إعادة توصيل حول مقالي دعوة إلى التغافر على طريقة باعة الاسمنت والحديد

أولا- لا يقبل من داعية ولا من سياسي أن يصمت في معرض البيان، فمن قواعد فقهائنا رضي الله عنهم:

"الصمت في معرض البيان بيان."

ثانيا- يسوؤني ما أسمع أن صاحب أن صاحب الفضيلة فلان شفع بالشبيح المعمم فلان، وصاحب الفضيلة فلان، شفع بالشبيح المعمم فلان، وأنا الذي كنت معارضا منذ ستين سنة، حتى حكم عليّ حافظ الأسد بالإعدام، لم يشفع فيّ أحد، وما زلت مسلطا عليّ  في بلدي قانون يحكمني بالإعدام، وأذكّر السادة الراشدين من أصحاب الفضيلة بقوله تعالى (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا)

ثالثا- أن فيما كتبت في مقالي دعوة للتغافر ، لم أتعرض لحقوق العباد. فتلك حقوق فقهها مقرر معروف. حتى الذين غلّوا من طرق مدمجة، وجمعوا الأموال أو ولغوا في الدماء والأعراض، فطريق توبتهم محفوظ معروف…

رابعا- انصبّ حديثي عن موقفنا المجتمعي وكيف يمكن أن نمرر هذه المرحلة بأقل ما يمكن من الحرج الشرعي والمجتمعي فدعوت إلى ما يلي:

استبدال مصطلح التوبة الشرعي بلفظ التكويع. على مستوى المجتمع المتدين.

دعوت هذه الطبقة من أصحاب العمائم الذين تورطوا فشبّحوا  إلى إعلان التوبة سرا وجهرا..

توبة فيما بينهم وبين الله، وأخرى فيما بينهم وبين الناس؛ يكتب أحدهم كنت مغرورا، كنت مخطئا، كنت مكابرا، وأعلنها توبة بين يدي الله.. واعتذر إلى من حولي من المسلمين

أكدت في مقالي أن باب التوبة يظل مفتوحا، وأن لا أحد يملك إغلاقه لا عن كافر يسلم، ولا عن عاص يفيء، والباب الذي فتحه الله لا يغلقه البشر.

ومبالغة مني في الحفاظ على حالة الوئام المجتمعي، دعوت هذه الطبقة من الشبيحة المعممين، إلى تغييب وجوههم عن الناس.. يعني بلا مجق ولا تمجييك، وأكدت في دعوتي للأخيار من أبناء وطني أن يعرضوا عنهم، وأن يتجاهلوا حاضرهم وماضيهم، وأن لا يكثّروا لهم سوادا، وإذا رأوهم على طرف الطريق أن يتجنبوهم.

أما أن يمنعوهم  من الجمعة والجماعات كما منع منها إخواننا في تدمر وفي صيدنايا.. فأقول: نعم لا يكونون خطباء ولا أئمة، أما الأخرى فأنا أخاف من قوله تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) فلا يمنعوا من مسجد يؤودون فيه ما كتب الله عليهم.

وإذا رأيته قائما في المسجد يصلي فلا تقبل بوجهك عليه، ولا تبادره بعد الصلاة بتحية ولا بدعاء ولا بسلام..

اما أن تجهر له بالقول.. فأخاف عليّ وعليك: ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء…

ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا…

اللهم علمنا ما ينفعنا

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1116