لكل الناس: بيان ثابت رغم المتغيرات

لكل الناس: بيان ثابت رغم المتغيرات

1/18/2007

رسالة من محمد مهدى عاكف

المرشد العام للإخوان المسلمين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، بإحسان إلى يوم الدين ... وبعد

ففى خلال هذه الأيام يتعرض الإخوان المسلمون لحملة أمنية شديدة طالت – وتطول كل حين – الرموز وموارد الأرزاق، ويصاحب هذه الحملة حملات إعلامية موازية تسعى إلى قلب الحقائق وتشويه الواقع فى محاولة لضرب مصداقية دور الإخوان وإخراجه عن طبيعته الإصلاحية السلمية البناءة المتسقة مع الدستور والقانون .

ويرى الإخوان المسلمون فى هذه المرحلة ضرورة التذكير ببيانهم للناس – البيان القديم فى مبناه والمتجدد فى ثوابت فحواه – ليتأكد لكل متابع وراصد وباحث حقيقة رؤى الإخوان، وليجدد أبناء هذه الدعوة فهمهم لتناول جماعتهم لمفردات القضايا التى تحيط وتتفاعل بواقعنا.

وفيما يلى نص البيان الذى صدر عن الجماعة بتاريخ 30/4/1995م

يجتاز العالم هذه الأيام مرحلة غير مسبوقة فى تاريخه، تتمثل فى السرعة الكبيرة التى تحدث بها التغيرات الكبرى فى الأفكار والنظم والقيم، وفى موازين القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية، والمسلمون وهم جزء من هذا العالم لا يقفون بعيدا عن ذلك كله، ولا يملكون أن يديروا أمورهم كما لو كانوا أصحاب جزيرة نائية يستطيع أصحابها أن يعفوا أنفسهم من تبعات هذه المرحلة التاريخية ومن مخاطرها وتحدياتها .

وإن من أخطر الظواهر التى صاحبت، ولا تزال تصاحب هذه المرحلة التاريخية عن ملتقى مسارات الإنسانية المختلفة اختلاف المفاهيم، وتشابك الخيوط والخطوط وذيوع الانطباعات الخاطئة عن الآخرين وكلها أمور لعب الإعلام العالمى فى خلقها وتزكيتها دورا بالغ الخطورة جسيم الضرر .

وقد أصاب المسلمين من ذلك كله سهام طائشة مسمومة صورتهم كما لو كانوا شعوبا بدائية همجية مجردة من الحس الإنسانى، والوعى العقلى، والتجربة العملية لسنة التطور والتقدم، منكرة لحقوق الآخرين فى الحياة وفى الحرية وفى اختلاف الرأى وتباين النظر .. حتى أوشكت الدنيا أن تسئ الظن بكل ما هو إسلامى وكل من هو مسلم

ومن الأمانة أن نعترف – جميعا – بأن جزءا من المسئولية من هذا الخلط الظالم يقع على عاتق المسلمين لما يقدمه بعضنا من أفكار ورؤى، وما يمارسونه من مواقف عملية تشهد لهذا الظن السيئ وتفتح أبواب التوجس المشروع وغير المشروع وتنسب إلى الإسلام – وسط ذلك كله – أمورا لا أصل لها فيه، ولا شاهد لها من مبادئه وقواعده ونصوصه، فضلا عن قيمه العليا ومقاصده الكبرى .

وإذا كان الإخوان المسلمون قد رأوا أن من حق الناس عليهم وحقهم على أنفسهم أن يعلنوا – بنبرة عالية وصت جهير وحسم لا تردد فيه – عن موقفهم الواضح من عدد من القضايا الكبرى التى هى موضع الحوار القائم بين أصحاب الحضارات المختلفة .. فأصدروا فى العام الماضى بيانات تحدد موقفهم الصريح من قضايا الشورى والتعددية السياسية وحقوق المرأة .

وإذا كانت هذه البيانات فيما نعلم قد لقيت قبولا عاما لدى المنصفين والباحثين عن الحقيقة .. الذين يسعدهم أن يلتقى الناس جميعا على الخير والعدل والحق .. فإن استمرار محاولات التشكيك وسوء الظن المتعمد، واختلاق الأقاويل والأراجيف، إضرارا بالتيار الحضارى الإسلامى فى عمومه وردا على من يحاربونه ويحرصون على إزاحته من الطريق، يجعلنا نعود من جديد لنعلن فى وضوح كامل موقفنا من القضايا الكبرى التى تشغل أمتنا وتشغل الناس من حولنا .

