بناء الشخصية المسلمة الدعوية 2

بناء الشخصية المسلمة الدعوية

د. محمد بسام يوسف

[email protected]

(5 من 8)

5- كتمانه مع يقظته: عمله دائب، ولسانه صامت، يعرف عدوَّه ولا يعرفه عدوُّه:

لماذا الكتمان أثناء ممارسة العمل الدعويّ أو الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ وحده؟!..

1- إننا لا نخشى العدوّ حين نقول: إنّ حجمَه كبير، ووسائلَه كثيرة وماكرة، ويقظتَه واضحة، وتخطيطَه مستمرّ ومتطوِّر للقضاء على قِيَمِ الإسلام وأهله، في الخفاء والعلن!..

في ظروفٍ كهذه، هل يفكِّر الداعية المسلم -مجرّد تفكيرٍ-.. بإعلان أساليب عمله وأسماء النوابغ من إخوانه وأبناء دعوته وصفّه؟!.. أو كشف خططه وأهدافه القريبة والبعيدة؟!.. إنّ معرفة العدوّ لكل ذلك ستجعل الداعية المسلم ودعوته الإسلامية تحت الأضواء باستمرار، وبالتالي قريباً من عيون العدوّ المتربِّص شرّاً بهذه الدعوة ورجالها، الذي يعمل بلا كللٍ أو ملل، لإبعاد الإسلام عن المجتمعات المسلمة، ليبقى هذا العدوّ المتعدّد الألوان والفِرَق والأصناف.. مهيمناً على مجتمعاتنا وأمّتنا: [استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان] (الألباني – صحيح الجامع).

2- لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخدم أساليب الكتمان في أموره المهمة، منذ فجر الإسلام، وأسلوبه هذا بدأ من (دار الأرقم) وحتى نهاية حياته عليه الصلاة والسلام: [.. ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوةً إلا ورّى بغيرها] (البخاري)، والسيرة النبوية الشريفة فيها أمثلة كثيرة عن استخدام رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأسلوب الوقائيّ، وذلك خلال كل مراحل دعوته، فكيف بنا وقد فرض عدوّنا على الدعاة والدعوة الإسلامية كلَّ الحصارات الممكنة، بعدوانيةٍ شديدة، وأسلحةٍ فكريةٍ وإرهابيةٍ وثقافيةٍ لئيمةٍ خبيثة، ذات أهدافٍ واضحةٍ لتغييب الإسلام عن المسلمين، وتغييب دعاته في المقابر أو الأقبية والزنازين؟!..

3- الكتمان ليس هدفاً، لكنه أسلوبٌ وقائيٌ لحماية الدعوة الإسلامية وأبنائها الذين وضعوا أنفسهم وما يملكون تحت تصرّفها، وإنّ ما يزيدُ خطورةَ العدوّ على االدعوة الإسلامية، هو العامل الثرثار الذي يُعلِن خططه وتحرّكاته وخطواته وأعماله وأساليبه، فيسبّب الضرر الجسيم لأبناء دعوته كلهم أو بعضهم، بينما المطلوب من ابن الدعوة الإسلامية أن يكونَ كثير الدأب، عاملاً بلا ضوضاء أو عشوائية، يُحسّ بالأمانة الثقيلة المتمثّلة في دعوته وأبنائها.

4- إنّ من أنجح الأساليب، أن تجرَّ عدوكَ أو خصمكَ إلى حيث تريد، وذلك خلال عملية الصراع معه، تعرفُهُ ولا يعرفك، مع أنه من الممكن أن يراكَ، لكن من غير أن يدركَ أبعاد ما تمارسه من عملٍ لصالح الإسلام والمسلمين، وللمستقبل المنشود لأمّتنا المسلمة.

* * *

(6 من 8)

6- يألف ويؤلف: منظّم الفكر والسلوك، وملتزم بعمله الدعويّ، من غير فرديّةٍ أو فوضويّة، ومن غير شذوذٍ عن تنفيذ المهمّات المطلوبة بالضبط، لتحقيق الأهداف المرسومة:

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكملُ المؤمنين إيماناً أحسنُهُم خُلُقاً، الموطَؤونَ أكنافاً، الذين يَألفون ويُؤلَفون، ولا خيرَ فيمَن لا يَألف ولا يُؤلَف) (الألباني – صحيح الجامع).

