الحب الممنوع في جدة
محمد هيثم عياش
ولا تعتبر المملكة العربية السعودية جزيرة نائية في بحر لجي تتقاذفها الامواج من كل مكان من الصعب الوصول اليها . فالسعودية في مقدمة دول العالم الاسلامي استهدافا من حملات اعلامية وافتراءات عليها للنيل من مجتمعها جراء حماية الحكومة السعودية لمجتمعها والمحافظة على الاخلاق الاسلامية والعربية وحماية حصونها الداخلية من تهديد الرذيلة والاخلاق السيئة .
ومنذ حوادث 11 أيلول/ سبتمبر من عام 2001 واتهام الغرب للسعودية بتمويل تلك الهجمات والنيل من جماعات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تطلق الصحافة الغربية وبعض الصحف العربية ايضا عليها بشرطة الاخلاق تظهر بين الحين والآخر بعض الكتب التي تتحدث عن المجتمع السعودي وما ان ينزل كتاب في اسواق الكتب الالمانية يتناول موضوع المجتمع السعودي والاسلام الا وتتداوله الايدي . وقد نزل الى اسواق الكتب مؤخرا رواية للشاب الاريتيري سليمان / أدونيا / الذي عاش في جدة في سن الطفولة والسنوات الاولى من ريعان شبابه / سن المراهقة / تحت عنوان / اهل الحب في جدة – الحب الممنوع / يروي من خلاله قصص اهل الحب ومعاناتهم منه في المجتمع السعودي .
وتذهب المخيلة بعيدا ممن يقرأ الكتاب ليتذكر قصص حب روميو وجولييت للكاتب الانجليزي ويليام شكسبير وآنا كارينينا الروسية اضافة الى مأساة قيس ولبنى . ويؤكد صاحب الكتاب ان الحب في السعودية شبيه بالحب العذري فالشاب والشابة لا يتبادلان الحب الا عبر الرسائل فهو كان قد عانى من الحب الممنوع في مدينة جدة فجماعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمرصاد ، تمر الفتاة وهي مرتدية ثيابها التي تغطي وجهها وتلقي اليه برسالة الاعجاب والحب واذا ما أراد اللحاق بها فالويل له ولا يستطيع دعوتها الى شرب القهوة في مكان عام وانما يكتفي بدعوتها الى شفته من خلال الرسائل المتبادلة بينهما . ويؤكد صاحب الكتاب الذي يعيش في بريطانيا حاليا ان اكثر الذين يعانون من الحب الممنوع الشباب الغير سعودي والذين يعيشون في تلك الدولة تحت رعاية كفيل فاذا ما خرج الشاب عن حدود الأدب فهو يخشى من الغاء الكفيل لكفالته وبالتالي اتهام الكفيل بأن المكفول سارق او خائن ولا يوجد للغريب اي حقوق باللجوء الى محام يدافع عنه . وبالرغم من رواية الشاب عن معاناته من منع الحب الا انه لم يذكر كيفية لقائه بمحبوبته فهو يؤكد عدم وجود مدارس مختلطة في السعودية .
وعزا صاحب الكتاب مغادرته السعودية التي جاء اليها مع ذويه هربا من الحرب الاهلية التي كانت دائرة في بلاده الى بريطانيا اوائل التسعينات لفشل ذلك الحب جراء معارضة عائلة الفتاة بتزويجه منها اذ ان المجتمع السعودي يعارض تزويج بناتهم من غرباء واصفا ذلك المجتمع بأنه متعصب جاهل لا يعرف للحنان اي معنى وانه منذ مغادرته جدة لم يعد اليها .
وربما يكون صاحب الكتاب قد اقتبس روايته من صاحبة كتاب / بنات الرياض / هذا الكتاب الذي نزل الى اسواق الكتب في المانيا وقرأت مؤلفته مقتطفات منه أمام العامة في برلين وذلك في عام 2007 .