الأمة بين هجمة الأمركة وتخاذل النخب والساسة

م. الطيب بيتي العلوي

م. الطيب بيتي العلوي

مغربي مقيم بفرنسا

باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس

[email protected]

ان الفرد الجاهل للتاريخ لا يمكنه الا تكرار نفس الأخطاء. القاتلة...الجنرال دوغول 

عندما يسقط الثور الجريح تتكاثر السكاكين...مثل مغربى دارج 

ما "أروع" تفاهات البشر،وما أغزر حماقاتهم وازكاها صنوفا ومراتب.،وكم من أفضال للانسان العربي على " أخيه الانسان العربي"،بما يهيئه كل واحد للآخر هنا وهناك، من مثالب خلقية ،ومقابح ذهنية ،واعوجاجات فطرية ،تتحول على  أشداق المتكلمين، أحاديث العشي والأبكار، فى الخلوة والجلوة ،لتنفيس غضبان المكبوت ،ومدافعة السآمة والاضجار، ،وتبرير نواقص الأنا ،ومناسبة تسقط الأعراض ،والتقيء فوقها عبراسقاطاتات الذات،وحجة هؤلاء وأولائك ،أن الانسان ان هو فى المقام الأول ،الاجهاز غرائز، وبواعث، ودوافع ،ومواقف ،واندفاعات بهيميو-لاشعورية-عدوانية،قبل تصانيف كل الميثالو-ميتافيزيقية،فما هو الاذلكم"الحيوان المريض" الذى يسرى عن النفس ويتسلى فى الوجود، ويسلو من خلال الثرثرة فى موبقات وفواسد جبلته ،وجبلة بنى جلدته مستلهما من "زبالات" لا شعوره" 

العلم المبثور أشر من الجهالة  

لذا يجد بعض المفكرين والنقاد والمحللين والصحفيين، فى السخافات البشرية، ومثالب النوع الانسانى، مرتعا خصبا لانطلاق القرائح ،ونهش الأعراض ،بأسنة حداد الاقلام، من زوايا التأليف الفلسفى-الأخلاقى،والتدبيج الأدباتى،و"التحليل الجمعي" ،و"التشخيص المرضي للأمة ،"والتحذلق الصحفي، تذييعا وتحبيرا وتلفزيا ،الى آخر المشتغلة والمتعيشة من تصوير فظيع فصول "الكوميديا الانسانية"، ناهيك عن تفاقم عدد "الاختصاصيين" وخبراء واخصائيين ،تخصصواجميعهم ،في "تشريع" فنون الحمق "العربى"، وتحليل للمجموعات والتجمعات والحضارت و"العقليات" ،ومدارسة أصناف ثقافات" و"قيم" الأمة، والبحث لها عن بدائل مستوحاة من كواكب أخرى وكيف لا؟ مادامت الفوضى هي شرعة الأنام والبرية أجمعين؟؟ 

فيا سعد البشربخبال البشر وبمعاييبهم، ولتبارك السماء عوراتهم،وتغنيها أبدا ،فهى لبعض مرضى هوس الكتابة المصابين بلوثة "نجومية التحبير"رغم أنف البرية، مسلاة يومية ومشغلة ذهنية، ومربحة مادية ،ومنقبة ما بعدها منقبة، تنيل المنكبين عليها ،والمشتغلين "بعورات الأمة" سامي الدرجات الجامعية، وفخيم المراكز الاجتماعية. 

وان الركض المشبوه من بعض النخب وراء معايب الأمة ،وتسقط مشاين العقلية العربية خاصة، لهو عمل عابث، ومشين(لأنها كلمة حق يراد بها باطل) اذ ليس القصد منهاأو من ورائهاهو الاصلاح أو التربية،بل الدفع بها حثيثا الىمزيد المتاهات والتعقيد،ليسهل .الرمي بها بين أحضان الأمركة ،وكأن هذه الشعوب العربية ليست سوىجماعات أدغال وقبائل وغلاظة ،كما هى الوضعية الفولكلورية لجمهرة من المجموعات الثالثية والرابعة ،والتى خرجت لتوها من وسط مجاهيل"الطام طم"، الى أضواء الحضارة ،وشموس العرفان،- بعربهم ومسلميهم- بالرغم من أن مراكزالبحث الأنثروبولوجي فى الغرب تنظر الى هذه الأمة كعملاق غاف ،لكنه غافل عن مكانته وأهميته لدى الذئب المتربص ،بالرغم من أن لحظات الغروب والاغفاءة قد طالت. والغفلة ما زالت،وتلك سنة الله في الأرض،عندما دار الزمان دورته.،وأتى مساؤنا لنغفو حتى تشرق شمس الآخرين.، 

