الوحا.. الوحا .. العجل .. العجل .. الدوائر الوطنية التي لا يسعنا فيها التأجيل!!

من طبيعتي أن لا أكون مستعجلا ولا متطلبا… ولكن أربعة مواقع لا يمكن تأجيل التغيير فيها. وتجب المبادرة العاجلة والسريعة لإسناد المهام فيها لكوادرها من الأحرار السوريين من أصحاب الكفاءة ة. وعلى شرط "القوي الأمين"

أولا - الجيش على مستوى الضباط الأمراء..ولنا في كوادر الضباط من الذين انحازوا إلى الثورة غنى. ويجب أن نكون قد استنفرنا كل هؤلاء. وان تكون لدينا عن طريقهم خطط عملية لإعادة الضبط والربط، والتنسيق. لا يمكن أن يبقى ضابط حر منشق بعد اليوم جالسا خلف الشاشات يسأل عن الأخبار!!

ثم الأمن.. حلت أجهزة الأمن وهذا جميل. فأجهزة الأمن بكل ما كانت تمارسه كانت هي الأدوات المباشرة للطاغية. البلد لا يقوم بغير أمن. و الأمن الجنائي ربما يختلف في طبيعته. والأمن غير الشرطة بقيادتها وكوادرها.

ولست محتاجا أن أذكر أن هناك قيادات شرطية منشقة منحازة إلى الثورة أيضا. وهؤلاء لديهم التجارب ولديهم الخبرات. وأعتقد أنه قد تأخر كثيرا زمن استنفارهم، الذي كان يجب أن يتم مع الساعات الأولى. نحن أعني أنتم تتصدون لإدارة جمهورية، أقول إدارة ولا أقول قيادة لعلنا نتفكر.

ثم ثالثا الدبلوماسيون ولا سيما السفراء ومن في حكمهم. وكذا هناك دبلوماسيون منشقون، وكان هناك دبلوماسيون مقاربون، استمرار الدبلوماسي في موقعه خطر على الثورة وعلى الناس. فالدبلوماسي قادر على الدس والمكر في الغرف المغلقة.

ثم رابعا أتحدث عن الإعلاميين.

الإعلامي خطر في مقام التخطيط والإدارة والتنفيذ..

مديرو البرامج والمعدون والمنفذون وقارئو النشرات والكتاب والمحللون والصحفيون، وكل هؤلاء لا يمكن أن يكونوا في إعلام المجتمع..

نحن مع حرية الإعلام في الإعلام الخاص. ولكن ليس في إعلام المجتمع السوري الجديد الذي نحلم به جميعا.

مللنا الكذبَ والتدليس ونريد الإعلام الرسالي الذي تعارفت عليه كل الأمم والشعوب..

وهؤلاء شبابنا وكهولونا الإعلاميون الرساليون يملؤون الفضاء والقنوات!!

وننتظر من الغد أن نرى الوجوه الجميلة المسفرة المستبشرة على التلفزيون السوري..

فنسمع تلفزيون "الجمهورية العربية السورية" وتنفرج أساريرنا.. إعلام لكل السوريين وليس لمن يسمونهم أهل الثقة فقط. من جماعة "زادي ومزودي ومثل ما قال الوزير أو المدير وأزودِ!!"

الإعلامي ليس قطعة تقنية في غرفة البث، وليس بوقا: يقول ما يقال له.. كما تقول الببغا

ولقد مل شعبنا هذه الوجوه الكالحة، ومل سمعه هذا الخنين…

البدار .. البدار… العجل العجل اعجموا عيدانكم. وأعيذنا بالله أن نكون في بحثنا عن الكفاءات على طريقة الغابرين. المشاركة في إدارة مرافق الدولة السورية حق لكل السوريين الأحرار..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1106