«حي الدرج» يتحدى تشارلز براون مصر «متقدرش تحارب»… ويا شيخ: «النار أكلت ثوبك!»
«أقوى جيش في الشرق الأوسط يطارد «فتية» في أزقة «حارة الدرج» في مخيم جنين»!
تلك ملاحظة «حيل قوية» سجلها زميلنا المحلل نهاد أبو غوش تعليقا على نشرة أخبار «الجزيرة»، عصر يوم السبت، قبل أن يسترسل وكأنه خبير «هياكل أمنية»: ما يقوم به جيش العدو بأوامر المستوى السياسي الأعلى مهام «دركية» تبدو مضحكة.
للعلم حتى في الدول «النايمة» قوات الدرك أرقى في مستواها من أن تطارد فتية لديهم «أكواع متفجرة» في زقاق شعبي مكتظ، تلك قد تكون مهمة على قدر «دورية شرطة وحراسة البلدية»!
لكن إسرائيل لها رأي آخر، فعبوة الكوع وهي بالمناسبة ليست أكثر من «ماسورة معدنية مخصصة للمجاري» محشوة بما تيسر من «مسامير» وعجينة بدائية ترعب الكيان، وتحتاج للسيطرة لعربة «النمر» إياها، التي رأيناها تترنح في غزة.
«أكواع» حي الدرج
جيش يزعم حقا أنه الأقوى في المنطقة، وقائده السياسي وصفه على «سي إن إن» ذات أمسية مسرحية بأنه «الأكثر أخلاقية في العالم»! يهاجم بالمدرعات الثقيلة وطائرات سلاح الجو «شبيبة» في أزقة حارة لا تزيد مساحتها عن نصف كيلومتر، وعدد سكانها 20 ألف نسمة، وسط مخيم جنين، فيما عدتهم الحربية لا تزيد عن بندقية وأكواع و»حفنة رصاص» وذخيرة اشتريت للتو بخمسة أضعاف سعرها من «جنرال إسرائيلي» حرامي.
وفقا للقناة الإسرائيلية 14 الوضع معقد في «حي الدرج» واستوجب «اجتماعات أركان» لكيان مجرم، يرتكب جرائمه بقذائف أمريكية وبمحروقات يمولها «صمت العرب».
في الكيان – على حد علمي – لا يوجد «درك». لا توجد حتى خطط أمنية، والقرار الدائم التعاطي بوحشية مع لحم أطفال فلسطين!
المؤكد تماما أن فتية المقاومة في فلسطين لا يمكن إخافتهم بهراوات تلوح بالهواء أو بمدرعات تقف دون حركة على طريقة «ميدان التحرير»، ولا بسيارة شحن صغيرة «معارضة» سرعان ما تقلد كل من وقف على متنها يوما منصبا «وزاريا».
للعلم، وبقصد «الدعابة فقط»: ثمة سيارة «بك أب» كانت تقف وتهتف على دوار الداخلية في قلب العاصمة أيام الربيع العربي، غالبية من وقفوا عليها وهتفوا أصبحوا وزراء فعلا.
كل من يقول «لا للاحتلال» سيواجهه «جيش الدفاع» مباشرة بعد «توجيهات» صدرت من رئيس هيئة أركان القوات الأمريكية المشتركة. تخيلوا معي ما أطول لقب الجنرال الأمريكي، الذي وضع كل نياشينه وأساطيله وقواته الحربية خلف الكيان لكي يحسم في حارة الدرج، لأن هذه الحارة تهدد «الإمبريالي الأكبر»!
أحدهم – وهو مهم – همس لي قائلا: الفريق تشارلز براون أبلغ في تل أبيب وعمان أن على «الكيان» تصفية «الميليشيات في الضفة الغربية»، حتى المفردة هنا فيها «كذب وتدليس» لا تتحدث عنه فضائية «المملكة» الأردنية مثلا، فشباب المقاومة لا ميليشيات ولا ما يحزنون هم على رأي فتحاوي شاب قابلته في عمان «فتية قرروا خدش ومشاغلة العملاق».
في المناسبة على الأرجح – وهذا تكهن- وعدت حكومات عربية متعددة بأن تنتهي قريبا «ظاهرة المسلحين» في الضفة الغربية.
«النار كلت ثوبك»
كأن المقاومة الفلسطينية هي الجاثمة على صدر «النظام الرسمي العربي» وليس الكيان المجرم.
ما علينا. مؤخرا خاطبني أحد قادة الحزب الحاكم في مصر العزيزة بعد محادثة صدفة في عمان قائلا: «يا أخي مصر ظروفها صعبة متئدرش تحارب».
وفي عمان كتب جنرال صديق ما معناه «لا تبالغوا في ملف التهجير».
الرد في اختصار: باللهجة المصرية «يا عمي الحج محدش فينا عايز مصر تحارب، والمطلوب أن توقف إعاقتها لأتوبيس المقاومة». وباللهجة الأردنية البدوية «النار كلت ثوبك يا شيخ»، وللعلم مفردة «كلت» تعني «أكلت».
سئلت على الهواء في محطة «رؤيا» عن «أدلة التهجير»، التي يصر بعض «النشامى والجدعان» على إنكاره. حسنا: تجربتنا تقول مع الكيان إن «النزوح» دوما ينتهي بـ»لجوء»، وآخر تقرير عميق اطلعت عليه من أوراق «ما تبقى من دكانة منظمة التحرير» يقول إن عدد النازحين داخل الضفة الغربية بدأ يقترب من ربع مليون فلسطيني.
ليست صدفة أنه الرقم نفسه، الذي قال استبيان عميق مغلق إن مرشحي المعارضة الإسلامية سيحصلون عليه في انتخابات أيلول/سبتمبر المقبل في الأردن.
قد يعني ذلك أن رقم النازحين في الداخل الضفاوي، وبعد «استقرار مسار تحديث المنظومة» في عمان قد يتضاعف أو يزيد، حيث لا يوجد ما يمنع عربة النمر الإسرائيلية من أن تفعل ذلك.
بعضنا في عمان يصر على أنه لن يشعر بأي «هبابة تهجير» إلا إذا حمل العدو البشر بالحافلات، وألقى بهم على حدود الأغوار. حسنا، لماذا يريد نتنياهو مجددا «ضم الأغوار»؟ لماذا تحفر الجرافات كل البنية التحتية شمالي الضفة الغربية، وتحاصر المستشفيات وتقتلع بالمناسبة حصرا «المخابز»؟
لماذا بدأ إعلامهم يتحدث عن «محور فيلادلفيا أردني»؟
وسوم: العدد 1093