لا وشرعية ولا وحيدة
لا وشرعية ولا وحيدة !
عبد الله خليل شبيب *
من أين جاءت أوحدية وشرعية المنظمة ؟! وأين ذهبت أموالها الطائلة ؟
نقولها – وقلناها مرارا - : المنظمة ليست ممثلا شرعيا ولا وحيدا للشعب الفلسطيني .. حتى تصحح أو ضاعها وينتخب مجلسها انتخابا حرا وصحيحا !:
وأين ذهبت أموال المنظمة الطائلة ؟؟!!
* منذ إنشاء (منظمة التحرير الفلسطينية ) و[ تكريسها بالإجماع النادر ] – المستغرب المشبوه - ! في إحدى مؤتمرات القمم العربية بالرباط سنة 1974.. [ كممثل شرعي ووحيد للفلسطينيين ].. وهم يضبعوننا بهذه [المقولة الباطلة ] !
.. ولطالما رفضنا أوحدية التمثيل للشعب الفلسطيني – منذ ذلك التاريخ – بل وقبله ..وكتبنا ذلك مرارا – إبراء لذمة الشعب الفلسطيني وحفاظا على حقوقه المشروعة - خشية من أن [يُحشر الممثل المزعوم ] – بوسيلة أو بأخرى في زاوية ما .. ويُجبر على التوقيع بالتنازل عن قضية فلسطين وحقوق شعبها .. كما بدا للعيان مؤخرا.. ومرارا ..- كما كنا نتوقع - !!
.. وقد كنت كتبت رباعية عن رفض تلك المقولة الخطيرة الباطلة – منذ أكثر من عشر سنوات – جاء فيها :
لـسـت شرعية ولست مـن كفاح زعمتمـوه شريفـا بعتِ دم الشهيـد بالحكم والما شعبنا الحر لا يطأطيء للضيـ | وحيدةيـا فـلـول القيادة ثـم خـنـتـم أيمانه وعهوده ل وقـد زاد"مـفتريكم"رصيدَه ـمِ ولا لـلقيـادة الموؤودة!! | المستفيدة
.. أما المشروعية أوالشرعية .. فلا ندري من أين أتت ؟!!
.. أنا أعرف عشرات الآلاف من الفلسطينيين – وأنا منهم وأعيش بينهم - ..ولا أعلم ولا يعلم غيري مطلقا بحالة انتخاب واحدة ..ولا نعرف واحدا من هذا الشعب انتخب أحدا يوما من الأيام لا للمنظمة ولا لغيرها !! .. فمن أين أتت مشروعية أو شرعية المنظمة ..والشرعية الحقيقية لا بد أن تكون نتيجة انتخاب .. كوضع حماس في غزة مثلا ..أو وضع عباس في فلسطين ..حتى 9/1/2009.. فقط !
.. لقد كان تشكيل ما يسمى بالمجلس الوطني الفلسطيني .. بشكل اعتباطي لعبت فيه الأهواء والفصائلية والدسائس والخواطر والتحزبات والعشائريات والترضيات ونحوها دورا كبيرا !
.. وهذاالمجلس – الذي مات أكثر أعضائه أو فقدوا الأهلية والقدرة على الحركة – ما زال مجمدا من سنوات .. لم يجتمع .. إلا [ ربع مرة ] حين جمع ياسر عرفات .. بعض أعضائه .. [ لكلينتون الرئيس الأمريكي الأسبق ] ليسوقهم لإلغاء جوهر ما كان سمي الميثاق الوطني الفلسطيني الذي وصفه بأنه [ كادوك = بالفرنسية أي عتيق تجاوزه الزمن ].. وليقلبه رأسا على عقب ..ويلغي المطالبة بتحرير فلسطين كلها من البحر إلى النهر ..- وهو أساس قيام المنظمة وجوهر ميثاقها ومحور كفاح الشعب الفلسطيني منذ كان ! وبذلك أصبح المطالبون بتحرير فلسطين كلها .. [ باصمين ] على تضييعها .. معترفين بدولة العدوان والاحتلال .. معطين لها الشرعية ..متنازلين عن ( فلسطين ال48) وحق العودة إرث الآباء والأجداد .. طمعا في أن يمنحهم كلينتون أو [ خلفاؤه وحلفاؤه ] دولة أو شبه دولة ..ولو [ خداج ]!!.. ولسان حالهم يقول كما قال المتنبي لكافور( وقد أبدلنا كلمة " دولة بدل ضيعة" لتناسب المقام ) حيث أن الدولة كلها ( مصر ) كان يحكمها العبد الأسود كافور الإخشيدي:
أبا الفضل هل في الكأس شيء أناله فإني أغني منذ حيـن وتشـربُ
إذا لم تُنَـطْ بي [ دولـة ] أو ولايـة فجودك يكفيني وفضلك يُكسِبُ!