وأول هذه القضايا : قضية الموقف العام من الناس جميعا مسلمين وغير مسلمين ..

وهنا نبادر فنقول إن موقفنا من هذه القضايا ومن غيرها ليس مجرد موقف انتقالى واختيارى قائم على الاستحسان، وإنما هو موقف منتسب إلى الإسلام ملتزم بمبادئه صادر عن مصادره .. وعلى رأسها كتاب الله تعالى، والسنة الصحيحة الثابتة عن نبيه صلى الله عليه وسلم، والإخوان المسلمون يرون الناس جميعا حملة خير، مؤهلين لحمل الأمانة والاستقامة على طريق الحق، وهم لا يشغلون أنفسهم بتكفير أحد إنما يقبلون من الناس ظواهرهم وعلانيتهم ولا يقولون بتكفير مسلم مهما أوغل فى المعصية، فالقلوب بين يدى الرحمن، وهو الذى يؤتى النفوس تقواها، ويحاسبها على مسعاها ..

ونحن الإخوان نقول دائما أننا دعاة ولسنا قضاة ولذا لا نفكر ساعة من زمان فى إكراه أحد على غير معتقده أو ما يدين به ونحن نتلوا قوله تعالى (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )(البقرة: من الآية256)

وموقفنا من إخواننا المسيحيين فى مصر والعالم العربى موقف واضح وقديم ومعروف .. لهم ما لنا وعليهم ما علينا وهم شركاء فى الوطن، وأخوة فى الكفاح الوطنى الطويل، لهم كل حقوق المواطن، المادى منها والمعنوى، المدنى منها والسياسى، والبر بهم والتعاون معهم على الخير فرائض إسلامية لا يملك المسلم أن يستخف بها أو يتهاون فى أخذ نفسه بأحكامها، ومن قال غير ذلك أو فعل غير ذلك فنحن برءاء منه ومما يقول ويفعل .

إن ساسة العالم وأصحاب الرأي فيه يرفعون هذه الأيام شعار "التعددية" وضرورة التسليم باختلاف رؤى الناس ومذاهبهم فى الفكر والعمل، والإسلام، منذ بدأ الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتبر اختلاف الناس حقيقة كونية وإنسانية، ويقيم نظامه السياسي والاجتماعي والثقافي على أساس هذا الاختلاف والتنوع ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)(الحجرات: من الآية13) والتعددية فى منطق الإسلام تقتضى الاعتراف بالآخر، كما تقتضى الاستعداد النفسى والعقلى للأخذ عن هذا الآخر فيما يجرى على يديه من حق وخير ومصلحة .. ذلك أن "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها" لذلك يظلم الإسلام والمسلمين أشد الظلم من يصورهم جماعة مغلقة منحازة وراء ستار يعزلها عن العالم، ويحول بينها وبين تبادل الأخذ والعطاء مع شعوبه .. والإخوان المسلمون يؤكدون – من جديد – التزامهم بهذا النظر الإسلامى السديد الرشيد .. ويذكّرون أتباعهم والآخذين عنهم بأن على كل واحد منهم أن يكون – فيما يقول ويعقل – عنوانا صادقا على هذا المنهج .. يألف ويؤلف .. ويفتح عقله وقلبه للناس جميعا .. لا يستكبر على أحد .. ولا يمن على أحد ,.. ولا يضيق بأحد .. وأن تكون يده مبسوطة إلى الجميع بالخير والحب والصفاء، وأن يبدأ الدنيا كلها بالسلام .. قولا وعملا .. فبهذا كان رسولنا صلى الله عليه وسلم إمام رحمة مهداة إلى العالمين .. وبهذا وحده يصدق الانتساب إليه صلى الله عليه وسلم وإلى الحق الذى جاء به .. ( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )(آل عمران: من الآية159) (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ)(الزخرف:44)

القضية الثانية : قضية الدين والسياسة :