فالعالم الاسلامي سيبقى هو مادة الاستعمار، مهما أمركه "المتأمركون" وغربه المتغربون، وسيظل هذا العملاق الغافي والغافل هو المقصود دائما بالشرق ،وسيظل العرب هم سكانه، وهم الشرقيون، في كل حفريات الغرب و في أفلامه و لوحاته الفنية.، والمثيرون لمخياله و"فانتزماته" ومشاعر حبه وكرهه وروحانياته، منذ أن تخلص من الرابطة التي تربطه بالشرق الا وهي المسيحية ،وتمسكه بيهودية عنصرية مشوهة،فسمى هذا الشرق 'التوجه"، بلغاته اللاتينية ،كماسيظل هذا الغرب مصابا بعقدة "الشرق"، ولعنته ،فهومرآته التي ما فتأ يكتشف نفسه من خلالها، وهو وجهه الآخر ،الذي يقض مضجعه ويتابعه بالغدو والعشي ،كلما توغل في التنقيب عن خباياه، فهو متأرجح بين حبه وكرهه منذ طاليس ومدرسة الاسكندرية الفلسفية العظمى وبيت لحم وعيسى ،وجبل الطوروموسى والتيه في صحراء سيناء، ومملكة داوود وسليمان ومملكة سبأ وجنة عدن ،واشعاعات حضارةبغداد، والأندلس وصقلية، كمصادر علومه التي اقتبسها منهاو التي حركته ايجابا، ويحركها هو ضد أصحابها سلبا،الا أنه يبدوان الكره فيه أرجح، (والكراهية الشديدة هي نوع من الوله أو الاعجاب الشديدين)..ومن الحب ما قتل، كماقال الأخطل الصغير بشارة الخوري

أماأمريكا اللاتينية ، فهي وليدة "هسترته" الاحلالية،عندمااستأصل عرقياتها حينما أصيب بحمى تغيير خارطة العالم   اثر اندحاره في الحروب الصليبة في الشرق،فأحل أديان شعوبها بديانته ،وثقافاتها "بثقافته اللاتينية"( الاسبانية -والبرتغالية،)و تم اقتسامها واحتواؤهاالي غير رجعة ما بين لوبيات "كثلثة" الفاتيكان ولوبيات اللصوصية الأوربية-الأمريكية،وستبقى الحديقة الخلفية لتجاربه( اللاتينو-انجليكو-بروتستانتيو-تواراتية)،ومصدر التمويل بالمخدرات وكسب الثروات وملاذ الأثرياء(الشقر والمتشقرين)، بافقار القارة بأكملها ارضاء للمزيد من اللصوصية، والمنجم الذي لاينفذ"لشطحات" كل "هرطقات الغرب الى قيام الساعة

وافريقيا فهي قارة المستقبل بخيراتها الطبيعية اللامحدودة، و"الخزان الطبيعي الأبدي" لحاجيات الغرب سواء من حيث مصادر التموين بالمواد الخام ،أو كبلدان مستهكلة لنفايات الغرب الاستهلا كية، ومن حسن الفطن تركها فقيرة ومتخلفة ومرتعا للامراض والأوبئة الفتاكة، والتطاحنات الاثنية التي سيظل الغرب يشعلها دائما،ولابقاءعلى الحضور"الدولي " بمافياته المتمثلة في المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية،قصد استنزاف خيراتها الى يوم الدين، كمعين لاينضب لادارة مصانعه المهولة للمزيد من تلويث الأرض(التي لم يفصل فيها مؤتمرايباك باستراليا بأي"قرار ملزم" كما صرح به

،أمااليابان فقد أفلتت بمعجزة شعبها ووعي واخلاص حكامها ونخبها، كما هو الشأن لدى النمور الأسيوية، 

والصين نجت بضخامة حجمها، وتغولها التكنولوجي،وتمكنها من مفاتيح الولوج الى عالم الندية مع الغرب الذي يستميت بمعية "قياصرة الروس الجدد" لمحاصرة التنين المخيف بعد أن قذفت الصين للوحوش الغربية الكاسرة ببعض أطرافها (هونغ كونغ) كما تفعل "الهيدرا" الذكية.،. 

