مفاهيم تربوية 16-18

مفاهيم تربوية

د. موسى الإبراهيم

[email protected]

السادس عشر: الاهتمام بشؤون المسلمين وآثاره التربوية

لقد صح في الحديث الشريف عن النبي % أنه قال: >مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تدعى له سائر الجسد بالسهر والحمى<. رواه البخاري.

لقد أراد الله للأمة الإسلامية أن تكون خير أمة أخرجت للناس، وأن هذه الخيرية لا تكون بالزعم والادعاء، كما لن تكون لِعرْق أو دم يجري في الشعوب، بل ولا لمجرد النسب والانتماء. إنما تتحقق الخيرية على الناس عندما تكون هذه الأمة متمثلة بالسمات والأخلاق التي تميزها عن الآخرين وتدل على صحة انتمائها لهذا الإسلام العظيم، ومن أهم تلك السمات التوادد والتراحم والتعاطف والتعاون والتكافل، ولن تكون هذه القيم شعارات ترفع بل حقائق تلمس وتحس ويراها الرائي في كل حين بين فئات الأمة المسلمة الخيّرة.

ولا يتم ذلك إلا إذا كان شعور الأمة الإسلامية حياً، ومشاعرها جياشة وقلبها ينبض بالحياة وبالاهتمام بحال الأمة وهمومها وواقعها والحرص على النهوض بموقعها إلى المكانة الكريمة اللائقة التي يريدها الله لهذه الأمة العظيمة.

ولعل من أهم ما يساعد على الوصول إلى هذه المعاني الرائدة السير في الأرض والتجوال في المجتمعات وإمعان النظر في حال الأمة الإسلامية وهمومها ومشكلاتها واحتياجاتها. ثم العزم على الوفاء بحقوق الأخوة الإسلامية والقيام بالاستحقاقات التي يمليها الواجب الشرعي والمنطق العقلي والرجولة والإنسانية والفطرة السليمة.

أما الانطوائية والسلبية وحبس النفس في إطار المصالح الشخصية والاحتياجات الفردية، فتلك أنانية مرفوضة في السلوك الإسلامي وبين الأمم المتحضرة الرامية.

ومن هنا فقد حث الإسلام على التزاور والتواصل وجعله سبباً للوصول إلى مرضاة الله ومحبته والذكر الحسن في الملأ الأعلى.

فهذا رسولنا الكريم % يقول: >من عاد مريضاً أو زارا أخاً له في الله ناداه منادٍ أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت منزلاً من الجنة<. رواه الترمذي.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي %> أن رجلاً زار أخاً له في قرية فأرصد الله عز وجل على مدرجته ملكاً فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه نعمة تربها (تطلبها)؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى. قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته<. رواه مسلم.

وهذا الإمام الشافعي رحمه الله يصور بشعره العذب فوائد السياحة في الأرض فيقول:

تغرب عن الأوطان في طلب العلى              وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرّج هم واكتساب معيشة              وعلم وآداب وصحبة ماجد

السابع عشر: الناس والتخطيط

إن للناس أمام التخطيط والبرمجة مواقف متعددة ومتغايرة. ومن خلال التأمل والملاحظة نرصد أنماط التفكير التالية كنماذج واقعية لنصل من ورائها إلى الموقف الحق في هذه القضية الهامة.

1- فمن الناس من يتخذ التخطيط والبرمجة حرفة له وصنعة يتعيش بممارستها ويشعر بالسعادة والراحة كلما انتهى من مشروع خطةٍ لعمل ما، ولا يهم بعد ذلك أن يرى مشروعه النور أم لا.

2- ومنهم من يتخذ التخطيط وأهله مجالاً للنقد والسخرية المبطنة ويعتقد أن التخطيط ملهاة للناس وتخدير للمشاعر وعبثية ما أجدت الأمة شيئاً ذا بال منذ زمن طويل.

3- ومنهم من يتخذ من ضعف التخطيط –حسب زعمه- وسيلة للهجوم على أي جماعة لا تحترم نفسها ولا تمارس التخطيط بمفهومه الحضاري الراقي الذي يغير الحال ويوصل إلى الهدف بأقرب وقت وأقصر طريق.

4- وصنف آخر من الناس يفرح من قلبه ويستبشر خيراً عظيماً عندما يرى تخطيطاً نظرياً على درجة من القبول ويظن هؤلاء أن الدنيا بخير طالما يوجد فيها من يفكر بمثل هذا التفكير الذي يتطلع إلى مستقبل أفضل.