ومنهج الإسلام الذى يلتزم به الإخوان المسلمون أن سياسة الناس بالعدل والحق والرحمة جزء من رسالة الإسلام، وأن إقامة شرائع الإسلام فريضة من فرائضه .. ولكن الحكام – فى نظر الإسلام – بشر من البشر، ليست لهم على الناس سلطة دينية بمقتضى حق إلهى .. وإنما ترجع شرعية الحكم فى مجتمع المسلمين إلى قيامه على رضا الناس واختيارهم وإلى إفساحه للشعوب ليكون لها فى الشئون العامة رأى ومشاركة فى تقرير الأمور، وللناس أن يستحدثوا بعد ذلك من النظم والصيغ والأساليب فى تحقيق هذا المبدأ ما يناسب أحوالهم وما لابد أن يتغير ويختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة وأحوال الناس، وإذا كان للشورى معناها الخاص فى نظر الإسلام، فإنها تلتقى فى الجوهر مع النظام الديمقراطى الذى يضع زمام الأمور فى يد أغلبية الناس دون أن يحيف بحق الأقليات على اختلافها فى أن يكون لها رأى وموقف آخران، وأن يكون لها حق مشروع فى الدفاع عن هذا الرأى والدعوة إلى ذلك الموقف .. ومن هنا يرى الإخوان المسلمون فى المعارضة السياسية المنظمة عاصما من استبداد الأغلبية وطغيانها، وذلك ( إِنَّ الْأِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)(العلق:6-7) وبذلك تكون المعارضة السياسية المنظمة جزءا من البناء السياسى، وليست خروجا عليه أو تهديدا لاستقراره ووحدته .. وبذلك أيضا تكون سلامة الانتخابات السياسية وإجراؤها فى حرية تامة ونزاهة كاملة، تتمتع بهما جميع القوى وضمانا حقيقيا لأمن المجتمع واستقراره، وعاصما للأمة من خروج بعض فئاتها على نظامها، واتخاذها للعمل السياسي سبيلا تهز بها أمن المجتمع واستقراره .. وهما شرطان لا غنى عنهما لتوجيه جهد الأمة إلى البناء، ومضاعفة الإنتاج وتعظيم معدلات التنمية .

القضية الثالثة : قضية العمل السلمى ورفض العنف واستنكار الإرهاب ..

ولقد أعلن الإخوان المسلمون عشرات المرات خلال السنوات الماضية أنهم يخوضون الحياة السياسية ملتزمين بالوسائل الشرعية والأساليب السلمية وحدها مسلحين بالكلمة الحرة الصادقة، والبذل السخى فى جميع ميادين العمل الاجتماعى .. مؤمنين بأن ضمير الأمة ووعى أبنائها هما فى نهاية الأمر الحكم العادل بين التيارات الفكرية والسياسية التى تتنافس تنافسا شريفا فى ظل الدستور والقانون، وهم لذلك يجددون الإعلان عن رفضهم لأساليب العنف والقسر لجميع صور العمل الانقلابى الذى يمزق وحدة الأمة، والذى قد يتيح لأصحابه فرصة القفز على الحقائق السياسية والمجتمعية، ولكنه لا يتيح لهم أبدا فرصة التوافق مع الإرادة الحرة لجماهير الأمة .. كما أنه يمثل شرخا هائلا فى جدار الاستقرار السياسى، وانقضاضا غير مقبول على الشرعية الحقيقية فى المجتمع .

وإذا كان جو الكبت والقلق والاضطراب الذى يسيطر على الأمة وقد ورط فريقا من أبنائها فى ممارسة إرهابية روعت الأبرياء، وهزت أمن البلاد، وهددت مسيرتها الاقتصادية والسياسية فإن الإخوان المسلمين يعلنون – فى غير تردد ولا مداراة – أنهم برءاء من شتى أشكال ومصادر العنف، مستنكرون لشتى أشكال ومصادر الإرهاب وأن الذين يسفكون الدم الحرام أو يعينون على سفكه شركاء فى الإثم واقعون فى المعصية، وأنهم مطالبون فى حزم وبغير إبطاء أن يفيئوا إلى الحق فإن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده،، وليذكروا – فى غمرة ما هم فيه – وصية الرسول صلى الله عليه وسلم فى حجة وداعه "أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلى يوم القيامة كحرمة يومكم هذا فى عامكم هذا فى بلدكم هذا" أما الذين يخلطون الأوراق عامدين، ويتهمون الإخوان المسلمين ظالمين، بالمشاركة فى هذا العنف والتورط فى ذلك الإرهاب متعللين فى ذلك بإصرار الإخوان على مطالبة الحكومة بألا تقابل العنف بالعنف، وأن تلتزم بأحكام القانون والقضاء، وأن تستوعب دراستها ومعالجتها لظاهرة العنف جميع الأسباب والملابسات ولا تكتفى بالمواجهة الأمنية – فإن ادعاءاتهم مردودة عليهم بسجل الإخوان الناصع كرابعة النهار على امتداد سنين طويلة شارك الإخوان خلال بعضها فى المجالس النيابية والانتخابات التشريعية، واستبعدوا خلال بعضها الآخر عن تلك المشاركة، ولكنهم ظلوا على الدوام ملتزمين بأحكام الدستور والقانون حريصين على أن تظل الكلمة الحرة الصادقة سلاحهم الذى لا سلاح غيره يجاهدون به فى سبيل الله ( وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ )(المائدة: من الآية54)