ويقول عليه الصلاة والسلام: (إنّ المنافقينَ لا يَألَفونَ ولا يُؤلَفون) (أحمد) .

1- فابن الدعوة الإسلامية صاحب الهدف السامي، من أكثر الناس عملاً وبذلاً وحُنكةً، وأشدّهم التزاماً.. فهو قائدٌ للناس وخادمهم في آنٍ واحد، وهو مذلّل عقباتهم، ومعهم بقلبه وروحه وساعده وجوارحه، في السرّاء والضرّاء!..

2- كما إنه أحسن الناس أخلاقاً، يمارس طاعة الله عزّ وجلّ بلا حدود، فهو من زمرة: (الموطَؤون أكنافاً)، وهم: المتذلّلون لله عزّ وجلّ، والمتواضعون للناس، الذين يجعلون أنفسهم في خدمة غيرهم: (كانت الجارية تأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لِيُعينها في بعض عملها)!..

3- وإنه من (المطاوعين)، الذين يقدّمون كل ما يمكن تقديمه من وقتٍ وبذلٍ وعونٍ للآخرين، دون أي نفورٍ أو تذمّرٍ أو مقابلٍ أو ثمن!..

4- وابن الدعوة الإسلامية الذي يحرص على سمعته وموقعه المرموق بين الناس، هو كذلك من زمرة: (الذين يَألفون ويُؤلَفون):

و(يَألفون): هم الذين يُقبِلون على الناس بكل جوارحهم وصدقهم وعفويّتهم، فيتعاملون معهم بكل صدقٍ وثقةٍ واحترام!..

أما (يؤلَفون): فهم الذين يُزيلون كل الحواجز والحدود التي بينهم وبين الناس، ويُخفونَ كلَ مِيزةٍ أو صفةٍ تميّزهم عن غيرهم، ويقدّمون من ذوات نفوسهم، ومن سلطانهم وموقعهم.. ما يؤدي إلى حرص الناس على محبّتهم وإدامة الصلة بهم!..

بهذا الإنسان تفتح الدعوة الإسلامية مغاليقَ القلوب، وتسبر ثغرات النفوس.. فتفتح الدنيا كلها بأخلاق الإسلام، وليس القلوبَ والعقولَ والأرواحَ فحسب!..

إنّ ما يتناقض مع هذا الخُلُق (يألَف ويؤلَف)، بعضُ الصفات الأخلاقية التي لابدّ أن يبتعدَ ابن الدعوة الإسلامية عنها، وهي:

1- الكِبْر: وهو بطر الحق وغمط الناس، أي إهدار الحق وإنزال الناس في غير منازلهم ووضع النفس فوقهم تكبّراً.

2- العناد: وهو الجمود عند موقفٍ ثَبُتَ خطؤه، وهو من منابع الكبر ويُقَاس عليه.

3- المراء والجدال: وهو حُبّ الغلبة بالباطل، مع خِفّةٍ في العقل ومحدوديةٍ في الفهم.

4- التباهي بالأعمال: وهذه الصفة تُناقِض الإخلاصَ في العمل، وهي باب من أبواب الرياء، تُفَرِّق الصفوف، وتهدر الطاقات، وتُدَمِّر النتائج.

إنّ الدعوة التي تضم في صفوفها المتكبّرين والمجادلين بالباطل والمرائين والمزاودين بالأعمال.. دعوةٌ تعاني من شدةٍ بالغة، لأنّ وجود أمثال هؤلاء ضمن صفّها سيوصلها إلى الفشل!..

أما أولئك المطاوعون الملتزمون الذين يألفون ويؤلَفون، فإنهم يزيدون الصفَّ قوةً ومتانةً وانسجاماً، لأنهم يُذيبون الخلافات فيما بينهم، ويزيدون من الثمرات والأعمال.

كيف يصل الداعية المسلم إلى تمثّل هذا الخلق العظيم (يألف ويؤلف) ضمن دعوته؟..

1- يُقدّم الطاعةَ بالمعروف لإخوانه.

2- يلتزم بما تتّخذه دعوته من مواقف ولو خالفت رأيه، إلا إذا كان لديه دليلٌ شرعيٌ واضح، فيعرضه للحوار والوصول إلى رأيٍ موحّد جامع.

