أيها المثقفون تريضوا !!!!
الدكتور موفق مجيد المولى
لماذا هذا النداء لمثقفين من خلال منتدى رياضي؟ وهل يحق لنا أهل الرياضة أن نحشر أنفسنا بين أهل الثقافة المتصارعون بأوزان مختلفة والمتلاكمون بجولات من الوزن الثقيل والخفيف؟هل يتقبل المثقفون أن ندلو بدلونا لنبين رأينا في ما آلت إليه الأمة العظيمة؟وهنا اذكر المثقف بأنني سأكتب عن ثقافة الرياضة لأفتح بابا للثقافات الأخرى لكي تتريض بثقافتنا لأنها إلى الآن القادرة على التأمل والتي تبنى على قواعد وأسس يصعب الخروج من دائرتها.الثقافة الرياضية جزء من التربية التي تهتم بتطوير المعرفة ومشاركة الآخرين حيث يرتبط الاهتمام بتطوير العادات الجيدة والمواقف الصحيحة ولقد علمتني خبرتي الكبير فلسفة عظيمة بإمكانية تطوير العادات الحسنة واستحالة تغير العادات السيئة فتطوير العادات الجيدة يخلق مواقف سليمة والمواقف السليمة هي حجر الزاوية للثقافة الرياضية وهي نفسها للثقافة بشكل عام ومع إني متوقع بأنني كسرت أرضية جديدة فاني أتوقع هجوم عنيف من أدباء العقل على أدباء البدن.نحن في الرياضة نبني كل مناهجنا على خلق (القناعة) لدى المستلم لأفكارنا فنبحث بشكل دائم عن القناعات الصحيحة لان غياب القناعة في ثقافة العقل او البدن مشكلة كبيرة باعتبار ان القناعة هي إحدى الحقائق التي تعزز معتقدات الفرد الداخلية وهذا مفهوم أطلق عليه استخدام الفكر العقلي في معالجة أمور الرياضة وهو سبيل أتوقع نجاحه حينما سيسلكه مثقفو الأمة لمعالجة التردي الذي ينخر جسد الأمة فهناك فرق كبير بين شخص قرأ قصة معينة من خلال كتاب وبين شخص شاهد القصة ممثلة في فلم سينمائي وبين ثالث قرأ القصة في الكتاب ثم ذهب لمشاهدتها في فلم سينمائي وهذا الأخير هو منهجي وفلسفتي في معالجة مشكلة وإمراض الرياضة لأنها فلسفة ناجعة وواقعية ومع أني وجدت اغلب مثقفي الأمة من النوع الأول او الثاني إلا أنني أرى إن هنالك كم هائل من المثقفين والعقول العربية الجاهزة والمتحمسة لمساعدة هذه الأمة للخروج من مأزقها بإتباع فلسفة استخدام التفكير العقلي فكل ما تحتاجه هذه العقول المتحمسة الخروج إلى الهواء النقي للتحرر من العاطفة الهوجاء إلى القناعة المهذبة فليس بمقدور أي منا إلغاء وإقصاء دور العقل في بناء الهرم الحضاري الإنساني العظيم وعندما تكون هناك حاجة لتخليص الرياضة من إمراضها فعليك بعلمائها كذلك عندما تكون هناك حاجة لتخليص الأمة من إمراضها فعليك بعلمائها نعم علمائها القادرون على الأخذ بيد ابنائها نحو الأفضل وأنه لآمر مرعب كيف أصبح الناس تستبد بهم فكرة إننا امة متأخرة بسبب ثقافة العاطفة وترجيحها على ثقافة الفكر العقلي التي أنادي بها.