5- وهناك من يؤمن بضرورة التخطيط وأهميته ويعتقد أن غيره يقوم بهذا الدور ويعفي نفسه من أي تبعة تجاه ذلك تخطيطاً وتنفيذاً.

6- والحق أن كل هذه الأنماط من التفكير وجميع هؤلاء الأصناف من الناس إنما هم أعباء وعقبات على أي جماعة يوجدون فيها لأن أحداً منهم لم يقدم خطوة عملية تساهم في تحسين الواقع والارتقاء به إلى الأفضل. وكأن هؤلاء ليس عندهم إلا ما يتسلى به في المجالس وتقضى به الأوقات ويقتل به الفراغ دون هدف ولا طائل.

7- والحق في هذه القضية: أن التخطيط والبرمجة والمنهجية الواعية أساس النجاح في أي عمل وأن العفوية والارتجال مفسدة وضياع للجهد والوقت معاً.

 ولكن الحاجة إنما تشد إلى رجلٍ له إرادة وعزيمة وكفاءة وعمل دءوب وحركة لا تعرف الهدوء، رجل قد وهب نفسه ووقته وحياته لدعوته وللمبدأ الذي يؤمن به.

ومثل هذا الرجل هو الذي يحتاج إلى تخطيط وبرمجة ومنهجة لأهدافه ووسائله وترتيب لأولوياته، وهو بحاجة أيضاً إلى النقد والمراجعة والتقويم لترشيد مساره ولمعرفة أين هو من أهدافه التي يسعى إليها.

فهل يندب أحداً منا نفسه ليكون ذلك الرجل الرباني الصادق؟ إننا يوم نكون كلنا كذلك فعندها تبدأ مسيرتنا ويبدأ العد التنازلي للوصول إلى الهدف بإذن الله.

وكل وقائع التاريخ تدل على ذلك وتؤكده، فما عرف التاريخ مصلحاً ولا قائداً غيّر مجرى التاريخ بمجرد نظريات ومخططات خيالية لا وجود لها إلا في تلافيف الأفكار أو في بطون الأوراق السرية اللهم إلا إذا كان هناك من يريد إعادة بناء جمهورية أفلاطون المثالية؟

واختم هذه الخاطرة بالتأكيد على العودة إلى البدهيات الحركية الإصلاحية التي يعبر عنها علماؤنا ومفكرونا بمثل قولهم.

- الإسلام فكرة وحركة وانقلاب.

- الإسلام علم وعمل وجهاد، الإسلام حالة وليس فكرة ومقالة.

- الإسلام عقيدة وشريعة ومنهاج حياة.

- جند الله ثقافة وأخلاقاً، وجند الله تخطيطاً وتنظيماً وتنفيذاً.

 فمرحباً وأهلاً بخطة ومنهاج يتحول إلى حركة وحياة وأخلاق يراها الناس ويحسون بآثارها دون بحث وتنقيب وتمحيص، ولا خير في مخططات ومراسيم لا ترى النور ولا تحيي مواتاً ولا تحرك ساكناً في الناس.

الثامن عشر: موقع التربية الروحية في الدعوة الإسلامية وتربية الدعاة

إن من أسس التربية الإسلامية التوازن في تربية الإنسان قلبه وعقله وجسده بآن واحد. وأي تفريط في هذا التوازن التربوي يحدث تشوهاً في تربية الإنسان المسلم الكامل.

والعالم الإسلامي اليوم يعيش أزمة روحية تهدد وجوده ومصيره ولم ينج من هذه الأزمة إلا صفوة قليلة في الأمة يحفظ الله به دينه ويقيم بها الحجة على خلقه.

ومن مظاهر الخواء الروحي في حياتنا العامة الأمور التالية:

1- البرود في أداء العبادات والشعائر الإسلامية بشكل عام.

2- عدم التفاعل الجاد مع آيات الله عندما تتلى مع شعور بقسوة القلب عند الكثير من المسلمين.

3- الهزيمة النفسية أمام أعدائنا حتى كاد الكثيرون يعتقدون أنه لا يتم أمر ولا يتحرك ساكن إلا وفق تخطيط خارجي وأمريكي على وجه الخصوص، إنها نظرية المؤامرة التي سيطرت على أفهام كثير من الصفوة فضلاً عن العامة. وهذه النظرية لها جذورها وعمقها وإن كان الناس يعطونها أكبر من حجمها.

4- عدم الشعور بهموم المسلمين وما يقع عليهم من مصائب عظيمة إلا عند قلة من المجتمعات الإسلامية التي قدر لها أن تتفقه على أيدي الدعاة الربانيين.