.فلم يبق الا هذا الغول النائم –محاصرا ما بين كماشة الساسة الذين يجتزئونه لبيعه في المزاد العلني للمافيات الدولية  ،وما بين ما يسمون بالنخب الذين يقزمونه صباحا ومساء "بالذهنولوجيات" الفارغة- هذ العملاق الذي يملك من الامكانيات الروحية ،والخيرات الطبيعية ،والطاقات البشرية (أصغر نسبة للشباب في العالم -خاصة في الجزائر والمغرب ومصروموريطانيا) والاستراتيجية القارية والدولية ،وملتقى كل الحضارات "الشرق –متوسطية" التي يسيل لها لعب الدهائيين والسياسيين والمنقبين والمستشرقين والفنانين والنصابين والمحتالين والمنحرفين من كل بقاع العالم، حتىوان كان البعض منا يرى الصحوة من الغفوة والنهوض من الكبوة بعيدة بعد السماء عن الأرض، الاأن الغرب يراها قريبة، وان الساعة آتية لا ريب فيها،حسب ما يرشح عن مراكز بحوثه الجادة،وهو يستعد لها في السر والعلن ، ونخبه تخطط ،بينما،نخبنا تحملق ،والأمور دائما بخواتيمها ،

لذلك تراهم و حدهم ،المنهزمون ،والمرعوبون،و الأميون، والايديولوجيوون ،والمتحزبون ،والطائفيون، الأحرصون أبدا على تمييع العقل العربي-الاسلامي، لبث روح الارتكاس والاحباط في نفوس شعوب المنطقة،وتطويق فصيح اللسان العربي الباذخ، وسط هستريات ولهجات فولكلورية بائدة ،ينظر لها دهانقة لوبيات صهيونية، في جامعات عتيدة مثل "السوربون "، و"الجامعة الحرة ببروكسل" وجامعات أخرى أهمها بأمريكا وكندابمراكزها المتخصصة  "لاحياء وتمويل ثقافات الأقليات ولهجاتها المحلية ،بتخصيص كراسي جامعية تصرف عليها ملايير الدولارات من المنظمات الدولية"لتأليه تليد الفولكلورات" واحاطتها بهالات القدسيات لكي تصبح أقدس من "المقدس" بتلويث " المقدسات "بكل الأسماء والمسميات(وليس من الصدف أن تخصيص مدينة القدس المقدسة لكل الديانات للتجمع "المثلي الأممي " كل سنة وليس من الصدف أن يتم هذا العام في 21 من شهر جوان 2007 تماشيا –كرمز- مع أعمال الهدم والتهويد للمسجد الأقصى ،والذي نظم تحت حراسة مشددة،رغم نداءات الفاتيكان ومنظمات يهودية أرثوذوكسية غير متصهينة، واعلان اسرائيل بفخرها الشديد بتجميع خمسمائة من الشواذ الجنسيين في شارع النبي داوود وبملعب الحرية) ومشاريع وأد اللغة العربية في عقر دارها،-بانشاء أكاديميات لاحياء وتدريس لهجات ما أتى الله بها من سلطان(مما جعل الكثير من الآباء في بلد مثل المغرب يفرون بأبنائهم الي المدارس الحرة – ويتطوع لذلك نصابون ومحتالون ،من أدعياء "محبي بيع الأوطان "،ارتجاءكراسي جامعية في الغرب ،بتملق أسيادهم من المستشرقين ذوى "النزعات الاستعلائية –التخفيضية" والترهيب الفكري(فمرحبا بالبحث العلمي النزيه الصادق الرصين ،ولو عدد هناتنا وأخطائنا ومثالبنا، وملأالمجلدات بخطايانا –وما أكثرها-ولا وألف كلا للمزيد من الخطابات والطروحات المتغطرسة(الأحادية ولواحدية،...، الجامدة ..والمجمدة ،..الصادرةعن تلك الطروحات الوليدة للفكر الغربي  الحصراني ،والنفاحي في ادعاءاته لتفسير كل شيء،..وفرض كل شيء بقوانين شمالة أوحدية )،كما علمتنا جامعات باريس وليون وبوردو،وولندن ،وموسكو، وبروكسل، ومدريد، وسيدنى ،ومونريال، ونيويورك ،وروما ، وهلسنكي ،وأسلو،وأمستردام ولوكسمبرغ و"ريكيافيك" عاصمة ايسلاندا وأصغر دولة أوروبية بأوروبا التى ساهمت فى الهجمة علينا بالعراق ،بعسكري واحد كرمزلكرههالنا،(والتصريح لحكومة سيدني بالببقاء على جندها بالعراق فقط تضامنا مع الأمريكيين لا لمصلحة وطنية استرالية فانظركيف ساهم الأعراب المخلفون ومتأمركي المنطقة في الاجهاز على أعظم حضارة فى تاريخ البشرية والتي هم ينتمون اليها). 