3- يهدر نوازعه النفسية -عن عمدٍ- لصالح دعوته.

4- يلتزم بالثغرة المكلَّف بسدّها، حيث كانت، وأياً كان نوعها.

5- يرفض مواقف الكبر والعناد والمراء والتباهي بالأعمال.

6- يُقدّم نفسَه للثغرات الشاقة الصعبة، حرصاً على دعوته وأبنائها من إخوانه.

إنّ صفاً يتحلى أبناؤه بهذا الخُلُق، هو صفٌ متراصٌ متقدِّم، ومؤهَّل للنصر على الجاهلية الخاوية المفكَّكة: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال:63).

فهل نستوعب؟!..

* * *

(7 من 8)

7- مطوِّر لأساليب عمله باستمرار، وفق تطوّرات العصر والبيئة والظروف، ووفق تطوّرات مراحل عمله.. لا يجمد، ولا يتحجّر.

حين زالت الخلافة الإسلامية من الأرض، اتجه المسلمون اتجاهاً آخر، بدأه الإمام الشهيد حسن البنا (رحمه الله)، حين رأى أنّ السلطة لن تعودَ إلى الإسلام، إلا بإعادة صياغة الإنسان المسلم والمجتمع المسلم، صياغةً إسلاميةً نقية، وتبعه بعد ذلك المصلحون من قادة المسلمين، ينهجون نهجه، ويحاولون تحقيق الهدف ذاته، وهم يُدركون أن أساليب العلماء الأجلّاء، المحصورة بتعليم علوم الإسلام للناس فحسب، لم تعد تصلح وحدها لتحقيق الهدف المنشود، لسببين اثنين:

1- لأن أنظمة الحكم في بلادنا غير إسلامية.

2- ولأن عصرنا يحتاج منا، إلى فهمٍ جديدٍ وأسلوبٍ حديثٍ في العرض، ووسائل جديدةٍ في العمل، تتناسب مع هذا العصر الذي نعيشه.

لقد انفضّ الناس عن كثيرٍ من حلقات العلماء الأجلّاء والحركات الإسلامية، لأنها لم تستطع أن تطوِّر أساليب عملها، بينما لجأ الناس إلى العلماء الذين طوّروا أساليبهم في الدعوة، واقتربوا بها من واقع الناس والأمة، فلا بد –إذن- من التطوير المستمر للأسباب التالية:

1- لأنّ الجمودَ مَقتلةٌ حقيقيةٌ للفكرة، التي حين تُعرَض بقوالب جامدةٍ غير مفهومة، فإنّ الناس يرفضونها، ويبتعدون عن أصحابها.

2- ولأنّ سرعة الاتصال بين الناس والأمم، الذي ترتّب عليه سرعة انتقال الثقافات والأيدولوجيات، قد سبّب وضعاً جديداً في الأرض، فغزتنا أفكار غريبة تحتاج منا إلى موقفٍ علميٍ واضحٍ للسيطرة عليها، ولإزالة شرّها، وتجنيب الأمة آثارها السيئة.

3- ولأنّ عدوّنا يطوِّر من أساليب عمله، وأنماط تفكيره، ما يقتضي منا أن نُضاعفَ جهودنا في تطوير أساليبنا ومساعينا لعرض أفكارنا، وعزل عدوِّنا عن إنساننا ومجتمعنا.

كل ذلك يضع ابن الدعوة الإسلامية أمام خيارين اثنَيْن:

1- إما أن يجمد، وفي جموده مَقتله وتخلّف الدعوةالتي ينتمي إليها.

2- أو أن يطوِّر من أساليب عمله لما فيه خير حركته، لتدخلَ ساحات العمل، بفكرٍ متوهّج، وتنظيمٍ دقيق، وأسلوبٍ متطورٍ يجدّدُ صلاتها مع المجتمع، باتجاه تحقيق الأهداف السامية لإنساننا وأمّتنا وأوطاننا.

إنّ ابن الدعوة الإسلامية الذي يرفض التطوير.. هو إنسان عقيم، يهدر جهده الدؤوب بلا مبرِّر!.. أما ابن الدعوة الإسلامية الذي يعيش عصره، ويطوّر أساليبه، ويفهم أبعاد ما يجري حوله، هو وحده الذي يستطيع العيش في هذا العالم بثباتٍ ونجاح، ويتمكّن من شدّ الناس إلى الإسلام، ومن اختيار المناسبين منهم، لرفد دعوته الإسلامية بالعناصر الفاعلة..

