الاتحاد الأوروبي يجتمع لمواجهة انفراد ترامب بالبث في الشأن الأوكراني
الاتحاد الأوروبي يجتمع لمواجهة انفراد ترامب بالبث في الشأن الأوكراني وجامعة الدول العربية لم تقرر بعد عقد اجتماع من أجل التصدي لمؤامرة تهويد الضفة والقطاع التي يدبرها الرئيس الأمريكي مع الكيان الصهيوني
بادر الاتحاد الأوروبي يوم أمس إلى عقد قمة وصفت بالمصغرة في العاصمة الفرنسية قبيل الاجتماع المرتقب للرئيس الأمريكي بالرئيس الروسي في المملكة العربية السعودية ، وهو لقاء سيركز على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وفق منظور الرئيس الأمريكي الذي يرغب في إعادة العلاقة مع الرئيس الروسي على حساب أوكرانيا كما صرح بذلك المجتمعون في القمة المصغرة بباريس، والذين ينكرون على الرئيس الأمريكي تصرفه الأحادي في شأن أوروبي وكأن الاتحاد الأوروبي غير موجود ، والحرب في أوكرانيا لا تعنيه .
إن هذه القمة المصغرة المنعقدة في باريس خلافا للمألوف إذ من عادة الاتحاد الأوروبي أن يعقد اجتماعاته في العاصمة البلجيكية بروكسيل ربما دلت على انقسام في الصف الأوروبي حسب ما روجته بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مع أن هذه القمة قد حضرها رؤساء دول ذات وزن في الاتحاد الأوروبي وهي فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا .
ومهما يكن من أمر هذه القمة، فهي على الأقل رد فعل على موقف الرئيس الأمريكي المتغطرس الذي يبدو أنه أراد الظهور بمظهر صاحب القرار الذي لا ينازع في العالم، والذي عبرت عنه عبارة كتب على قبعة لبسها وهي : " اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى " ، ولا يخفى ما في هذه العبارة من دلالة على هوسه الكبير بالعظمة ، وهو أمر لا يقره عليه الساسة الأوروبيون.
ولقد سبق أن ادعى الرئيس الأمريكي خلال حملته الانتخابية أن الحرب في كل من أوكرانيا وقطاع غزة ما كانت لتندلع لو كان هو في السلطة ، و تعهد حينئذ بإنهاء الحربين معا في حال فوزه ، ولذلك وصفته وسائل الإعلام التابعة له أنه رجل السلام مع أنه يدعو إلى السلام عن طريق التهديد باستعمال القوة كما كان الشأن بالنسبة للحرب في قطاع غزة . ولعله سيلجأ أو ربما يكون قد لجأ إلى التهديد بالقوة أيضا لإنهاء الحرب في أوكرانيا مهددا رئيسها ، وخاطبا ود الرئيس الروسي تماما كما توعد وهدد المقاومة الفلسطينية في غزة متوددا إلى رئيس الوزراء الصهيوني، ومقدما له وعدا بشراء غزة كي يحولها إلى ريفيرا على حد قوله بعد تهجير أهلها منها قسرا إلى دول عربية حدد منها الأردن ،ومصر والسعودية ، وغيرها ممن لم يحدده .
ومعلوم أن الرئيس الأمريكي خلافا للدعاية الإعلامية الأمريكية لا علاقة له بالسلام ، بل هو رئيس مقاول له أطماع لا حدود في خيرات ومقدرات عدة بلدان في العالم والتي عيّن بعضها ككندا المجاورة له، وكجزيرة جرينلاند، وبانما ، مع تلميحه إلى دول البترول في الخليج .
وكما أنه صرح بأطماعه في قطاع غزة ، فإنه لم يتردد في التصريح بأطماعه في ما يوجد تحت التراب الأوكراني ، وهو نفس طمع الرئيس الروسي الذي دافعه إلى شن الحرب على أوكرانيا ، وهكذا وحد بينهما الطمع والجشع ، فقررا اللقاء فوق التراب السعودي الذي ليس من قبيل الصدفة اختياره ، وذلك لمناقشة إبرام صفقة بينهما لتقاسم الغنيمة بعد إنهاء الحرب .
ومعلوم أن ما دعا الاتحاد الأوروبي إلى عقد اللقاء المصغر في باريس هو التصدي لطمع الرئيس الأمريكي المقاول في الثروة المعدنية لأوكرانيا ، علما بأن أطماع الاتحاد الأوروبي فيها لا تقل عن أطماع الرئيسين الأمريكي والروسي
وما يعنينا في هذا المقال أنه مقابل تحرك دول الطليعة في الاتحاد الأوروبي واعتراضها على انفراد الرئيس الأمريكي بقرار إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا دون إشراكها، لم تعبر لحد الساعة جامعة الدول العربية عن نيتها عقد لقاء من أجل التعبير عن إدانتها للمؤامرة الصهيوـ أمركية التي يراد من ورائها تهويد قطاع غزة والضفة الغربية وتهجير من فيهما قسرا إلى مهاجر في صحراء سيناء، والصحراء الأردنية ،وغيرهما من الصحارى العربية التي دار الحديث عنها مؤخرا في بعض وسائل الإعلام ،ووسائل التواصل الاجتماعي .
ولقد اقتصر رد الفعل العربي لحد الآن على قرار الرئيس الأمريكي بخصوص أطماعه في قطاع غزة على أخبار تداولتها بعض وسائل الإعلام ،ووسائل التواصل الاجتماعي مفادها أن الدول المعنية باستقبال الفلسطينيين الذين يراد تهجيرهم لم تقبل بذلك لكن دون الإعلان عن عقد لقاء أو قمة لجامعة الدول العربية تنتهي بقرار رافض بصراحة لا لبس فيها لما يريده الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الصهيوني .
وعلى غرار الجامعة العربية لم يصدر أيضا لحد الآن أي موقف معترض على المؤامرة الصهيوـ أمريكية عن منظمة التعاون الإسلامي التي تأسست تحت مسمى منظمة المؤتمر الإسلامي إبان إحراق المسجد الأقصى من طرف الصهاينة سنة 1969 . ومعلوم أن هذه المؤامرة الحالية لا تقل خطورة عن مؤامرة إحراق المسجد الأقصى لأن الأمر بلغ حد الطمع في تهويد الضفة والقطاع ،وضمهما إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1948، و سنة 1967 . فما الذي تنتظره منظمة التعاون الإسلامي كي تتحرك لإجهاض هذه المؤامرة الخبيثة ؟؟؟
وما يخشى هو أن تكون بعض الأنظمة في بعض الدول العربية والإسلامية متورطة في هذه المؤامرة بشكل أو بآخر ، وأن صفقة ما ربما تكون قد طبخت من أجل تمريرها تحت مسميات أو شعارات مضللة .
وأخيرا نتساءل ما هو موقف الشعوب العربية والإسلامية من مؤامرة تهويد فلسطين بما في ذلك قدسها ومسجدها الأقصى، و تهجير شعبها قسرا ؟ فهل سيقتصر الأمر على تظاهرها الذي يسود بعده صماتها، وخضوعها، وخنوعها أم أنه سيكون لها القول الفصل في هذه القضية المصيرية من خلال مواقف إجرائية وشجاعة تنسف المؤامرة من أساسها ؟ ذلك ما سيكشف عنه مستقبل الأيام. ولئن ضاعت فلسطين ـ لا قدر الله ـ فستكون البلاد العربية والإسلامية أضيع وتصير شعوبها كالأيتام في مأدبة اللئام على حد قول القائد العظيم طارق بن زياد رحمه الله تعالى .
وسوم: العدد 1116