فالجماهير العربية اذن ، ليست مصدومة حضاريا فحسب ،وانما هي فى الدرجة الأولى مقموعة وجوديا سواء من طرف أنظمتها"الثورانية اليسارية البائدة" أوأنظمتها "التقليديو-خرافية" المنتشطة والمستشطة في فولكلور فرعنة حاكميها ،وتأليه دهانقتها، وتبجيل أشياخ المال، والاخلاد الى جلادة الجماهير، استغلالا وارتداعا، وتفقيرا، وتجهيلا، بأسماء سموها ،وألقاب سماوية وأرضية ابتدعوها.. 

أماالنخب المتعالية ،والمستلبة ،حتى النخاع ، فمصيبتها أعم واطم ،فهي ما فتأت تمارس على هذه الأمة آناء الليل وأطراف النهار،كل أشكال التعالي " الزئف،والانتفاخ " الأجوف ،والتفيش الفلسفي "المبهرج ،بفرض نرسيسيسة الأنا على هذه الشعوب المقهورة ،عبر مناشط التعبيرات الكتابية والشفهية، فى "التمظهرات "السركية" التي يسمونها ندوات ومؤتمرات ومدارسات ،والكتابات وبئس التجمعات" وخسئت الكتابات(وبلداننا أكثر بلاد الله تفريخا لهذه البلاوي) للتستر على فراغ الروح والباطن ،التي هى ظاهرة "بيو-ثقافية تخص نخبنا على درجات متفاوتة فى مملكة "تنازع البقاء" بين هؤلاء "العباقرة" ،على عروش "النجومية" ،والقطبية" والمشيخة والدروشة، في بلاد المغفلين والعميان والطرشان ، باغراق الأمة في لجج طوفان من الهراء الاستهلاكي،سواء على الرصيد الرسمي، أو على مستوى المعارضات، أو على صعيد المنظمات الاجتماعية ،والهيئات الثقافية، والمؤسسات السياسية ، والجمعيات المدنية (التي هي اكثر من أن تحصى)حتى بات العثور على كاتب أو مفكرعربي في ميدان العلوم الانسانية ،منزه عن أغراض التكسب الايديولوجي أو الملق التسلقي لمن قبيل المستحيل. 

خرافة العنف العربي بين "ارهاب"النخبة واحتقارالأغيار، 

ولقد أصبحت نغمة ترداد هذه "الخطب البتراء،والحجاجية" نغمة نشازة مقيتة'سواء من داخل العراق،أو من خارجه،و تروج لها فضائيات وجرائد وكتاب وفنانون مثل كورال موسيقي ناشز تزداد نغماته وترتفع ايقاعاته نشوزا –للغرابة- كلما زارت رايس أو ساركو –البوشي الفرنسى- بلدا عربيا ما، فتتفتح قرائح النخب المتعفنة بل ويصاب بعضها بحالات "الزار" والجذب، وتستعرحرارة"الشطح الصوفي"لديهم ،ولسان حالهم في الغدو والآصال يقول" نحن معكم فلا شأن لنا بهذه الأمة ،لانها أمة تستحق التدمير والتقتيل فهي مصابة بالعاهات النفسية المستعصيةالتي اكتشفتها عباقرتكم.والتي اسميتموها "بالسادو-مازوشية"