.. وكافور هنا هو كلينتون ..وكل رئيس أمريكي أو يهودي ..وقد ضاعت جهود [الحالمين بالدولة ] هباء على أعتابهم .. كما ضاعت أحلام وأشعار المتنبي على أعتاب كافور ..ولكنه تمرد وهرب..وانتقم بشعره .. أما هؤلاء .. [ فلا حس ولا خبر ولا إحساس ولا كرامة ]
وقد قلت رباعية بهذه المناسبة – في حينها – حول الذين [ بصموا] على التنازل عن فلسطين التاريخية وتخلوا عن البندقية والكفاح المسلح إكراما لسيدهم وسيد سيدهم المجرم خادم الصهاينة [ كلينتون] ...نصها :
بـاعوا البلاد وقالوا مجلس سيقوا إلى العار في خزي وفي خطل يقودهم [ ضفدع الشؤم القبيح ] إلى فـلـعـنـة الله والتاريخ تصحبهم | وطني!وهـم خـليط من الأوباش كـمـا تـساق سوام البهم بالرسنِ! تـضييع كل تراث الدين والوطنِ!! فـي النار والقبر والتشييع والكفنِ! | والخون!
فقد أدمنوا ذل المطالبات والمفاوضات حتى سكروا ...ولم يثنهم تنكر العدو حتى لمباديء [مؤامرة أنا بوليس التخديرية] فلم يوقف الاستيطان ولم يخفف الحواجز ..ولم يزد إلا شراسة وعدوانية وتحديا واستهانة بهم ..! وأخيرا ..أمدهم [ الشيطان الأكبر مجلس الأمن ] بمزيد من قرارات التخدير .. ليظلوا يدورون سنوات أخرى – أو عشرات السنين..في دوامة مفرغة من المفاوضات الفارغة .... وحتى تسيطر [ إسرائيل الكبرى ] لاعلى ما يسمى [ الشرق الأوسط فحسب ] بل على معظم العالم العربي والإسلامي .. ويقيموا[ مملكة إسرائيل الكونية التي يرأسها ملك من نسل داوود ]!!
.. كما [ يحلمون ] في برتوكولات صهيون والتلمود..والتوراة!
.. ولذا يعدون أدوات دمار شامل ليواجهوا بها العالم كله ..ويبتزوه ..وإلا..!!
... بقي أن نتساءل ولا نمل حتى يعرف شعبناالحقيقة !!:
أين ذهبت ألأموال الطائلة التي تجمعت لمنظمة التحرير الفلسطينية من مصادر عديدة ..ومنها الخصم الإجباري الذي كان يفرض على الموظفين في كثير من الدول وخصوصا الخليجية .. ثم لما نكب مئات الألوف من الفلسطينيين في الكويت وفقدوا وظائفهم - وتشردوا إثر المواقف الخرقاء للمنظمة وقائدها .. وتشردوا وهم لا يملكون شيئا.. لم تتعرف المنظمة على احد منهم ..مع أنها كان يجب أن تصرف لهم معونات ومساعدات .. ككل جهة [ تجبي ] من مواطنيها ..فالغرم بالغنم !!
.. لكن اسأل اللصوص المحترفين..أين ذهبت أموال المنظمة ؟!
.. بعض الناس يعرفون بعضهم..ولا يعرفونهم كلهم .. ننتظر الإجابات الصريحة والواضحة من تلك المنظمة ..إن كان بقي فيها وفيهم شيء من الحياة والحياء!!!
.. وأخيرا نقول للسيد محمود عباس ..ولكل من مثله ..أنا وكثير غيري لم أعترف يوما بأن المنظمة تمثلني ..ولا يستبعد أن تكون حلقة من حلقات المؤامرة لتضييع القضية ..بالتنازل التدريجي عن الحقوق ..كما رأينا ونرى ..وإخماد كل مطالبة بها أومقاومة لنيلها أوالتمسك بها كحق العودة مثلا وغيره !
