نحو واقع تعليمي أفضل

ثامر سباعنه - فلسطين

[email protected]

يقول الدكتور زغلول النجار (( إن نظم التعليم المعاصر توصف بأنها نظم علمانية لا دينية ، غير مرتطه بأي قيم أخلاقية وبذلك قصرت دورها على نقل المعلومات ))

تعاني العديد من مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية في العالم العربي من تراجع في مسيرتها وتردي في رسالتها ووجود انحراف ملحوظ في أداء الطلاب العرب ونُدرة في الابداع العربي على مستوى العالم ، فمن المسؤول عن ذلك هل هو المربي ام الطالب ام المنهاج ام الدوله ؟

اعتقد ان مجموع العوامل السابقه هي السبب في ما وصل اليه حال بعض مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية ،

اولا : المربي

·     إن أعظم عمل للمربي هو ان يُقوّم السلوك وان يشكل العقل ، وأن يغرس في تلاميذه العادات الطيبه ومباديء الفضيلة والحكمة .

·             ان يُدرك المربي قيمة مهمته والامانة التي يحملها في عنقه ، فيخلص في عمله .

·     على المربي ان يتطور باستمرار وان يهتم بعلمه وثقافته ، خاصه ان عصرنا عصر التطور العلمي والمعلوماتي ، لذا على المربي ان يُدرك قيمة ذلك.

·     على المربي ان يكسب طلابه بعدة طرق منها: مناداتهم بأحب اسمائهم وتشجيعهم عند الاحسان ، ومسامحة الطالب المخطيء اذا كان الخطأ الأول ،و المساهمة في حل مشاكلهم وتفقدهم في حال غيابهم.

·     على المربي ان يوثق علاقة الطالب بوالديه ، فيمكنه مثلا ان يطلب من الطلاب ان يقدم كل واحد منهم هدية إلى والديه ، او ان لا يخرج من منزله حتى يقبل رأسيهما ، او ان يرتب سريره بعد الاستيقاظ ، وبإمكان المربي ان يُعد جدولا لهذه الانشطه بالتعاون مع الاب والام، بالاضافة إلى امكانية اقامة مسابقة افضل رسمة او رساله للوالدين ، وجمع قصص البر والعقوق لمناقشة الطلاب بها.

ثانيا : الدولة

·     على الدوله دور كبير ومهم ،فنحن ندرك ان القاضي لايحكم وهو جوعان فما بالك بمعلم القاضي كيف يعلم وهو يفكر في طعام ابنائه؟ كيف للمعلم ان يعلم باخلاص وامانه وهو يرى العديد من حقوقه مسلوبه وضائعه ؟ كيف يمكن للمعلم ان يتقدم ويتطور بعلمه وادائه وهو مثقل بالاعمال الكتابيه اليوميه المطلوبه منه والتي اول ما يبحث عنها المشرف والمتابع للمعلم لتقييمه ؟لماذا تكون العلاوات والحوافز العاليه لباقي المهن وخاصه العسكريه منها ولايحظى المعلم الا بالحظ البسيط ويمكن ان اقول الفتات ؟؟

·             إقامة مسابقات في التميز التعليمي كجائزة سنوية لاختيار المعلم المتميز.

·     إقامة وعقد الدورات المفيدة للمعلم ، لزيادة قُدرته التعليمية ، بالاضافة إلى عقد ورشات العمل التي يتم فيها تبادل المعلومات والخبرات بين الاجيال المختلفة من المربيين.

ثالثا : المجتمع

·    لا يقل دور المجتمع وأولياء الامور عن دور المربي ، فالمربي دوره التعليمي في المدرسه ولكن يبقي باقي الدور سواء التعليمي او الاخلاقي التربوي بين يدي اولياء الامور سواء كانت الام او الاب فكلاهما يكمل كل منهما دور الاخر ولايمكن لاحدهم ان يستغني عن الاخر.فالوالدان اللذان يتابعان اولادهم سواء كانت المتابعه سلوكيه اخلاقيه او علميه يكون لهم دور كبير ومكمل ومساعد للمربي في اداء دوره وايصال رسالته.

·     بالاضافه الى ان على اولياء امور الطلبه ادراك دور ومكانه المعلم وغرس هذه المكانه في ابنائهم وتعليمهم الاحترام والتقدير للمعلم ولمهنته ، بالاضافه الى المتابعه الاسبوعية على الاقل والتواصل مابين ولي الامر والمدرسه .

·     للاسف عندما تنظر لحال مدارسنا تجد ان معظم اولياء الامور بعيدين جدا عن المدارس بل ان المدرسه توجه الدعوات لكافة اولياء امور الطلبه لحضور الاجتماعات التي تهدف لتطوير الطلاب وتحسين مستوياتهم لتفاجأ بحضور عدد قليل جدا من أولياء الامور ولا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليد الواحده!!!

·    على الطالب ايضا دور مهم في تهيئة الظروف لتشجيع المعلم على العطاء والبذل ، فعلى الطالب الاهتمام بمادته العلميه والتمسك بالاخلاق الحسنه واحترام المعلم والنظام في المدرسه ، والمتابعه المستمره للدروس والواجبات والمشاركه الفعاله في الحصص والانشطه المدرسيه الامر الذي يزرع الفرحه والثقه في المعلم لانه سيدرك ان عمله ادى جزءا من الدور المطلوب منه وبالتالي سينعكس هذا على باقي انشطة المعلم وسيحثه على الاهتمام اكثر واكثر بالطلاب وبالمادة التعليميه بالاضافه الى رفد الطلاب بمواد خارجية مساعده.لكن للاسف كم سمعنا ونسمع عن حالات اعتدى فيها الطلاب واولياء امورهم على المعلمين في مدارس وطننا العربي.

رابعا: المناهج والبيئة المدرسية:

·             ان تتوافق المناهج مع التطور العلمي العالمي

·             الاهتمام بالجانب العملي اكثر وتوفير الامكانات لإستيعاب ذلك في مدارسنا.

·             ان تتناسب المناهج مع اعمار الطلاب وقدراتهم

·             توفر التحفيز للطلاب من خلال المنهاج والانشطة اللامنهجية

·             إيجاد بيئة مدرسية مناسبة للطلاب والمربي.

التعليم مهنة ومهمة الرسل لذا هي انبل واشرف المهن  فعلى الجميع التكامل والتعاون لاعادة الروح والمعنى لهذه المهنه.