والأمر فى ذلك كله ليس أمر سياسة أو مناورة، ولكنه أمر دين وعقيدة، يلقى الإخوان المسلمون عليهما ربهم (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)(الشعراء:88-89)

القضية الرابعة : قضية حقوق الإنسان ..

ومن المفارقات المحزنة أن توجه إلى المسلمين تهمة الاستخفاف بحقوق الإنسان والجور عليها وتهديدها فى عصر يتعرض فيه المسلمون شعوبا وحكومات وجماعات وأفرادا لألوان غير مسبوقة من العدوان على أبسط حقوقهم وأيسر حرياتهم وهم يرون الحكومات والساسة فى دول العالم الكبرى تكيل بمكيالين وتزن الأمور والمواقف بميزانين .. ميزان يتحرى العدل والإنصاف والالتزام بمواثيق حقوق الإنسان حين تتصل الأمور بغير المسلمين .. وميزان يظلم ويجور ويبرر العدوان حين تتصل الأمور بشعب من شعوب المسلمين أو حكومة من حكوماتهم .. وما أبناء البوسنة والهرسك، ومأساة الشيشان عنا ببعيدة *.. ولعل من القول المعاد أن نذكر أنفسنا ونذكر العالم معنا بأن الإسلام – كما نعلم – قد كان ولا يزال النموذج الفكرى والسياسى الوحيد الذى كرم الإنسان والإنسانية مرتفعا بهذا التكريم فوق اختلاف الألسنة والألوان والأجناس وأنه منذ اللحظة الأولى لمجيئه قد عصم الدماء والحرمات والأموال والأعراض وجعلها حراما، جاعلا من الالتزام المطلق بهذه الحرمات فريضة دينية وشعيرة إسلامية لا يسقطها عن المسلمين إخلال الآخرين ( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )(المائدة: من الآية8) وإذا كان بعض المسلمين هنا أو هناك الآن أو فى بعض ما مضى من الزمان لم يضعوا هذه الفريضة الإسلامية موضعها الصحيح، وقصروا فى أدائها للناس فإن ممارسات هؤلاء لا يجوز أن تحسب على الإسلام أو تنتسب إليه فقد تعلمنا أن نعرف الرجال بالحق ولا نعرف الحق بالرجال، ولكن بقى – هنا كذلك – أن نقول لأنفسنا ولكل الآخذين عنا وللدنيا من حولنا أننا فى مقدمة ركب الداعين إلى احترام حقوق الإنسان وتأمين تلك الحقوق للناس جميعا وتيسير سبل ممارسة الحرية فى إطار النظم الأخلاقية والقانونية إيمانا بأن حرية الإنسان هى سبيله إلى كل خير، وإلى كل نهضة وكل إبداع .. إن العدوان على الحقوق والحريات تحت أى شعار ولو كان شعار الإسلام نفسه يمتهن إنسانية الإنسان، ويرده إلى مقام دون المقام الذى وضعه فيه الله ويحول بين طاقاته ومواهبه وبين النضج والازدهار .

ولكننا ونحن نعلن هذا كله نسجل أمام الضمير العالمى، أن المظالم الكبرى التى يشهدها هذا العصر إنما تقع على المسلمين ولا تقع من المسلمين، وأن على العقلاء والمؤمنين فى كل مكان أن يرفعوا أصواتهم بالدعوة إلى المساواة فى التمتع بالحرية وحقوق الإنسان، فهذه المساواة هى الطريق الحقيقى إلى الإسلام الدولى والاجتماعى وإلى نظام عالمى جديد يقوّم الظلم والأذى والعدوان.

هذا كتابنا فى يميننا وهذه شهادتنا بالحق على أنفسنا وهذه دعوتنا بالحكمة والموعظة الحسنة إلى صفحة جديدة فى علاقات الناس والشعوب، تنتزع بها جذور الشر ويفئ بها الجميع إلى ساحة العدل والحرية والسلام .

( رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)(لأعراف: من الآية89)

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ؛

القاهرة في : 29 من ذي الحجة 1427هـ - 18 من يناير 2007م