5- ضعف الشعور بالرابطة الإسلامية والأخوية بشكل عام.

6- التعلق الشديد بالحياة الدنيا والحرص عليها على حساب القيم والأخلاق في كثير من الأحيان.

7- اختلال الموازين والثوابت في نفوس كثير من المسلمين والتأثر بمناهج أعداء الأمة وفكرها وثقافتها العامة.

هذه ملامح من واقع أمتنا الإسلامية في ميدان الروح وشفافيتها وهذا الحال يفرض علينا سؤالاً عن كيفية الارتقاء بالأمة إلى حياة القلوب وشفافية الرواح وقوتها؟

وللإجابة على هذا التساؤل أقول: إن أمر التربية الروحية يأخذ دوره في أولويات التربية الإسلامية العامة.

ومن هنا يتحتم على جميع المهتمين بالتربية الإسلامية أن يولوا هذا الجانب ما يستحق من العناية والاهتمام، وعليهم أن لا ينسوا أن ميدان هذه التربية هو العمل والقدوة وطول المعاناة والمصابرة ، ولا يجدي فيه مجرد التنظير والفلسفة ونظريات الأخلاق المجردة ولا المحاضرات العلمية الموثقة فتربيتنا الإسلامية حالة قبل أن تكون فكرة ومقالة.

ومن هنا يجب التأكيد على المعاني التالية لتكون منطلقاً جديداً في الرقي بشأن الأرواح والقلوب لدى المسلمين عامة وحملة الدعوة الإسلامية بشكل خاص.

أساسيات في التربية الروحية

1- إن نقطة البداية هنا هي الشعور بالضعف الروحي وإرادة التغيير والإصلاح والتوجه الصادق للعمل والبناء. قال تعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}([1]). 

2- صفاء الروح وقوتها.

فلا بد أن نسعى إلى صفاء أرواحنا وقوتها بآن واحد. أما البحث عن الصفاء وحده كما يتخيله بعض المتصوفة بحيث يكون هذا الصفاء بعيداً عن الهمة العالية والعزيمة القوية والحركة الدائبة في رحاب هذا الدين أما هذا فهو جهد مهدر وضائع ولا يحقق التربية الكاملة التي ربى عليها رسول الله % أصحابه الكرام.

3- الحياة الجادة مع القرآن الكريم.

وهذا المعلم هو أساس التربية الروحية الصافية القوية الجادة قال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}([2]).

ومن أهم ما وصف به رسول الله % أنه كان خلقه القرآن الكريم وخير ما وصف به أصحابه رضي الله عنهم أنهم كانوا قرآناً يمشي على الأرض وعلى خطا أولئك الصحب الكرام ليمش الدعاة والمربون.

4- الحياة الجادة مع سيرة رسول الله %.

فالسيرة النبوية هي التطبيق العملي لهذا الإسلام العظيم، والرسول % هو قدوتنا العملية في حياتنا، فلنهتم بالسيرة دراسة وتعلماً ولنتخذ منها منهجاً لسيرنا في حياتنا الخاصة والعامة.

ولقد كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يعلمون أبناءهم مغازي رسول الله % وسيرته كما يعلمونهم السورة من القرآن الكريم.

5- ذكر الله تعالى ومحاسبة النفس.

إن المداومة على ذكر الله تعالى ومحاسبة النفس مع الهمة العالية في العبادة لها آثارها الطيبة في تنمية الروح وتربيتها وتصفيتها قال الله عز وجل: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}([3]). وقال %> إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مائة مرة<([4]). وقال % لمن سأله أن شرائع الإسلام قد كثرت عليه وطلب أن يخبره عن شيء يتشبث به قال له:>لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله<([5]).

ولا ننسى أن لصلاة الجماعة في المساجد أثرها العظيم في صقل النفس وحياة الروح والقلب ولذلك عزم عليها رسول الله % ولم يرخص في تركها لمن سمع النداء ولو كان فاقد البصر. وكان الصحابة رضي الله عنهم يعدون تارك الجماعة في زمرة المنافقين.

6- الحرص على الحلال من الرزق فإن لذلك أثره في حياة القلوب أو قسوتها وعندما سأل سعد بن أبي وقاص رسول الله % أن يكون مجاب الدعوة قال له النبي %: > أطب مطعمك تستجب دعوتك<([6]). وكذلك ذكر رسول الله % الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له([7])؟

ولا شك أن المسلم الذي لا يحرص على الكسب الحلال يكون قد جعل بينه وبين الله تعالى حجاباً وستاراً صار به قليل الخشية لله قليل الذكر له سبحانه بعيداً عن الاستجابة لأمره ونهيه وهذا كله يجعل القلب مريضاً وقاسياً.

