راشد عيسى ديك الجن الجديد

راشد عيسى

ديك الجن الجديد

الأديب الدكتور راشد عيسى

د. بلال كمال رشيد

[email protected]

كائنٌ لغويٌ.. وكائنٌ شعريٌ.. يعيش على الحرف  ويحيا به  !!

قد تأتي كلماته عفو الخاطر،  لكنها لا تقول إلا كل ما في الخاطر، دون أن  تنأى به  إلى شطط أو مخاطر !!

يعرف الجذر اللغوي للكلمة ، يعرف أصلها وفصلها ، ويبتدع منها زرعاً وفروعا ً تسر المتعاطين مع الكلمات والحروف ..

ألفاظه جميلةٌ في موقعها ، مؤثرةٌ في وقعها ، هي بنتُ سياقها وواقعها ، حتى وإن جاءت عامية فإنها تخرج أكثر فصاحة وبيانا !!!

المفارقة لعبته المفضلة ، يؤالف بين الأضداد ، يقارن ويقارب ، يشعرك بجمال القبح ، وقد يشعرك يوما بقبح الجمال ، لكن الجمال في جملته ، في المعنى الذي يأسرك  حتى تموت فيه ، أو يموت فيك!!

حياته رواية يرويها شعراً ونثراً ، في شخصه شخوص ، خياله واقع ، وواقعه خيال ، طفولته تسكنه ويسكنها ، عاشها شقاء وشكاية ، وتعيشه الآن ويعيشها حماية ووقاية من الكبر والهرم ، غرد للأطفال الذين كانوه ... فكانهم .. وملأ مكانهم .. وتكلم في زمانهم ، فعاش بهم طفلاً وكانوا به رجالا!!

عاشر الطبيعة  فاستأنس بها واستأنست به حتى أعطته أسرارها ، عرفها وعرف من وما تعالق معها من شجرٍ و حجرٍ وإنسٍ وحيوان ، عرف حشيشها وخشيشها ، هسيسها ونشيجها ، وَوَحْشها وجِنها و إنسها ، حتى سكنت إليه فتكلم بلسانها !!!

مسكونٌ هو بالشعر حيث كان ،وبالجمال حيث يتكون ، وفيٌّ لكل أجداده الشعراء ، مصغٍ لكل مجايليه ومنافسيه ، لكنه بقي صوتاً فريداً منفرداً ،

له فننٌ ،

               له جِنٌّ ،

                                 له نايٌ ،

فما كان إلا هو ، أناه التي يحتمي بها ، أناه أنين وناي : يغرد... يغني... يحكي بها .. وعنها ...ولها ، أناه صريحة شفافة ، تفصح.. تصرح.. تبوح ،حتى تراك وأراني فيها !!

أناه لا نرجسية  طاغية فيها ، ولا  يئدها تواضع قاتل ، بل هي مكمن سؤال !!!

حفيد جِن هو .. يتلبس .. يتلمس .. المعاني ..ويبني لها  ما يشاء من المباني

ديك يدك المعاني من الشروق وحتى الغروب

جناحه مكسور .. بابه مخلوع .. قلبه شراع ويراع

راشد هو  لكنه هائم ... و هو عيسى.. لكن ..ليس ابن مريم .. ليس نبيا ... لكنه يدعى:( راشد أبو مريم )

حُر هو وبَرٌ .. لحاضره وماضيه ..

الحرف حِرْفَتُه و فَرْحَته وحُفْرته ، صاحب حرف و(كَيفْ )!!

وبعد حروف كثيرة وعمر مديد سيلقى حتفه وفي فمه حرف !!

شعر هو و نثر ... ديك جن جديد  .. فقد وافتقد  ... وحري بنا أن نقول ما قلناه فيه!!!! وأنى لمثلي أن يجاريه ؟؟!!!