أولا 

والمشكلة التي يواجهها من يسمون أنفسهم بالنخب والمثقفين عموما، هي محاولة تفسير كل الظواهر الاجتماعية العربية ضمن القالب الغربي ،لاثباث شرعية البحث ،للوصول الي مطابقة نفس الأهداف التي يرمي اليها الغرب نفسه ،(مما يثير سخرية المستعربين من المستشرقين لدى رؤيتهم لبضاعتهم التي يحاك صنعهابكل رداءة)بموجب التعريفات و"متغيرات "النظريات الأوروبية التي لا تستقر –أصلا- على حال ،والتي فشلت ميدانيا في مجالات تطبيقات العلوم الانسية على الشعوب "الدنيا"، لماينيف على أكثر من قرن، ولفشلها الذريع في محاولات "تركيبها" محليا في كل منطقة مدروسة خارج الأنظومة الغربية"(والا فلم جدوى استنباث طروحات جديدة مثل "براغاديمات أنواع الفوضى؟) مما كان كارثيا على الشعوب "المدروسة" عندما تحولت التجارب الغربية"الاثنو-أنثروبو-سوسيو-ثقافية" -لدىسيطرته على المعمورة -الى قوانين عامة للجنس البشري.،حيث أصبح "العالم" كما يسميه"توينبي" مجرد تلك الخلفية التاريخية للحضارة الغربية(ويصر توينبي على تسميتها بالحضارة المسيحية ،والمسيح منها براء) ،وبالتالي فلا مكان للبشر-خارج هذا"المنظور الأوحدي" -في اماكنية صياغة قوانينه الخاصة به، فحتم عليه ،اذن، أن يصب في القوانين الغربية،وان ينكر واقعه اذا ما تعارضت قوانينه مع لواقع المفروض من الخارج  
 ولو سلمنا جدلا بصحة مقولة ،أن المنطقة لا يمكنها الا أن تغرف من العنف، لكونه جبلة هذه الأمة بموجب ميولها "السادو-مازوشية" كما يتكرر من أفواه ،وأقلام بعض المحسوبين على الفكر من الخليج الى المحيط ،"لقضي الأمر الذي فيه تستفتيان"-فقد تكون سليمة من حيث الطرح، -ولاضير في ذلك أكاديميا- شريطة الالتزام بقواعد البحث العلمي والاستدلال ببراهين يقينية وعدم ممارسة القفز والنط الى الخلف والى الامام في نفس الوقت و"استغفال" منهجية الاستقراء والاستنباط التاريخيين، والغاء أولويات المنطق.،وطرق استدلاه 

فعملية التنقيب "بالمكبرات" عن "حفريات " و"أثريات"و أحداث قبلية"(مثل الاستشهاد الممل في كل كبيرة وصغيرة للأمة بحروب ربيعة ومضر وحرب البسوس وداحس والغبراء ومعارك التغالبة والغساسنة ،) لهو عمل فج ،وكأن الحضارت والشعوب الأخرى خلت من الحروب والمعارك ،علما بانها أحداث محدودة ومعزولة في تاريخ وجغرافيةالجزيرةالعربية ولا تشمل كل عربها من عدنانيين وقحطانيين،ومبتورة عن سياقها التاريخي والاجتماعي حين حدوثها،ومن تم تعميمها على البطون العربية كلها لعملية مشبوهة ولاعقلانية وتجهيلية واحتقار للعقل وتسفيه له ..وحتىان كانت تعد عند البعض مفاخر أو مثالب عربية،فانها لاتثير طرب المغاربة ،أو تهز أعطاف الجزائريين أو التونسيين ، وحتى انتصارات التغالبة والغساسنة ما شان المصريين بذلك واللبيين والموريطانيين.. 

فالاستظهاربملاحظات تضع في اعتباراتها تلك المعطيات التي تدخل في الاطار المعد سلفا، رغبة في تطبيق نظرية ما ،ما فليس ذلك الا من ضروب التخمين

فلا يكون البحث والتفكير مقبولان ،ولا الطريقة علمية اذا لم تكن العبارات والمفاهيم المستخدمة واضحة ومححدة،ودراسة مؤسسة من المؤسسات او ظاهرة اجتماعية مهما تكن ادا لم تتضمن أربعة عناصر

1-تحديدها أو وصفها

2 دراسة وظيفتها

3تحليل ما لها من علاقات بعوامل أخرى داخل اطار ديناميكي

4منهجية صائبة 

ولذا، فان الاقتصارعلىالحديث عن العنف، باعتباره ظاهرة مشاهدة، وتاثيره في المجتمعات العربية،-وخاصة في العراق وفلسطين- دون التطرق الى ما له من علاقات بعوامل أخرى، فهو عمل غير مستساغ منطقيا.،وبالتالي فلا يمكن وصف ،أو تحديدظاهرة بمثل هذا التعقد وتعدد أشكالها،باعتبارها علاقة دينامية داخلية خارج الاطار المحسوس الذي تندرج فيه، وباعتبار، أن العنف موجود منذ القدم، وعرفته كل الأنماط البشرية والحضارات شدة ودرجة،علوا وهبوطا ،تصاعدا أو تنازلا،ولكونه وثيق الارتباط بالانسان،وتجلى بطرق لاحصر لها في كل مناحي الحياة الانسانية، وتعابيرها(مثل التجمعات واللقاءات الرياضية الدولية ،-وظاهرة الشغب "الهوليغنيزم"في ملاعب كرة القدم –على سبيل المثال -في الغرب لم تفسر تفسيرا علمياالي كتابة هذه السطور سوسيولوجيا) 

