: " إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21)"/ آل عمران.
عن أبي عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، أي الناس أشد عذابا يوم القيامة ؟ قال" : رجل قتل نبيا أو من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم) : إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم ( إلى قوله) : وما لهم من ناصرين) ". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" : يا أبا عبيدة ، قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبيا ، من أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مائة وسبعون رجلا من بني إسرائيل ، فأمروا من قتلهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر، فقُتلوا جميعا من آخر النهار من ذلك اليوم ، فهم الذين ذكر الله عز وجل".
فإذ لم يستحِ الاحتلال الصهيوني المجرم الماجن، وإذ لم يردعه أحد لأنه أمن العقوبة فأساء الأدب؛ فلنتوقع مزيدا من شلالات الدم المصلي ...من الرُّكَّع السُّجود!!
وما مذبحة مصلي الفجر في حي الدرج اليوم بغزة المنكوبة إلا رسالة لكل مسؤول في العالم؛ مهما سفلت مسؤوليته تقول: اعملوا ما شئتم، وارقصوا كيف شئتم، وأقيموا مهرجانات الخلاعة والعري .... فإنا ذابحوكم عن بكرة أمهاتكم!!
ولعل النتن ياهو يستهين بمشاعرنا وتنديداتنا دوماً؛ فهو شاهد على تدمير مئات المساجد على يد فراعنة العرب خلال ما يُسمى بالربيع العربي؛ وفقط وبالأمس القريب – قبل ثلاثة أيام- حصلت مجزرة راح ضحيتها خمسة وعشرون بريئا بين قتيل وجريح، في مدينة إعزاز بحلب!!!
وهل الدم السوداني/ السوداني الذي يجري أنهارا كل يوم وليلة برخيص على الله، أم علينا؟! إن ما يحصل من مجازر في سوريا والسودان وغيرهما، ربما تنأى فضائيات العالم عن ذكرها، وإذا مرت بها تمر مرور اللئام، وتذكرها على استحياء؛ وفي حاشية الأخبار المهملة!!!!
إن مثلث الإجرام في استهداف وتدمير المشافي والمساجد والمدارس التابعة لمنظمة الأنوروا الدولية لَهو مخطط ثابت منذ ما يقارب سنة حمراء مجرمة. وخذ على سبيل المضحك المبكي؛ فقد أعلن مندوب الأونوروا في فلسطين اليوم: " إن على طرفي الصراع في غزة أن يحيدوا المدنيين عن مناطق الصراع"! وكأن هذه المنظمة السرطانية الخبيثة تتبنى التقرير الإسرائيلي الكذوب إن عشرين مجاهدا فلسطينيا كانوا قد تحصنوا في هذه المدرسة الدولية!!
ولولا أن الفرية التي سطَرتها إسرائيل القائمة أصلا في وجودها على مزاعم كِذاب؛ لولا أن بيانها الأول لم يلق آذانا صاغية من كثير من شرفاء العالم لَمَا احتاج الأمر منها لئن تتبع الأول ببيان ثانٍ، فيه المزيد من الادعاءات الكاذبة الممجوجة... وما يزال عُرب ماجنون يطبعون، أو يرقصون في مهرجانات الصيف المنحلة من كل خلق وقيمة!!!
إن هذا الاعتداء السافر على مثلث البراءة في كون المستهدف مسجد في مدرسة، وتلكم المدرسة تابعة لمنظمة دولية لَهو أنصع دليل على استهانة العدو الهتلري بكل مُثُل العالم؛ إن كان ثمة بقية لمثل؛ فقد خلت من قبل المثُلات من تدمير أكثر من مئة وسبعين مدرسة للأنوروا الدجالة!!!!
وكثرة التدبيج الكِذاب في البيانين الصهيونيين حول مذبحة مدرسة "التابعين بحي الدرج بغزة"؛ فقد اضطر الإعلام الصهيوني المخادع الصهيوني لكي يكذب نفسه، فقد كذَّبوا بعض الأخبار التي صدرت عن بعض الجهات الرسمية؛ والفضل ما شهدت به الأعداء!
هل يمكن لأسلحة ذكية – حسب الرواية الصهيونية- وهي تستهدف عشرين مقاوماً فلسطينياً في مسجد بمدرسة محمية دولياً أن تودي بحياة المئات من المدنيين والمصلين؛ ومنهم أطفال، فترديهم بين شهداء وجرحى؟! إن أدمغة الحيوانات لتمجُّ مثل تلكم الفرى الماجنة؛ التي تستقبلها الأدمغة الكونجريسية الأمريكية المجرمة، فتسمح بتمرير صفقة موت وقتل جديدة؛ بأسلحة داعمة بقيمة ثلاثة مليارات من حديد الإبادة الجماعية!!!!!
طوبى لمن كبَّروا بإحرام لصلاة فجر في غزة النازفة ألماً.... ثم باغتهم أعداء لُدٌّ بحمولة أطنان متفجرة أمريكية؛ فطاروا شَعَاعاً إلى ربهم؛ " قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُمۡ سُنَنٞ فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ (137) هَٰذَا بَيَانٞ لِّلنَّاسِ وَهُدٗى وَمَوۡعِظَةٞ لِّلۡمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (139) إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَمۡحَقَ ٱلۡكَٰفِرِينَ (141) أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ (142) وَلَقَدۡ كُنتُمۡ تَمَنَّوۡنَ ٱلۡمَوۡتَ مِن قَبۡلِ أَن تَلۡقَوۡهُ فَقَدۡ رَأَيۡتُمُوهُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ (143) وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡـٔٗاۗ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ كِتَٰبٗا مُّؤَجَّلٗاۗ وَمَن يُرِدۡ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَن يُرِدۡ ثَوَابَ ٱلۡأٓخِرَةِ نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَاۚ وَسَنَجۡزِي ٱلشَّٰكِرِينَ (145) وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيّٖ قَٰتَلَ مَعَهُۥ رِبِّيُّونَ كَثِيرٞ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسۡتَكَانُواْۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّٰبِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ (147) فَـَٔاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا وَحُسۡنَ ثَوَابِ ٱلۡأٓخِرَةِۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (148)"/ آل عمران.
وسوم: العدد 1091