السياسة لعبة المناورين في فن الحركة الواقعية

سلمان السلمان /أمريكا

[email protected]

ليس استنباط حكم ما عند فقيه معناه استنباطه عند فقيه آخر.

وليس اختلاف الاستنباط يرجع إلى إن احدهم صائب والأخر مخطئ وإنما هو خلاصة الاستنباط الذي توصل إليه الفقيهان وعليه فان الأخذ بأحد الرأيين لا يترتب عليه مفسدة كبيرة لمراعاة الفقيهين للحكم الإلهي.

ولكن في لعبة السياسة عليك أن تكون أكثر واقعية في التعامل مع الإحداث واستنباط الإحكام لها لان الأخذ بأحد الرأيين قد يترتب عليه مفسدة عظيمة تجر البلد إلى الكثير من الويلات.

وعليه فان السياسة لعبة المناورين في فن الحركة الواقعية في سياقات الإحداث الآنية وقراءة الإحداث المستقبلية بروح رياضية عالية لا يشوبها الكسل ولا ينتابها الملل.

وان أي استرخاء في هذا الفن يخلق حالة من الفراغ التي تؤدي إلى ظهور بقع من الفساد وجرثومة التملق.

واليوم ونحن نودع المرحلة السابقة بحرارة التحدي علينا أن نجعل فن السياسة خاضع لكل التحولات والتغيرات الحاصلة في العالم والمتغيرة في الواقع الداخلي وان الاحتكام إلى صيغة واحدة وعدم اكتشاف حالة جديدة من بلورة مواقع جديدة ومتقدمة للعمل السياسي معناه التقوقع في السلبيات العفنة للتخندق الطائفي.

إذاً نحن أمام مرحلة حساسة لخلق حالة من الاندماج الواقعي للمكونات الحقيقة للمجتمع العراقي وربط التحالفات على منطق حب الوطن دون التنكر للطائفة أو القومية. فأنا كردي أحب أن انطلق في ممارسة كرديتي وأدبيات لغتي شعورا مني بحب هذا الانتماء ودون أن اخدش وطنيتي للعراق الواحد، كما إني عربي انتمي إلى محيطي العربي والعشائري القبلي الذي افتخر أن أكون منتميا إليه بعيدا عن المعتقد الذي احمله فان المعتقد مسؤوليتي أمام الله أحاسب عليها أنا وليس سواي أما حبي لوطني وانتمائي له واجب أحاسب عليه من قبل شعبي وأحبتي إذا أنا فرطت به وحولته إلى مصالح نفعية تنتهي بانتهاء المرحلة التي يتصارع فيها السياسيون على المناصب.

لذا نحن نرى إن من الواجب تذكير الإخوة السياسيين إلى ربط تحالفاتهم القادمة بالمصلحة الوطنية وان نرى قوائم تحمل الطيف العراقي دون أن تتكور على نفسها فتحمل الطيف العنصري أو الطائفي ولكي نجتاز مرحلة الطائفية بقوة ونبدأ في خلق حالة جديدة قادرة على بناء دولة القانون المبني على ممارسة الديمقراطية في بلد اتحادي يرسم لسياسة قائمة على بناء المصالح المشتركة، وصياغة جديدة لمفهوم التعايش السلمي في وطنا مزقته الحروب والتناحر. وأملنا في القيادات المتصدية أن تكون أكثر شعورا بالوطنية من غيرهم فهم الذين سوف يرسمون المرحلة القادمة لعراقنا الجديد.