سلوا القرآن والسُّنة والتاريخ والواقع

رأفت رجب عبيد

[email protected]

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،،، وبعد

فإن المسجد الأقصى في ذاكرة الأمة لم ولن يموت ، بالرغم مما يدبر له ليل نهار ، فالحفريات تعمل تحته منذ أكثر من أربعين عاما ، والصهاينة يدنسونه بين يوم وآخر ، فمتى تقوم الأمة بواجبها تجاه الأقصى  ، فتنصت  بقلوبها إلى استغاثته ، وتهبُّ  لنجدته ، و تستجيب لنصرته .

 إن المسجد الأقصى أمانة في أعناق جميع المسلمين ، ولا يليق بنا أن نتفرج على إهانته وتدنيسه ونحن صامتون متخاذلون ..

سلوا القرآن ينبئكم عنه

فهو  أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى ومعراج سول الله صلى الله عليه وسلم،،،

قال تعالى :

 ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ًمن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ) الإسراء / 1

سلوا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم تنبئكم عنه

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة

وقال صلى الله عليه وسلم :

( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون ، فيختبأ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر :  يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ) رواه مسلم عن أبي هريرة

وقال صلى الله عليه وسلم :

( الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة ) رواه الطبراني

سلوا التاريخ ينبئكم عنه :

أن النبي صلى فيه بالأنبياء إماما ليلة المعراج  ، وأن عمر رضى الله عنه ذهب وتسلم مفاتيح بيت المقدس  بنفسه ، وأن الصليبين قد غلبوا المسلمين عليه فاحتلوه وبيت المقدس ثمانية وثمانين سنة فقيض الله للأقصى رجالا نافحوا عنه وبذلوا لأجله النفوس والمهج والأرواح ، سلو ا التاريخ ينبئكم عن نور الدين محمود ، وعماد الدين زنكي ، وصلاح الدين الأيوبي الذي آل على نفسه ألا يبتسم حتى يحرر بيت المقدس وتمَّ له ما أراد بتوفيق من الله تعالى .

سلوا التاريخ ينبئكم أنه لا يحرك المسلمين في نصرة المسجد الأقصى إلا الإسلام ، وأن الأمل في هذه الأمة لكي تقوم لنصرته ، وتعمل على تحريره سيظل  حيا ً في القلوب لا يموت أبدا ,,,

سلوا الواقع ينبئكم :

إن واقع المسلمين ليس كله مُرا ً وأليما، وخاصة المسلمين المرابطين حول الأقصى الصابرين الثابتين الذين لا يزالون ينافحون عنه بكل ما في وسعهم رغم قلة الإمكانات وانعدام العدة إلا ما كان معهم من الإيمان بالله ورسوله واستشعار المسئولية أمام الله تجاه القضية الأولى في حياة المسلمين جميعا ، الشيوخ والشباب وحتى الأطفال يضربون أروع المثل في فداء الأقصى والدفاع عنه في مواجهة الصهاينة الغاصبين .

وصدق القائل :

الطفل أوقد جمرها يا معشر ** ةالنسوة انطلقت أسودا ً تزارُ

قد أقسم الشعب اليمين مكبرا ** فالله فوق الغاصبين وأكبرُ

بل قالوا في صوت واحد :

نفديك يا أقصاه بالدنيا وما ملكت يمينْ

نفديك يا أنقى أسير لدى الطغاة الظالمينْ

نفديك يا عبق الهدى أرضَ الجدود الفاتحينْ

 واجب كل مسلم تجاه الأقصى :

أولا :   أن يكون عند كل مسلم يقين راسخ لا يهتز أبدا ًبأن المسجد الأقصى سيعودَ شامخا ًعزيزا ً بإذن

 الله تعالى تحت رايات التوحيد وصيحات التكبير .

ثانيا :  علينا أن نربي  أولادنا على الاهتمام بقضية  المسجد الأقصى ، وأن حمايته وصيانته وتطهيره من دنس اليهود هو واجب إسلامي من منطلق عقدي ، علينا أن نذكرهم بأسماء الأبطال الخالدين الذين دفعوا حياتهم ، وبذلوا دمائهم نصرة للمسجد الأقصى وبيت المقدس وكل أرض فلسطين ..أن نذكرهم بكفاح نور الدين محمود ، وعماد الدين زنكي ، وصلاح الدين الأيوبي ...

ثالثا :  أيها الأخوة المسلمون  إذا كان هناك أكثر من عشرين منظمة يهودية تعمل وتخطط بكل ما تملك لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل ، فعلى المسلمين أن يبذلوا كل ما في وسعهم لحماية المسجد الأقصى من تخريب المخربين ، واحتلال الصهاينة المجرمين ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس

 لا يعلمون ) يوسف/21

اللهم احفظ المسجد الأقصى من كيد الكائدين , ودنس المجرمين ، ورجس الغاصبين ، ورده إلينا شامخا عزيزا تحت رايات التوحيد وصيحات التكبير... اللهم آمين