إنه وحده الأمل، الذي تُبنى على كتفيه النجاحات، وتتحقّق -بجهوده الفعالة ورؤيته المبصِرة- الأهداف الكبيرة، بإذن الله عزّ وجلّ.

* * *

 (8 من 8)

المنهج التربويّ المطلوب لبناء الشخصية المسلمة الدعوية الفاعلة

وهو المنهج الذي سينقل ابن الدعوة الإسلامية ويطوِّر بناءه، من حالته الراهنة، إلى الحالة التي يجب أن يكونَ عليها، بوصوله إلى درجة الصفات السبع التي ذكرناها آنفاً.

لن نقترح منهجاً تربوياً مفصَّلاً، فهذا ليس مجاله هنا، لكن سنقدِّم أساسياتٍ عامةً لإعداد منهجٍ تربويّ، يُلبّي الحاجة إلى وسيلة بناء الشخصية الإسلامية لابن الدعوة الإسلامية، حسب المعايير التي حدّدناها.

أساسيّات المنهج التربويّ المطوَّر

1- بناء الإنسان المسلم هو: بناءٌ فكريٌّ إيمانيّ، وبناءٌ تنظيميّ حركيّ. وأيّ خللٍ في هذا البناء بشقّيه المترابطَيْن، سيؤدي إلى خللٍ في بناء الشخصية الإسلامية الفاعلة، ينعكس سلباً على دورها وأدائها، وعلى مدى التزامها وولائها.

2- هناك فرقٌ كبيرٌ بين التربية من جهة، والتعليم أو التثقيف من جهةٍ ثانية، على الرغم من التكامل بين العمليتين، فالأولى أساسية جوهرية، أما الثانية فهي تحصيلُ حاصل.

3- من الضروريّ، أن يحقّقَ المنهجُ التربويُّ المطوَّر شرطَ توحيد الثوابتِ والمنطلقاتِ الإسلامية، بشكلٍ واضحٍ لا لَبسَ فيه، التي أركانها:

أ- هدف الإسلامِ هو تحقيقُ العبوديّة لله عزّ وجلّ وحده لا شريك له، لعمارة الأرض.

ب- الدعوة الإسلامية القوية العصريّة، هي الوسيلةُ لتحقيق الهدف.

ج- العملُ لتحقيق الهدفِ بكلّ أشكاله، هو جهادٌ في سبيل الله.

د- التقاعسُ عن العملِ لتحقيقِ الهدف، يستجلبُ سخطَ الله عزّ وجلّ يوم القيامة، والانخراطُ فيه يستجلبُ محبّةَ الله عزّ وجلّ ورضاه وجنّته.

ه- التعاملُ مع واقعنا بطريقةٍ حكيمةٍ وذكية، لا يعني التخلّي عن ثوابتنا ومنطلقاتنا.

4- لا بُدّ من تحديد مواصفات الإنسان المسلم ابن الدعوة الإسلامية، وتجاهلُ ذلك، سيفتح ثغرةً واسعةً في العمليّة التربويّة والدعوية. (انظر المواصفات السبع التي حدّدناها أعلاه).

5- ينبغي أن يلبّي المنهجُ حاجةَ الانتشارِ للدعوة الإسلامية، بين شرائح المجتمعات المختلفة.

6- العلومُ الشرعيةُ الضرورية للداعية، توضع لها آليّاتٌ لتعليمها، من خلال دروسٍ دوريّةٍ عامة، أو بإنشاءِ مؤسّسةٍ تعليميةٍ خاصة، يقوم عليها بعض العلماءِ من أبناء الدعوة وأنصارها، وتُضبَطُ آلية التعليمِ فيها بشكلٍ مرادفٍ لبناءِ الأفرادِ وفق منهجٍ تربويّ مطوَّر.. أو عن طريق دوراتٍ شرعيةٍ خاصّة، تُقامُ رديفاً للمراحلِ التربويّة الإعدادية المنهجيّة.

