أيها السوريون الأحرار احذروا.. ثم احذروا.. واحذروا

وأراقب الوضع السوري بصفتي واحدا من أهله..

ولكي لا يسبق إليّ أحد بالسؤال: من أنت؟؟ أسارع إلى الجواب، أنا واحد من السوريين، لي من الجمل السوري شعرة، لا أتعداها، ولا ينازعني فيها إلا ظالم..

نشأت على الكتابة، وكتبت يوم لم يكن يكتب إلا القليل، وليس لي في ذا على أحد منّة.

ولا أكتب أبتغي رضا أحد من الناس، ولست حريصا على مناكفة أحد..!! فإن لم أعجبك ما أكتب فلا تفعل بي، ما فعل بي حافظ الاسد وابنه من بعد..

وأتأمل ما آل إليه وضع السوريين الأحرار من شتات وضياع وفرقة وتنابذ وتدابر

وأسترجع فأقول: إنا لله وإنا إليه راجعون..

وحَلِمنا

ولأن الحلم كان رهيفا، جميلا، قرر الكثير منا أن يستديمه فلا يفيق منه أبدا !! فكيف ترون هذا؟؟

حكاية طريفة كنا نرويها في اللغة البلدية في حلب؛ للدلالة على الحال..

يقول الطفل لأبيه، تذكروا أن الطفل يعتقد أن أباه قادر على كل شيء، يقول الطفل لأبيه باللغة الحلبيية الجبيسية: يا بو اشتر لي طرماية!!

يرد الوالد المسكين الحافي: أبوك ما عندو صرماية!!

لم يكن صعبا على بائعة الحليب الصغيرة، راجع مقالي عنها من قبل، أن يكون لها واد من غنم وآخر من بقر، وثالث من معزى…

يبقى دائما مثل هذا سهلا قريبا في عالم الأحلام..

المشكلة…

 وبينما الجادون من السوريين يبحثون عن طريقة للخروج من "عالم الحلم فيرطمون رؤوسهم بجدار العلم"

ينطلق بخور القنب فوق الرؤوس حتى يكون غمامات ولها أريج!!

دائما أخاطب نفسي لا تقرر وأنت متكئ، ولا وأنت مشتمل!!

الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: رب رجل متكئ على أريكته…وغدوت يفزعني كل المتكئين..!!

وقال الآخر:أوردها سعد وسعد مشتمل…

أقول للناس: هلموا أوراقكم وأقلامكم، وأجمعوا أمركم، ولا يكن أمركم عليكم غمة ، واجلسوا جِلسة الجادين…

وأعدوا لكل هدف وسيلته..

وإذا جاز لنا أن نحلم في اقتراح الهدف قليلا..فلا يجوز الحلم با قتراح الوسيلة، فالعصا لا تكون من زبد ولا من شمع…

والعصا التي تكون بيد الآخر لا تدفع عنك

علّمك جدك أنك مهما شربت من كف غيرك، لن تروى…

قال لك نبيك صل على نبيك، لا تلدغ من الجحر مرتين، فكيف أقول لك بعد الأربعين..

احفظ عن أخيك الضعيف المستضعف، في الوسيلة المنجِزة للهدف ثلاث صفات:

أن تكون مشروعة، فاحذر أن تتعدى حدود الله؛ وتزعم أنك تنصره..

وأن تكون ممكنة، فأنت متمكن منها؛ قادر عليها، ولا تجعل وسيلتك بعض حلمك فتضيّع وتضيع.

ثم أن تكون مجدية، داود قتل جالوت بالمقلاع، واعتبرت سابقة.. ولا أظنك ستسقط طائرة الروسي ببارودته!!

كلامي حول الأحلام كثير، وأحلام اليقظة لا تدخل في باب الرؤيا ولا الرؤية..

قلت لها قفي لنا، قالت قافْ

لا تحسبي أنا نســــــينا الإيجاف

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1091