اما تخصيص العنف العربي ووصفه "بالسادو-مازوشية" فهو "ميتافيزيقي "وأدباتي وتستطيحي وذلك للأسباب التالية 

أولا- ان الغرب تميز عن باقي شعوب الخليقة بأنه مارس أشرس أنواع العنف في مراحله الحضارية(على عكس التتار والمغول الذين مارسوه في مراحل بداوتهم) وبالأخص عندما مر من مرحلة البداوة الى مرحلة الحضارة كما هو الشأن بالنسبة للأغارقة والرومان مثل حروب طروادة واسبارطة التي خلدتها أكبر ملحمة عنف فى التراث البشري،وهي "اليادة هوميروس" حيث مجد فيها العنف بمشاركة آلهة الأولمب مع أنصاف آلهتهم وخلطها بهستراتهم "الزولوجية " ،وحروب الرومان على الشرق لا لنشر الحضارة بل لمجرد السيادة والهيمنة:، ناهيك عن الملحمة الصليبية التي امتدت حوالي ستة قرون والتي يعدها المؤرخون الغربيين انفسهم "اكثر الحروب عنفا وعبثية في التاريخ"،و الملحمة الكولونيالية والتطاحنات الكبرى بين الامبرياليات والحربين المدمرتين الكبيريين (اكثر من ثمانمائة مليون نسمة ) وضحايا القمع الستاليني (حوالي مائة مليون نسمة حسب الاحصاء الأخير لليونسكو) أما الحديث عن العنف الاسرائيلي منذ حولي قرن فالصمت عنه حكمة، ولا زالت أكبر مدرسة فلسفية كونية في الغرب وهي مدرسة فرانكفورت تحاول الاجابة عن سر ميول الشعوب الاوربية للعنف وخاصة الشعب الجرماني الذي انتشرت فيه نزعة النازية في مدة وجيزة جدا بقيادة معتوه حرب وتم اختيارها بالاجماع الشعبي والديمقراطي في كل من ايطاليا (موسيليني ) والمانيا(هتلر) وما زال لم يفكلغز "حالة هيدغر" كما يسمونها في الفلسفة المعاصرة والاسباب الخفية لتأييده للنازية وهو أبو الفلسفة المعاصرة كما توجه الغرب نفسه 

ثانيا—ان الاستشهاد بمعطيات علم النفس التحليليي الفرويدي على ظاهرة من التعقيد مثل العنف العربي، وتفسير حضارة تارخية برمتها فهو جهل مركب ،وعمل صبياني مدرسي عفى عنه الزمن، ولم يبق له رواج الا في كتابات قصاصي  الكتب الجنسية الورديةمن الدرجة الرابعةفي الغرب،وفي اشهارت النصب التجارية من مدريد الي سيدني.. 

فكل المدارس النفسية ناقصة،فهي تتأرجح في محاولة سد نقائصا ومعمياتها وغوامضها بين "التوفيقية"أو "الاقتطافية"  لمحاولة العثور على الحلقات المفقودة في كل مدرسة سدا للفراغات الشاسعة ،لأن كل مدرسة تعلم "أن ما لاتعرفه أكثر بكثير مما تعرفه"،وعند العجزعن الوصول الى الحلقات المفقودة'كما هو الشأن في كل'مدارس العلوم الانسانية) فتنحو هذه النظريات نحو "التوفيقية"لما فيها من محاولات مزجية، أو صهرالاتجاهات المتباينة، سدا للفراغات ،وازالة للتساؤلات  -وما أكثرها-وتبقى دائما مجرد محاولات ولا تدعي أية مدرسة علم اليقين(الاعند نخبنا) 