7- ينبغي أن يحقّقَ المنهج الحاجاتِ العمليّة، وهي الأهم، جنباً إلى جنبٍ مع تحقيق الحاجات الفكريّة، لذلك ينبغي للمنهج المطوَّر، أن يحدِّد خطوطاً عامّةً لآليات تحويل الأفكارِ والدراساتِ النظريّة إلى واقعٍ عمليّ. (فضلاً، راجع دراستنا ذات العلاقة، بعنوان: الإعدادُ التربويُّ العمليُّ للشخصيّةِ الإسلاميّة).

8- ينبغي أن يعملَ المنهج على إيقاظِ الشعورِ بالخطرِ المعادي بكل أشكاله وجهاته، وأن يدفعَ المسلم للتمسّكِ بإسلامِهِ، وللتحلّي بالوعي لمجابهة التآمرِ والعدوان أينما واجَهَهُ.

9- المِرانَةُ صفةٌ واضحةٌ للمنهجِ المطوّر، إذ تُختارُ منها الموادّ التي تلبّي الحاجاتِ التربويّةِ للدعاة، حسبَ الثغراتِ الموجودةِ في بنائهم ونفوسهم، وليس بشكلٍ أصمّ.

10- المنهجُ قائمٌ على قضيّةٍ أساسية، هي أن تنفيذه بالشكلِ الأمثل، لا يتمّ إلا بعد تشكيلِ المجموعات التربوية، على أساس التقارب في المستوى العلميّ والثقافيّ والعُمْريّ والنفسيّ والتنظيميّ والأخلاقيّ والسلوكيّ.

11- يُعنَى المنهج بالتقويم المستمرّ للأفراد، وذلك بتحديد آليةٍ لدراسةِ الآثارِ والنتائج، التي تتولّد عن تنفيذ الواجبات والأعمال التربوية من قِبَلِ الأفراد.

12- يعالج المنهج المشكلات التي تُعاني منها الدعوة وأبنائها.

13- يؤسِّسُ المنهجُ لاختيار المتفوّقين الذين أنهَوا مراحلَه، ثم لإلحاقهم في مجالات التخصّص المختلفة، التي تَخدُمُ أعمال الدعوة، وتسدّ الثغرات المختلفةِ فيها، بما فيها تخصّصات الدعاة والعلماء.

14- يلبّي المنهجُ وضعَ الآليّة العمليّة المثلى، لتزكية النفوس وتعميق الصلة بالله عزّ وجلّ، والارتقاء بالروحِ إلى أبعدِ حدٍّ ممكن.

15- يلبّي المنهجُ حاجةَ تعميقِ الوعي السياسيّ، وفهمِ الأحداثِ المحيطة، من خلال المتابعة الحثيثة تربوياً.

16- الأمنُ الإسلاميّ جزءٌ مهمّ، ينبغي إتقانه بأساليب محدّدةٍ في المنهج.

17- القضايا الإسلامية هي الهمّ الكبيرُ الذي ينبغي لجميع أبناء الدعوة أن يعيشوها ويتفاعلوا معها، بكلّ جوارحهم وطاقاتهم، وعلى المنهج المطوّر أن يسدَّ هذه الثغرة.

18- يهتمّ المنهجُ بالمرأة، بنفسِ مستوى اهتمامه بالرجل، بما في ذلك بناءُ الطاقات النسائيّة القادرة على تلبية الحاجات الضروريّة للدعوة، وبخاصةٍ في مجال نشرها في أوساط المجتمعات المختلفة.

19- من المفيد أن تكون للمنهجِ ثلاثُ مراحل:

أ- المرحلة الأولى: محورها إيمانيّ عَقديّ، يتم التركيز فيها على استيعاب الثوابتِ والمنطلقات الإسلامية المذكورة آنفاً (البند رقم 3).

ب- المرحلة الثانية: محورها أخلاقيٌّ-عمليّ، يتم التركيز فيها على البناء الأخلاقيّ الفعّال، وعلى أدبِ العلاقات داخل صفوف الدعوة وخلال المجتمعات.

ج- المرحلة الثالثة: محورها -بعد التأكد من سلامة المحورين الأول والثاني في بناء الداعية- هو هضم العلوم الإسلامية الأساسية بحدٍّ أدنى، والوصول إلى مستوىً لا بأس به من مواصفات ابن الدعوة الإسلامية المحدّدة في حلقاتنا السابقة.

(لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ) (الصافات:61).

صدق الله العظيم