بيت لحم...

بيت لحم...

في إسرائيل

بقلم الإعلامي : خالد الفقيه

ما أعلمه ومنذ وعيت التاريخ والجغرافيا وقبل امتهاني للإعلام والصحافة أن مدينة بيت لحم تقع في فلسطين التاريخية أو على الأقل في إطار الضفة الغربية. ولكن ما فاجأني أن كل معلوماتي التاريخية وكل ما علمني اياه أساتذة التاريخ والجغرافيا ليس ألا كذبا ولا يمت للحقيقة بصلة فبيت لحم تقع في اسرائيل .

هذا الأمر سمعته ليس من مجانين أو متطرفين يهود لا يؤمنون بوجودنا كعرب على هذه الأرض . بل سمعته من محطة إخبارية عربية، وعلى الفور قفزت إلى ذهني وأنا أستمع إلى مراسلة الفضائية العربية وهي تذكر في تقريرها أن بيت لحم في إسرائيل إحدى أغاني مارسيل خليفة وبالتحديد المقطع الذي يقول فيه " كذبوا علينا في التاريخ...." . الأمر الذي دفعني لافكر مجددا فيما إذا كانت هنالك بيت لحم أخرى لا أعرفها غير تلك التي شهدت مولد السيد المسيح عليه السلام على هذه الأرض . أو حتى ربما اندفعت للشك فيما إذا كان المسيح وطأ هذه الأرض أصلا .

وقصتي مع هذا الشك والذي دفعني لكتابة هذه السطور بدأت يوم الحمعة الذي وافق انتهاء أعمال مؤتمر بيت لحم الإستثماري حيث كنت أجلس برفقة عدد من الزملاء الإعلاميين نحتسي القهوة وندخن الأرجيلة وكعادتنا كإعلاميين لا نترك جهاز التلفاز يستقر على محطة بعينها ، قام أحدنا بإدارة جهاز الإستقبال "الريسيفر" على إحدى المحطات الإخبارية وإذا بمذيعة النشرة تقدم وتهيء لتقرير أعدته إحدى المراسلات داخل المحطة حول نجاة مبعوث الرباعية الدولية طوني بلير من موت محقق أثناء توجهه الى بيت لحم للمشاركة في أعمال المنتدى قادما من مصر بعد أن قامت طائرتان عسكريتان لسلاح جو الاحتلال بمطاردة طائرته التي لم تفصح عن هويتها ، إنشددنا للخبر ورحنا نتابع التقرير فاذا بالمراسلة التي كانت تعلق على تقرير أستخدم فيه الرسم الكرتوني التوضيحي تقول :" نجا طوني بلير مبعوث الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط من موت محقق بعد أن اعترضت طائرتان عسكريتان إسرائيليتان طائرته الخاصة أثناء توجهه إلى بيت لحم بإسرائيل للمشاركة في أعمال المنتدى الإستثماري هناك....

أصبنا بالذهول كوننا نعلم ان بيت لحم وكنيسة المهد معلمها الابرز لا تقع في اسرائيل وعلى الفور قررت ان اتابع نشرة اخرى لذات القناة لاتاكد مما سمعته اذناي فاذا بالمحطة تعيد نفس التقرير وبدون نقصان او زيادة .

هذا التقرير بلا ادنى شك اثار حنقي وحنق كل من تابعه اذا ما كان قد انتبه لذلك ، فهو مستفز لمشاعر كل الذين يؤمنون بقلسطين التاريخية كارض عربية فلسطينية محتلة وكذلك الحال بالنسبة لمن يؤمنون بالدولة الفلسطينية المنتظرة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، فحتى دولة الاحتلال تسلم بأن بيت لحم ومكان انعقاد المؤتمر هي ارض فلسطينية سلمت للسلطة الفلسطينية. كما أن الرئيس محمود عباس في كلمته الافتتاحية لاعمال المؤتمر اكد ذلك.

وهنا من حقنا نحن ضحايا وصناع الفضاء السيبيري على حد سواء ان نسال هذه القناة عن سبب نسبها لهذه المدينة لدولة الاحتلال اولاً. كما لنا الحق ان نسأل اذا ما كان الامر خطاً من معدة التقرير وجهل في المعلومات السياسية والتاريخية فأين يقف رئيس التحرير ومدير القناة من هذا الخطأ الفاحش؟