سميراميس

عبد الواحد محمد

كاتب وروائي وقاص

[email protected]

لا أعرف كيف يكون الحوار في جو يفترض فيه ترتيب الأدوار بحروف أبجدية أو الحان شكلية وغير ذلك من معوقات الفكر الإنساني المسترسل نحو أهداف أجتماعية وتاريخية وثقافية ذات طابع يغلب عليه التساؤل والخروج والدخول وفق حالة مزاجية وسيكلوجية تختلف من فرد إلي آخر حسب قدراته المعرفية وسرعة بديهته في الاسترسال من عدمه ؟

وهنا لايفرض حوار معين لدي في حواراتي المهنية ذات الطابع الثقافي مع النخب المثقفة وغير ذلك من أنماط البشر في رحلة الحياة لكون الحالة المزاجية عامل مساعد وهام في ترجمة زمن !ربما تكون في جو بهيج وتشعر في اعماقك البشرية من الوهلة الأولي بشئ مختلف وفق ثقافتك وقدرتك المعرفية بالتاريخ فتجد الحوار الذي جئت من أجله تحول إلي عزف مفتوح وسيطرت عليك مشاعر متناقضة لا يشعر بها غيرك وربما من يمرون بهذا الظرف من رحلة زمن ؟فلقد أستوقفتني أسطورة بابل سمير أميس وأنا في الفندق المسمي علي أسمها والمطل علي نهر النيل الخالد في عاصمة العرب القاهرة وكأنني علي موعد مع أسطورة بالفعل تحمل روح مشعة وبهيجة في تساؤلات ذات معاني وأطياف ليتحول الحوار مع صاحبة الوجه التاريخي إلي صداقة أصيلة عبقت في أعماقي شعور ثقافي أصيل وأنا استمع منها إلي صوت ملئ بالشجن وحب كل بشر الذين حرموا من نعمة الثقافة والعلم والسلام النفسي الذي يحرر الأهواء المريضة من لعبة كل السلاطين ؟لتمضي تحدثني في تسلسل غريب كأنها تعرفني من زمن تأتمني علي تاريخنا الحديث بأن أظل وفيا لروح عروبتنا مهما كانت فلسفة العولمة ومذاق التفاح المهجن بكل مبيدات مجهولة وغير مجهولة وهي تبتسم تداعبني في مودة صديق قديم ؟رغم الظرف الطارئ الذي جئت من أجله وفي جو باردا جدا وشتاء مطير ألا أنها سمير أميس صورة وجسد وعقل مشع بكل الفلسفات العربية وقريبة من كل الثقافات الأوربية بدأب تحسد عليه لكونها موسوعية لا تعرف أحقاد بشر ومتاهات عابثة ؟وأبتسمت لتسائلني في مفا جأة لم أكن أتوقعها من سمير أميس التي تسكن تاريخ وزمن غير زماننا ماذا تعرف عن شرم الشيخ مدينة السلام المصرية ؟

بصفتك مصري عربي ؟حدقت في عيونها الكحيلتين بعمق العاشق لتاريخ وزمن الحكمة والحكماء متمتما بصوت أقرب إلي صوفية أبن عربي فيلسوفنا الأندلسي الكبير تعم أعرفها ومن عجيب الصدف حقا أنني حقا زرتها الزيارة الأولي منذ اسبوع بالضبط في رحلة قدرية لم تكن مرتبة وفق الحروف الأبجدية والكراسي الموسيقية لأجدني وسط رفاق في مدينة أوربية تحمل نداء عربي ورسالة ذات خصوصية أهل الشرق الذين يجسدون ملمح من ملا محها اليومية رغما عن كل قاطني الفنادق الخمس نجوم لتتكلم عربي ؟؟؟نعم سيدتي زرتها واستمتعت بخليجها وشعابها المرجانية ومنتجعاتها الباريسية واغانيها الغربية بل ترددت علي صالات الديسكو لرؤية عالم شابي جدا مهوس بحركات وموسيقي صاخبة جدا وشرب تركت لدي انطباع نفسي في تساؤل خفي من نحن ؟!رغم أنني أشفقت علي الشباب العشريني من خطورة التقليد الأعمي ألا أنها تجربة زمن وعصر ؟ وشارع الشنزلزيه ( خليج نعمة ) بكل ما يبهرك فيه من فلسفات الكون ألا أنه تناغم غربي يصعب فيه الأستماع إلي كوكب الشرق أم كلثوم وناظم الغزالي وفيروز وسميرة توفيق وفهد بلان وغير ذلك من بوح لا يطربني مهما كانت أحضان الجبل تضمني في مسائية يوم طارئ ؟

آه أعلم أنك تسألين عن شئ آخر فمعذرة سمير أميس لقد أطلت في حديثي لكن أطمئني جدا فمازل السوق العربي القديم والعتيق يحمل وجهه المشرق فهو بحق بوابة مفتوحة لكل من يمتلك موهبة العزف علي العود العربي الأصيل ويستمتع براقص التنورة وشواء السمك المسكوف علي الفحم البغدادي ويقطن جبل اللوبيدة في عمان بالأردن ترنيمة عربية تحتضنك كما يحتضنك اليوم نهر النيل الخالد في قاهرة المعز لدين الله الفاطمي ؟عالم مختلف في شرم الشيخ من المتناقضات لكنها فلسفة زمن فيه رقص مفتوح من الجنسين فلقد شهدت في قاعة ألف ليلة وليلة علي أو توتو كما يناديه معجبيه من نساء الغرب توتو المبدع الذي يمتعهم بفاصل من رقص يتفوق به علي تحية كاريوكا وسامية جمال وربما بديعة مصابني فأذهلني رقصه بالفعل لكنني جزيت علي شفتي السفلي ياسيدتي غيظا لأن النساء تركوا مهنة الرقص للرجال ؟

نعم استمتعت بأجواء شرم الشيخ في منتجع الأقامة الباريسي بالجلوس علي البيسيه والنزول أليه في الظهيرة لتجديد جسدي وعقلي من أثار عملي المضني والذي يعتمد علي التفكير في زمن الأهواء والعلل وأيضا الأحلام التي لم نفقدها فزيارتك لنا ياسيدتي القدرية حلم جميل ومعها كل الأمنيات الطيبة بعالم فيه ثقافة الضاد تعزف أجمل الألحان مهما كانت كل التحديات ؟لتمنحني سمير أميس أبتسماتها قبل أن تغادر الديار متوجهة إلي طائرتها في تمام الساعة العاشرة والربع بتوقيت القاهرة علي أمل اللقاء قريبا ومعي حلم وتاريخ من حوار غير مرتب كسر كل أعراف الحروف الأبجدية ولعبة الكراسي الموسيقية.