نحن في الرياضة ننادي باستخدام الذهن او العقل المفتوح وإقصاء العقل المغلق فالعقل المفتوح ضروري لتسلم أفكار جديدة ليكون حاسم عند استخدام القرار العقلي عكس العقل المغلق الذي يؤشر شخصا يعتقد انه يعرف كل شيء وهو في الحقيقة يؤشر شخصا(مدرب, أستاذ,شاعر, رئيس,كاتب,سياسي) ليس فقط عقلية قديمة بل شخص أصبح قديما فهل يحق لي أن أنادي بان يتريض المثقفون عندنا ليصبحوا عقول مفتوحة قادرة على التقويم والتحليل...تقويم وضعية الأمة.....ثم تحليل وضعية الأمة....ثم اتخاذ الفعل...فليست كل الأفكار التي تطرح خلال ألوف المنتديات والصحف ووسائل الإعلام صحيحة وليس من المعقول قبول تلك الأفكار على أساس انها جديدة وليس من المعقول رفض تلك الأفكار مرة واحدة ففي الحالتين يكون التعامل بمنطق العاطفة وهنا يجب ان نستخدم منطق الفكر العقلي قبل قبول أو رفض الفكرة أي استخدام نضام تحليلي لتقويم الفكرة كونها صحيحة آو لا ففي الرياضة أتبنى فلسفة تقول بان قبول أو رفض الآخر يجب أن لا يتم إلا بعد اعتبار حذر فهل لي الحق أن أنادي مثقفينا باستخدام الفكر العقلي؟لقد ولد كل واحد منا غنيا وكان من فضل الله علينا 18 مليون خلية دماغية(في دماغ كل إنسان منا) تنتظر منا أن نعطي كل واحدة منها اتجاه معين وان القصور الوحيد الذي تواجه تلك الخلايا الرائعة يكمن في خداع أنفسنا لها فعقولنا تصدق ما نقنع به أنفسنا فيكون السؤال لماذا لا نعيش خارج حدود أحلامنا ففي الرياضة نقول للرياضي تفوق على أحلامك لتصل لمرادك وهو نوع من التحفيز الداخلي المهم للوصول للانجاز العالي! أيحق لي أن أقول لمثقفينا تفوقوا على أحلامكم فما الذي يمنعنا من ذلك وعند البحث عن السبب الذي يجعل الناس لا يعيشون الحياة الحقيقية التي يرغبونها فالسبب أنهم لا يفكرون بما فيه الكفاية وبذلك فهم لا يركزون بما فيه الكفاية على ما يريدون ففي الرياضة نقول أن المفتاح الرئيسي للحصول على الذهب يكمن في توسيع قاعدة التفكير لمعرفة ما هو ممكن وما هو غير ممكن ونبدأ ببناء عقل الرياضي بأن الحصول على الذهب هو من الممكن وهنا نقطة التحول العظيمة لأنه عند هذه النقطة فقط نكون قد منحنا(18) مليون خلية عقلية الاتجاه الذي نريده فتبدأ هي في قيادتنا للهدف الذي نريده! أيحق لي أن أنادي على المثقفين توسيع قاعدة مفهومهم لما هو ممكن؟ ولكني أتوقع بعض الأسئلة في هذا الاتجاه وربما يطلب البعض أمثلة بسيطة لفهم تلك المصطلحات العقلية بطريقة ابسط فأقول!!!!!
