"إسقاط عنوان" "الأزمة السورية" كما يسمونه، عن جدول أعمال الجامعة العربية بالأمس.. هو القضية التي يجب أن لا نغفل عنها نحن السوريين..!!

وخطابي لكل من يظن أنه عامل لنصرة هذه الثورة، في أي موقع كان جماعي أو فردي.

لقد تحول المحتلون للمقعد السوري على كراسي الجامعة العربية، من المشروط عليهم إلى المشترطين. ولاحظت معكم في مقالي بالأمس أنه حين ذكر في بيان مجلس أعمال الجامعة العربية للدورة 162 أزمات المنطقة العربية، على جدول أعمال الجامعة، بدأ من فلسطين وغزة وليبية والسودان، سقط مسمى "سورية" عن غير سهو ولا نسيان!! نعم ذكرت قضية الجولان، وكأن الاحتلالات المتعددة الأوجه، للأرض السورية ومنها الروسي والأمريكي والإيراني، لا يشكل قلقا للجامعة العربية، ولا للمنطقة العربية، ولا لدولها!!

إن دول الجامعة العربية التي باتت تتجرع المكروه وتسيغه، في عصر الهوان العربي، والذلة العربية، والتردي العربي لم تعد قادرة على الوفاء لوصف مقدس أقدس ما وصف به القرآن العربي. إن وصف العربي الذي أكثر ما يليق بكلام الله، وبكتاب الله، والذي يجعل الملايين من الناس يبحثون عن سر الوصف، ومغزاه ومعناه، بات المعتزون به يتلوون تحت سياط الواقع المرير. وأظل أردد على رؤوس الناس، في عصر العرب البئيس، ولا يجوز الاستهانة بالعرب ولا بالعروبة لأن القرآن الكريم ظل حافظ ذكرهم (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ)

وهل يجوز لدول الجامعة العربية، أن تخضع لشروط ،من كان بالأمس تحت الشرط،!! ثم تكتفي الدول العربية من منظمة دول الخليج العربي، أن تعقد اجتماعا هامشيا، على هامش مجلس الجامعة، لتعيد طرح ما عنونته "بالأزمة السورية" تدعو فيه لاستئناف عمل "لجنة الاتصال العربية بشأن سورية"...

توقف أيها العربي الحر عند لفظة "استئناف" والتي تعني إعادة عمل بعد توقف...فمن أخذ قرار إيقاف عمل لجنة الاتصال هذه، أو من شلّها؟؟

ألا يعنيك أيها العربي.. أيها السوري... أن تسأل لماذا توقف عمل اللجنة أصلا... ؟؟ الحديث عن فلسطين وعن غزة وعن ليبية وعن السودان كله ضروري وجميل، ولكن ألا يستحق الوضع السوري، وسورية تقصف في كل أسبوع مرة أو مرتين، من قبل صهيوني غادر، ألا يستحق هذا الحال مراجعة أو مداخلة عربية صالحة؟؟

ماذا يعني أن تفتتح سفارة عربية في دمشق على وقع أصوات الطبل والزمر مختلطة بأصوات الصواريخ الصهيونية تقع على منطقة مصياف وما حولها، فتدمر وتقتل، والبعض يشترط عليكم أن تقبلوا أن سورية قمرة وربيع، وأمن وأمان!!

إن الباطل كان زهوقا...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1094