7- البعد عن الترف والاسترسال وراء الكماليات.

إن المسلم وسط في جميع أحواله وأخلاقه يتمتع بطيبات الحياة استجابة لأمر الله ويقف عند الحد المعتدل منها كما يحب الله تعالى قال سبحانه وتعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً}([8]).

والاسترسال وراء الشهوات المباحة والاسترخاء للنعيم والراحة يبلد الحس ويذل النفس ويصغر الهمة ويهبط بالرجولة والشجاعة ويضعف الروح ويجعل القلب أسيراً للذة المادية وليس في شيء من ذلك خير للإنسان لا في جسمه ولا في عقله ولا في روحه.

وإن هذه المعاني يحس بها الناس في واقعهم وحياتهم ولا تحتاج إلى تدليل واستشهاد.

8- امتلاك المنهج الصحيح الذي يربط الدنيا بالآخرة.

إننا نحن المسلمين ننتظر في حياتنا إحدى الحسنين النصر أو الشهادة ونعتقد أن ما عند الله خير وأبقى، ولئن فشلنا في تحقيق بعض أهدافنا في هذه الحياة الدنيا فلنا آمال كبيرة نرجو الوصول إليها في الآخرة إن صَدَقْنا الله وتابعنا المسيرة إلى نهايتها، وقد كان رسول الله % يربي أصحابه على أن جزاءهم على تضحياتهم الكبيرة التي يقدمونها لهذا الدين هو الجنة  صبراً آل ياسر إن موعدكم الجنة([9]). كما قال % لعبد الله بن رواحة عندما سأله بعد بيعة العقبة الثانية  بيعة الحرب  ماذا لنا إن نحن وفينا العهد يا رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: لكم الجنة. فقال عبد الله بن رواحة: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل([10]).

إن هذه المعاني معلومة ضرورة في منهج التربية الإسلامية ولم تكن بحاجة إلى تذكير ونقاش لولا ما غشي الساحة الإسلامية هذه الأيام من المفاهيم المغلوطة ما غشيها حيث سادت المفاهيم المادية التي لا تبصر ما وراء المحسوس شيئاً. وكم يصاب أولئك الناس باليأس والهزائم النفسية المدمرة عندما لا تتحقق لهم بعض الآمال التي يهدفون إلى تحقيقها في حياتهم الدنيا./span>

ومن هنا أصيب القوم في أرواحهم ونفوسهم وهم لا يشعرون.

9- استعلاء الإيمان.

إن استعلاء الإيمان يمنح تلك النفوس قدرة عجيبة لا تقوم لها موازين الدنيا كلها ورحم الله سيد قطب عند تكلم عن أصحاب الأخدود كلاماً لطيفاً وعظيماً وبين أنهم انتصروا بثباتهم على عقيدتهم واستشهادهم في سبيلها انتصروا على نفوسهم وعلى خصومهم الطغاة المتجبرين. وهذا هو استعلاء الإيمان على متع الحياة التافهة الرخيصة.

10- الاختلاط بالعلماء الربانيين.

إن في مجالس العلماء حياة للقلوب كمال قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني خالط العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن القلوب تحيا بنور العلم كما تحيا الأرض بوابل السماء.

وكيف لا يكون ذلك والعلم نور كاشف والجهل ظلام يحجب النفس عن الفضائل والمكارم والقيم وهل تقوم الحياة وترقى بغير العلم والعلماء؟!

              

([1]) سورة الرعد الآية 11.

([2]) سورة محمد الآية 24.

([3]) سورة الرعد الآية 28.

([4]) رواه ابن حيان في صحيحه ج3 ص211، والبيهقي في السنن الكبرى ج7 ص52 ورواه مسلم في صحيحه.

([5]) رواه الترمذي ج5 ص458، وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه.

([6]) رواه مجموع الزوائد ج10 ص291، جامع العلوم والحكمة ج1 ص100.

([7]) رواه مسلم ج2 ص703 والترمذي ج5 ص220.

([8]) سورة الفرقان الآية 67.

([9]) رواه الحاكم في المستدرك ج3 ص432 والبيهقي في شعب الإيمان ج2 ص239.

([10]) انظر فتح الباري ج6 ص4.