في العمل الرياضي يركز العلم على إقصاء التفكير السلبي من عقولنا ودعم التفكير الايجابي فنتبع منهج راقي لتحقيق ذلك الانجاز يكمن في تحول أنفسنا لراصدين ومراقبين لأفكارنا فنكون مستمعين جيدين للأحاديث التي تدور مع أنفسنا وداخل عقولنا وعندما نرصد أي تفكير سلبي نبتلي خلاله بالحزن والإحباط نضعه في قائمة(التفكير السلبي) وعندما نرصد أي تفكير ايجابي يمنحنا الفرح والتفاؤل نضعه في قائمة(التفكير الايجابي)
وكمثال على التفكير السلبي (المرأة البدينة التي تفكر بأنها لن تجد من يحبها بسبب وزنها) فتكون اول خطوة في فلسفتي وقبل التفكير في برنامج إنقاص الوزن تحويل الفكرة السلبية في عقل تلك المرأة لفكرة ايجابية (هناك أشياء كثيرة جميلة فيك) بهذا الكلام وبطريقة التقرب العقلي هذه أقصينا فورا الفكرة السلبية عند السيدة البدينة واستبدلناها بفكرة ايجابية عند السيدة المحترمة وهناك فريق كبير بين مصطلح بدينة ومصطلح محترمة فهل يحق لي القول باستطاعة المثقفين استخدام ذلك التقرب العقلي المهم فبدلا من التفكير السلبي(بانني كاتب ومفكر عظيم ولا احتاج لغيري) أن نتحول للتفكير الايجابي(أنا كاتب ومفكر احتاج للآخرين لأكون عظيما) اليس من حقي أن أدعو المثقفين لاستخدام الأسلوب الرياضي لكتابة قائمة بمفردات التفكير السلبي لإقصائها وقائمة بمفردات التفكير الايجابي لدعمها وتقويتها؟إن تكرار تلك العملية العقلية وتنفيذ فعل او عمل ايجابي بعد تلك التحولات في القوائم سوف لن يشعرك بالفرح والراحة فقط بل سوف يساعدك على بناء سلوك جديد وستقوى عندك مناقشة نفسك التي ذكرتها سابقا!!وعند هذه النقطة أقول بان ممارسة الرياضة كالمشي على الشاطئ أو في الغابات او صيد السمك يساعد الإنسان كثيرا على إقصاء مفردات القائمة السيئة وان ركوب الدراجة الهوائية في الريف الهادئ او تناول وجبة عشاء على الحان موسيقية هادئة ستحول دكتاتورية الكلمة البغيضة الى ديمقراطية الكلمة الجميلة فلا جميل في الدكتاتورية وكل الجمال في الديمقراطية.أخيرا يمكن أن أقول بان اغلب مثقفينا غير سعداء وان سبب هذا الحزن انهم يتبعون دورة معاكسة للفكر العقلي فهم يشعرون...ثم يفعلون....ثم يفكرون بينما هم بحاجة لتسلسل عقلي منطقي.... يفكرون....ثم يفعلون....ثم يشعرون فهذا التسلسل العقلي الأخير يمنحنا الاستجابة لمتطلبات الحياة التي نريدها انها عملية عظيمة للتحول العقلي من سيطرة العواطف علينا الى سيطرتنا على العواطف ويخطئ من يقول أننا عاطفيون بل أننا مصابون بالشلل العاطفي وهو الإقصاء الكامل للتأمل الذي يفقدنا قيادة 18 مليون خلية دماغية وهبها الباري عز وجل بالمجان لكل فرد من أبناء هذه الأمة الكريمة والعظيمة واذكر بان الفقدان الكامل لحالة التأمل لمدة 10 أسابيع او أكثر يقود الى حالة اللا - توازن الكيميائي للدماغ فما بالنا واغلب مثقفينا فقدوا حالة التأمل من سنين عديدة.عندما نكون في عالم الفكر العقلي فإننا في الحقيقة في مكان ما من ذكرى الماضي ورؤيا المستقبل أي أننا في عالم(الفكر) و (الذاكرة) و (المثل) و (الرأي) و (الاعتقاد) و (المفهوم) ولسنا في عالم اللحظة الآنية والذي نواجهه اليوم ليس حقيقة وواقعية اللحظة الحالية فلنكتب ونناقش ونحن في عالم الفكر العقلي وليس في عالم اللحظة الحاضرة وهذا لا يلغي من المثقف ذاكرته عن الماضي ورؤيته عن المستقبل ففي الرياضة نقول بأننا لسنا انجاز اللحظة وعلى كل المثقفين ان لا يكونوا انجاز اللحظة الحاضرة وعندها سيحدث اكبر تغير في العالم حيث سيختفي الخوف ويختفي القلق وهما اكبر أعداء المثقفين والمبدعين!أخيرا فإني أنبه المثقفين بأننا في الرياضة نكن احترام عظيم للخصم لان الفوز على الخصم يبدأ من احترامه فليس من العيب التصرف باحترام تجاه الآخرين حتى المعارضين لنا بالفكر!! أفلا يحق لي ان ادعوا مثقفينا للممارسة الرياضة والتصرف بروح الرياضة والكتابة بقلم رياضي.