(فتح).. ؟! سرق مسؤولون منها ثلاثة أرباع أموالها!: مما يعطل عقد مؤتمرها السادس الذي لن يعقد أبدا لئلا يفتضح اللصوص ..وتضيع القيادة من يد الحرس القديم الذي انحرف بها كليا !:
والسرقات لا تزال مستمرة!:
*لقد تسابقت بعض المنظمات الفدائية وغيرها للسيطرة على منظمة التحرير .. بعد ترك أحمد الشقيري لرئاستها ..وفازت فتح بالسيطرة ..وأشركت معها – جزءيا ورمزيا بعض الآخرين .. لتسوقهم إلى النفق المظلم الذي انتهت إليه !.. واضطروا أن يوافقوا واستمرأوا الأمر والأخطاء وفلسفوها ..خشية انقطاع المخصصات التي كانت قد جبيت من عرق الشعب الفلسطيني ..ومن بعض أغنياء العالم العربي والإسلامي ..ومعظمهم من الإسلاميين الطيبين الذين أخذتهم الغيرة على فلسطين والأقصى.. وغلب عليهم حسن الظن بمن زعموا تمثيلها والعمل على تحريرها ! ..ولم يتنبهوا للألاعيب والخدع ..إلى أن وصل الأمر إلى ما وصل ..وكانت المنظمة قد أصبحت من [ أكبر الأثرياء ] ولها ممتلكات واستثمارات هائلة في مختلف أنحاء العالم .. وقد حصل سباق على تركتها .. ونهب من استطاع ما استطاع ..وسجلت المصالح بأسماء أشخاص ..وما أكثر الناهبين واللصوص !!..ولا حول ولا قوة إلا بالله ..والآن يعيش [ السائرون في ركب التسوية ] على حساب منح الأوروبيين والأمريكان وأتباعهم .. ! ولذا فهم لا يعصون لهم أمرا ولا يستطيعون..وإلا أصبحوا فجأة عاطلين عن العمل وبلا موارد ..وهم يطمعون في المزيد ..وإن كان كثير منهم كوّن ثروات طائلة من نهب [ المنح الأجنبية ] أوالفرص المتاحة [ كما كان دحلان ينهب من المعابر مثلا ]أو غيرها !!
ويصدق الأمر على [ حركة فتح ] العمود الفقري للمنظمة .. فلها أموال كذلك أمدها بها من أمد المنظمة .. بل وأكثر .. جرى التصرف فيها وتبديدها ونهبها !!
.. فإثر خلافات ومشاحنات بين القطبين الفتحاويين ( فاروق القدومي وحكم بلعاوي ) – بسبب تكليف لجنة قيادية بحصر أملاك فتح في الخارج- ..أكد مصدر قيادي فتحاوي كبير أن الغالبية العظمى من[ أملاك فتح] جرى بيعها من قِبل أشخاص كانت قد سُجِّلت بأسمائهم الخاصة !!!.. وذكر أن أملاك ( حركة فتح) كان بعضها يتمثل في أراض زراعية كبيرة في السودان والصومال وزيمبابوي ؛ وكذلك في كل من سوريا ولبنان،إضافة إلى نصيبها في شركات طيران إفريقية !
.. وذكر المصدرأن عددا كبيرا من هذه باعها أو سرِقها منتفعون تحت ذرائع واهية ..مؤكدا أن نسبة ما فُقد وسُرِق وبيع من هذه الأملاك يزيد على [ ثلاثة أرباعها ]!!!
.. وذلك من أهم الأسباب التي تحول دون عقد [ المؤتمرالسادس لحركة فتح ] الذي كان مقررا له أن يعقد في هذه الأيام .. ولكن بدا مستحيلا عقده إثر مثل تلك الخلافات وغيرها .. حيث أن الأكثرين مجمعون على أن عقده سيوسع شقة الخلاف بين الأطراف والأجنحة المختلفة ..وهي كثر ..في الوقت الذي تتوق فيه الأغلبية ( البريئة غالبا ) إلى تغيير القيادة الملوثة والحرس القديم ..وخصوصا الذين لوثوا سمعة الحركة ..وأسقطوا سلاحها ..وشلوها وحولوها إلى حركة عاجزة تقاوم المقاومة , بل وتحرس العدو ]بدلا من أن تكون في طليعة المقاومين! ..فإذا بأفضلها يكتفي بالكلام ..ويتنحى للعدو عن المكاسب الحقيقية .