فمدرسة فرويد" ناقصة ،منذ نشوئها وكذا مدرستي" أدلر" و"يونغ" وكل المدارس التوفيقية المعاصرة السيكولوجية التي واجهت صعوبات جمة منذ ايجادها ،وأخص منها المدرستين الكبيرتين "المدرسة الأمريكية(السايكو- بيولوجية"أو (النفس –عضوية) لأدولف ماير-السويسري الأصل"، و المدرسة الانجليزية المتعددة الأبعاد المنتشرة في انجلترا وسكوتلاندا، التي اشتهرت منذ الستينات و لم يبق فيها أى تلميد للمدرسة الفرويدية اطلاقا، او أثرا أو تأثيراله ،وأما باقي المدارس،الممتدة من موسكو مرورا بألمانيا وسويسرا وفرنسا واسبانيا واستراليا ومن "بافلوفية" و"سلوكية" و"غشطالتية" و"غريزية" و"سوليفانية" و" تكاملية "وغيرها ،فهي تعتمد كلها على البحث الواسع الأفق ،والبحث العلمي الميداني، والاحصاء والمقارنة، تطبيقالقاعدة "بأن الضرب على الحديد البارد ليس كالضرب على الحديد الساخن" أي أن الظروف هي التي وحدها لا تقرر النتائج تقرر النتائج والسلوك ،بل هناك الحديد أوالمادة ،وبذلك تسير الأبحاث النفسانية والفسيولوجية  والكيماوية والتشريحية والاجتماعية والوراثية جنبا الى جنب ككل لا يتجزأ، يرمي الى تكوين مفهوم واسع عن المرضى العقليين، لتشخيص الانحرافات، مع التقيد بالأصول السريرية للتشخيص والتصنيف،ليقينهم بأن الاكتشافات الكيماوية والعضوية والهورمونية التي تعتمد عليها معطم المدارس الجادة، هي من الضآلة الى حد لا يمكن قيام تصنيف يقيني اطلاقا( المخ البشري لا نعرف عنه حتى  /100 من اسراره.)،و تلك المعميات والغوامض هي الي تثن العلماء والباحثين في مختبراتهم  في استصدار الأحكام على الافراد والجماعات ،فما بالك بتطبيقها على الشعوب :

أما الراغب الجاد في دراسة الشعوب أكاديميا – فلابد أن تتوفر له آليات البحث العلمي المتكاملة،والا فدع كما قال الامام الشافعي، وهذه الآليات كما اصطلح عليها في مراكز البحوث المتحضرة هي، التاريخ كعلم وصفي والانثروبوبجيا(باقسامها ) ومدارسها الأوربية والروسية والكندية والأمريكية (ولانعرف عن المدارس الأسوية شيئا)ولكل مدرسة منهج، ولكل منهج أتباع.

ومناهج البحث المستخمد لدراسة الشعوب  المتوفرة الى الآن الى حين قيام واستنباث مناهج أخرى (فالغرب ولاد فلسفات ومناهج بعضها قد ياغي البعض الآخر هي كم يلي  

Ethnologieعلم العراقة أو  اثنولوجياكمبحث اجتماعى يحاول تفسيرووصف عادات الشعوب

Ethnographieعراقة أو اثنوغرافيا كبحث اجتماعى يصف انماط الحياة عند الشعوب وما عندها من مؤسسات

Ethologie ايثولوجيا علم أصول العادات..كبحث فى عادات الشعوب من حيث ربطها بالدوافع النفسية

ايثيولوجياEtiologieكبحث يهدف الى تحديد الأسباب المؤدية الى ظاهرة أو مجموعة ظواهر محددة 

وتهتم المراكز الجديدة بباريس للأنثروبولجيا الجديدة وعلوم الانسان(مثلا) بمحاولة طرح بدائل عن النظريات الكلاسيكية الفاشلة فى الاحاطة بأزمة العلوم الانسانية وخاصة الاجتماعية

 حكم التاريخ

الفردالجاهل للتاريخ لايمكنه الاتكرارنفس الأخطاء التاريخية  الجنرال دوغول 

فان الجهل بتاريخ المنطقة القديم والحديث لمثلبة وانتقاص لكل من يجرد قلمه للكتابة سواء قصد تبيان عيوبهااو تعداد مناقبها وبالاخص الاماكن التى يتواجدف فيها ما يسمى بالعنف -وكما كررت في مقالتي ان التاريخ المعاصر للمنطقة وخاصة العراق لم يفصل فيه بعد 

