اللعبة القذرة التي تلعبها السلطة السورية

ضد الشعب السوري

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

ماأكده ماهر الأسد رئيس عائلة المافية السورية في أنه مستعد لإبادة أي مدينة تقف ضدعائلته , وحتى الله لن يقدر انتزاع السلطة منهم , فأبوه أخذ السلطة بالقوة وهم ورثوها بالقوة ولن يسلموها أبداً

هذا القول يطابق ماقاله عمه رفعت الأسد عندما سؤل عام 1980مالذي ستفعلونه باتجاه انتفاضة حماة , قال وقبل سنتين من المجزرة سوف نجعلها حديقة  ,فوق ناسها وبيوتها ومعالمها

منذ ذلك التاريخ تاريخ استلام حزب البعث في سوريا وسيطرة ضباط والذين هم من الطائفة النصيرية أو العلوية على الجناح العسكري للحزب . بدأوا بتفريغ الجيش والمواقع الحساسة من كل شخصية من الطائفة السنية واتبعوا السياسة الباطنية والتي هي من صميم عقيدتهم ,في أن الذي يحكم سورية هو حزب علماني المنهج قومي الهدف اشتراكي المذهب

اقتنع المنتمون للحزب من الحزبيين التابعين للطوائف الأخرى بذلك , ولم يشعروا بأن هذا الحزب ماهو إلا حزب طائفي المذهب طائفي إقصائي دموي , وعندما حاول بعضهم الإعتراض كان  الحبل حاضراً

فالأقليات العرقية أو الطائفية في بلد ما عندما تتحقق مكاسبها عن طريق شخص ما فإن المنهجية الثقافية للطائفة تتحول للتعلق بالرمز ومن هذا الرمز يشمل العائلة أو العشيرة وقد يصل الأمر في بعضها إلى تأليه الشخص ووضعه مكان الرب في نفوسهم

فقد أصبح حافظ الأسد وعائلته هو الرمز الذي تدور حوله الطائفة وكعبتهم وقبلتهم وحتى ربهم , واعتقادهم أن زوال هذا الرمز يعني زوال الطائفة كلها , مع العلم لو نظر أي إنسان وحتى متوسط أو عادي التفكير من الطائفة العلوية , سيتضح أمامه ولو نظر للآمام قليلاً , أن هذا الرمز سيكون أشد الرموز سوءاً عليهم وقد يكون السبب في فنائهم جميعا مع فناء الكثير من الشعب السوري والذين يعيشون على أرض الوطن

الجرائم التي ارتكبت في عهد ربهم الأعلى للطائفة كما يعتقدون بذلك ضد الشعب السوري من الطائفة السنية , بحيث أتحدى أي بيت أو أي عائلة في سورية تابعة للطائفة السنية إلا ونالت منهم أذى , دموي أو سجن أو تهجير أو فقد لقريب أو حبيب

وعندما انتفض الشعب السوري يريد الحرية وبعضاً من حقوقه , قابله رمز الإجرام ومعه طائفته بأبشع أنواع القمع والتنكيل والإزلال والتقطيع واغتصاب الحرائر والتشريد

الثورة سلمية مطلقة وليس فيها لاتدمير ولا حرق لمؤسسات ولا أي شيء سوى شعارات ينادون فيها ولا ضد أي عرق أو قومية أو مذهبية

فيأتي النظام المجرم ليقمع هذه الثورة باسم الطائفية , وأن طائفته هي التي يجب أن تبقى في منزلة السيد والبقية من الشعب السوري في منزلة العبيد , يقتل باسم طائفته وينتهك الحرمات ويقطع أوصال الأجساد ويبيع أجزاء من أجساد الجرحى , ويمنع تداوي الجرحى ويحرق البيوت والأماكن العامة والمستشفيات , وكل هذه المآسي هي من الشيعة ضد السنة في سورية , وفوق كل ذلك يقول أن وجود هذا النظام هو ردع للحرب الأهلية والطائفية في سورية , بينما هذه الحرب تنفذ فعلاً ضد طائفة واحدة وجهة واحدة ومن قبل طائفة واحدة

أمام هذا الواقع وماكان في حماة واليوم في دير الزور وحمص وكل المناطق في سورية والتي يحرق فيها البشر والشجر والزرع والحيوان من قبل هذه الطائفة , فهي ليست من الطائفة اليهودية ولا من المسيحية ولا من الدرزية , فهي فقط من الطائفة النصيرية أو العلوية كما أطلقت عليها فرنسا هذا الإسم  والسؤال

مالمتوقع لاحقاً من قبل الثوار أمام سلمية الثورة وطائفية الدولة ؟

فلن تبق سلمية للأبد , ولن تسمح الطوائف الآخرى المدمرة من قبل طائفية النظام ساكتة على مجازره الرهيبة ضدهم , والفزاعة التي يلوح فيها نظام الفحش هذا من الحرب الطائفية في سورية ستزول في أقرب وقت , وبدأت الفكرة تنضج في عقول الكثيرين , لطالما أنا معرض لأبشع أنواع القتل من الطائفة العلوية لأنني مسلم سني فلماذا لاأدافع عن نفسي وعن طائفتي وعن عرضي ووطني وكرامتي

فدخول الثورة في حرب طائفية بين السنة والعلوية لن تخسر الطائفة السنية شيئاً في حال اندلاعها على هذا الأساس , والسبب أن الطائفة العلوية تفعل ماتشاء ضد السنة , والذي سيخسر هو الطائفة النصيرية , ففي حال قيام حرب أهلية بين الطرفين , سؤدي ذلك لدخول أطراف دولية ومخابراتية من جميع أنحاء العالم , وتدور رحى الحرب والخسائر من الطرفين وستكون الغلبة للأقوى صاحب الثقل العددي والعمق الإستراتيجي في المنطقة , وهذه الميزتين تتفوق فيها الطائفة السنية في العدد وفي عمقها الإستراتيجي في المنطقة المحيطة بسورية

فلا بد من الثورة أن تتطور في التفكير وأن تتطور في الأسلوب والتكتيك

أن تعد نفسها لحرب عصابات , وأن تعمل على الإغتيالات الفردية لرموز النظام , والمحاولة من المتظاهرين لحرق الأماكن الأمنية في المحافظة ونصب الكمائن المتنقلة لتدمير باصات الشبيحة قبل وصولها المدينة , وحماية المتظاهرين من قبل بعض المسلحين وبشكل مخفي كعدد من القناصين مثلاً ,

أصعب شيئ مدمر لنفسية المجرمين هو الإغتيالات الفردية , فعلى الثورة أن تفكر بهذه الطريقة للتخلص من رموز الفتنة والقتل والجريمة

وهذا نداء أخير لمن هم معنا شركاء في الوطن نقول لهم إما عليكم التخلي عن هذا النظام والإنضمام للشعب في ثورته وهو ضامن لكم الحياة كحياته وحياتنا , أو أن استمراركم في القتل الطائفي الممنهج ضدنا سنقابله بنفس الوسيلة , وسنكون معزورين عندها فقد صبرنا كثيراً وأنهار الدماء من أحرارنا بدأت تغرقنا ووصلت حتى أصبحت تكاد تميتنا غرقاً طالبة الثأر لدمائها

فقد أردناها سلمية فحولتموها دموية ,وأردناها واحد واحد واحد الشعب السوري واحد فجعلتوها نصيرية شيعية فارسية وجعلتم سورية تحتل من قبل أقذر أنواع الإحتلال وكأننا أصبحنا من الهنود الحمر ومصيرنا الإبادة التامة.