.. حيث أكد المصدر القيادي المذكور [ استحالة عقد المؤتمر السادس للحركة ] مركزا أن أغلبية اللجنة المركزية ؛ وجميع أعضاء اللجنة التحضيرية لحركة فتح يسعون لإفشال عقد ذلك المؤتمر [ ربما لئلا تفتضح سرقات بعضهم لأموال الحركة ومقتنياتها .. وليظلوا متربعين على دفة القيادة ومكاسبها !]
.. وقد أكد مسؤول قيادي رفيع آخر في حركة فتح لصحيفة [ الحياة اللندنية في 13/12/2008 " أن المؤتمر السادس لحركة فتح والذي كان مقررا عقده خلال أسابيع أُرجيء إلى أجل غير مسمى بسبب مخاوف من أن تؤدي الخلافات بين الأجنحة إلى انشقاقات .." وأضاف المصدر :" إن عقد المؤتمر في موعده سيكون بمثابة [ تفجير للحركة ]!.. وإن من يفكر بأن مؤتمر الحركة سيعقد في ظلال الظروف الراهنة [ مجنون ].."!!
أليس من حق الفلسطينيين الذين وضع كثير منهم ثقته في فتح يوما كأمل للتحرير .. وكذلك كوادر فتح المخلصة .. أليس من حقهم أن يتساءلوا : كيف تسير أوضاع الحركة بدون مؤتمرات ولا اجتماعات ولا انتخابات ولا تجديد منذ سنين ولا ديمقراطية..ولا أمانة !! وأين أموال فتح والشعب الفلسطيني ؟.. ولماذاهي قوات الأمن الفلسطينية ..إذا لم تبادر بحماية مواطنيها من فتك وعدوان المستوطنين اليهود؟!
وسرقات أخرى حديثة : مسؤولون فتحاويون يسرقون مخصصات الأسرى !!:
..من ناحية ثانية اعتقلت الشرطة الفلسطينية في غزة عددا من المشتبه بهم- ومنهم قياديون ونشطاء في فتح - في فضيحة سرقة مخصصات كانت موجهة لأسرى فلسطينيين في [سجن نفحة الصحراوي ]..وأن تلك السرقات قد تمت بالتنسيق مع مسؤولين في وزارة الأسرى في رام الله !
..وقد كشفت تلك الجريمة بعد أن لجأ أحد أفراد العصابة للأمن في غزة لحمايته حيث هدده أحد قادة فتح – المشاركين في الاختلاس – بعد خلاف بينهما .. ووجدت الشرطة في بيته ( 80 ألف دلر)..واعترف بصرف مبالغ أخرى..وأنه كان يقوم بتسليم تلك المبالغ لأحد قادة فتح في غزة !
هذا وكانت صحيفة [ يديعوت أحرونوت ] الصهيونية أول من كشف تلك الواقعة ..حتى تحركت جهات مسؤولة في رام الله محاولة إلقاء المسؤولية على [ كبش فداء ] زاعمة أنه محتال ومزور ..إلخ وأن هناك عدة أشخاص كانوا يتقلون مبالغ وينقلونها لمسؤولين فتحاويين في غزة..وأن أحدهم قام بتزوير 15 حوالة وسرقة نحو مليون شيكل !
...وقد أثبت التحقيق ضلوع مسؤولين في رام الله وقياديين فتحاويين في غزة في عملية [ السرقة الرسمية ] دون وجود أدلة على وقوع تزوير !
وأخيرا – الوطن أعز من الجميع.. ومعذرة !
ملاحظة : كتب أصل هذا الكلام منذ شهور – قبل العاصفة الأخيرة حول قضية منظمة التحرير وخطاب عباس في القاهرة ..وما أثارته تصريحات مشعل وغيره ! وأُضيفت إليه بعض الإضافات .
* كاتب فلسطيني مستقل وشاعر - من أكناف بيت المقدس –
مدير تحرير مجلة أسبوعية قبل 40 عاما
من مؤسسي العمل الفدائي والناشطين في حق العودة.