هل عرف العراق العنف قبل الاسلام؟؟ 

فلمئات القرون قبل المسيح عليه السلام ،ومنذ الأشوريين الى "حموربي"الى المدرسة الرواقية،الى السومريين،والاكاديين(والأصل فيها "العقاديين") الى حضارة" بابل" "ونينوا"عندماتمازجت الشعوب الممتدة من العراق الى سوريا والأردن وفلسطين، حتى نهر النيل، حيث تلاقحت وتقابست، فلم تدك قط معابد المغلوبين أو استأصلت ثقافاهم او لغاتهم بل غالبا نا يقتبس الغالب من المغلوب ، في الزمن السرمدي الذي كان الأغارقة وحكماء اللوغوس يتناحرون مع الآلهات وأنصاف الآلهة لاستخلاص قوانين تبيح قتل غير الاثيني و في الوقت الذي كانأافلاطون يتبرؤ من كل "أجنبي مأفون" ولو كان أشقر البشرة (لأنه الآخر وليس أثينيا)فيوصي بضرورة  تحسين النسل للأهالي الهيليين، والحفاظ عليه من نطف الغرباء، وهم يومئذ في حضارة وعطاء ،ورقي وبهاء ،لا يتجاوزا بضع آلاف عددا.،.وقد كان أفلاطوننا اما أحمقا أو متشائما أو اياسا أو مبهورا بحضارته الزاهية، بحيث لايمكنه تصور انتصاب مدنيات وشعوب "حضارية" خارج أسوار "حضارته"اذ كان يقف كل صباح يرسل التسابيح ،والأماديح للآلهة لما خلقته "آدميا" بين شعب الأغاريق لا متخلفا بين جموع البرابير وجحافل السوقة،. ومن يومها أطلق على الشعوب "البيضاء "المجاورةاسم" السلاف" أى العبيد –ولايزال هدا الاسم لاصقا بهم الى الآن -لا لذنب جنوه سوى أن أفلاطوننا كان عنصريا ،وكارها "للآخرين" كما هو الشأن لدى الرومان،وسجع الكهان في التقاليد التوراتية-التلمودية صاحبة "الابادة المقدسة للشعوب " كما يتجلى حاليا في الأعراف الاسرائلية في القرن الواحد والعشرين 

هل عرف العراق العنف بعد الاسلام؟؟

لم يسجل لنا التاريخ أن بغداد بلد الرشيد التي عرفت أخلاطا لكل ملل ونحل المعمورة (ذات الأزيد من ملونين من السكان،وأكبر مدينة "كوسميك" في التاريخ عندما كانت كل عواصم الغرب الزاهية الآن، اما وقرى صغيرة، أو مجرد ،أحراش وحقول) ومدن الكوفة والبصرة ،الشيعيتين،وكان.والمسلمون كانوا أكثر فرقا مما هم عليه الآن،(عد المؤرخون عشرات الفرق ممن حاورهم الامام الغزالي وشيخه الجويني) من من سنة وشيعة وخوارج وقدرية ومرجئة ومعتزلة ومتصوفة ولكل فرقة فرقة وأتباع، وكانوا كلهم مسلمون حيث خطأبعضهم بعضهم، وتناوشوا ،وتلاسنوافي زقاق البصرة والكوفة وبغداد ولم يتناحروا، بل سرت عادة التحاور والمناظرة والمساجلة حتى عند باعة الخبز كما قال الجاحظ  وكما ذكرها المستشرق "نيكولسون" الشىء الذي لم يحدث قط في الحضارة الغربية –سابقا أولاحقا،بل أن العراقيين دفعوا الثمن غاليا لتسمامحهم مع غلاة الشعوبيين،الذين تبنوا الحضارة العربية الاسلامية، حيث نقل العراق الي الحضارت الأخرى سمو أفكاره وتسامحه، الى أن جاء من الخلفاء من حول قلوب الأمة أعجمية شعوبية منذ القرن السادس، فوهنت الدولة وذهبت ريحها في الأركان الاربعة، فكانت هجمات التتار والمغول والصليبين والاستعمار البريطاني الى أن جاء برابرة البيت الأبيض 

وأخيرا وليس آخرا،فان النخب السياسية هى نخب رسالية ،مبدئيا ،وقبل كل شىء،والنهضة ،نفسها مسألة وعي وقرار،.واستشراء الفساد والتناحرهودليل على فساد النخبة والساسة،و غياب المشروع، والعرب ما يزالون يعانون من عدم وجود النخبة القادرة والساسة الصادقين وعدم جود المشروع..