حزب التحرير

حزب التحرير..

طلب النصرة والانتقال من الدعوة إلى الدولة

م. حسن الحسن

[email protected]

تأسس حزب التحرير في القدس عام 1953م -1372ه على يد الشيخ تقي الدين النبهاني، وقد عرف الحزب نفسه بأنه: "حزب سياسي مبدؤه الإسلام، يعمل بين الأمة ومعها لتتخذ الإسلام قضية لها، وليقودها لإعادة دولة الخلافة والحكم بما أنزل الله إلى الوجود"، ملخصا غايته في استئناف الحياة الإسلامية التي تعني عودة المسلمين للعيش عيشا إسلاميا، في مجتمع إسلامي، تكون وجهة النظر السائدة فيه خاضعة لميزان الحلال والحرام فحسب، في ظل الدولة الإسلامية التي تطب ق الإسلام، وتحمل رسالته إلى العالم بالدعوة والجهاد.

سقوط الخلافة واحتلال فلسطين

وعلى خلاف كثير من الأحزاب والجمعيات والحركات الأخرى التي نشأت كردة فعل للأحداث، واستمدت منهجها وغايتها من الواقع، جاءت نشأة حزب التحرير بعد دراسة متأنية ومستفيضة وعميقة لحال المسلمين وأمتهم بعيد سقوط فلسطين في يد اليهود، والإعلان عن إقامة دولتهم المزعومة فيها، فشملت تلك الدراسة حال الأمة وتاريخها القريب والبعيد، وخلصت الدراسة إلى أن هناك أسبابا كثيرة وراء ذلك الحدث، قريبة وبعيدة، أساسية وثانوية، فكان أهم سبب مهّد لتلك الكارثة هو إلغاء د ولة الخلافة التي احتضنت الأمة الإسلامية على مدار 13 قرنا، وإسقاطها عام 1924م في آخر معاقلها في تركيا؛ مما أدى إلى تفكك الأمة وتشرذمها، وإقامة كيانات مصطنعة هشة على أنقاض دولة الخلافة، حُكِمت من قبل أنظمة سياسية تلخصت مهمتها في محاربة الإسلام كنظام عيش للحياة، وتشويه صورة الإسلام السياسي فكريا وتاريخيا، والعمل الدءوب والحرص الشديد على إبعاده عن شئون الحكم والسياسة، إضافة إلى إبقاء هيمنة الدول الاستعمارية على الأمة، وتسخيرها وثرواتها ومقدراتها لخدمة مصالح تلك الدول.

ذهب حزب التحرير في دراسته تلك بعيدا في تاريخ الأمة للتعرف على الأسباب التي مكّنت عدوّها الكافر المستعمر من هدم دولة الخلافة، فوجد ذلك متمثلا في الهبوط الفكري الذي أصاب المسلمين نتيجة الغشاوات التي ألمّت بهم في فهم الإسلام جراء نقلهم الفلسفات الهندية والفارسية واليونانية ودمجها في الثقافة الإٍسلامية، على نحو شبيه بما تقوم به بعض الحركات والجهات الإسلامية اليوم من نقل ودمج الثقافة الديمقراطية الغربية في الإسلام ومحاولة التوفيق بينهما رغم التناقض البيّن بينهما، أضف إلى ذلك عدم تمييز المسلمين بين ما يصح وما لا يصح أخذه من الأمم الأخرى، ودس الحاقدين على الإسلام أفكارا وأحكاما دخيلة كثيرة لا تمت إليه بصلة، إلى جانب إهمال اللغة العربية تاريخيا في الوقت الذي تعتبر فيه الأداة الطبيعية لفهم الإسلام واستنباط الأحكام الشرعية اللازمة للوقائع والأحداث المستجدة من نصوص القرآن والسنة.

التأسيس فالصراع مع أنظمة الحكم

وبحسب كل من عاشر الشيخ تقي الدين النبهاني وحمل الدعوة معه، يتحدث هؤلاء عن الجهود المضنية التي بذلها لتحقيق ما أنشأ الحزب من أجله، إلا أنه لم يتمكن من إقامة الخلافة، رغم اقترابه من ذلك في عدد من محاولات طلب النصرة، لاسيما في العراق وسوريا والأردن، وقد تم اعتقاله مرات عدة وعذب في إحداها عذابا مهولا على يد النظام البعثي في العراق بداية السبعينيات. وافت المنية الشيخ تقي الدين النبهاني في بيروت عام 1977م، وتولى إثرها الشيخ عبد القديم زلوم إمارة الح زب إلى عام 2003م، وعقب استقالته من قيادة الحزب في ذاك العام قاد الحزبَ العالمُ الجليل عطا خليل أبو الرشتة بعد أن فاز بالانتخابات التي أجريت بهذا الشأن.

خاض الحزب منذ وقت مبكر صراعا فكريّا وسياسيّا مريرا مع أنظمة الحكم القائمة في الأماكن التي نشط فيها، ويرجع ذلك إلى اعتماد الحزب نظرة شرعية جذرية واضحة المعالم، تجعله لا يقبل الاعتراف بشرعية الأنظمة السياسية القائمة في العالم الإسلامي لمخالفتها للإسلام، ويرفض مهادنتها ومحاولات احتوائها له كما فعلت ولا تزال تفعل بكثير من الحركات والأحزاب الأخرى.. إضافة لذلك يرفض الحزب التدرج في تحقيق غايته لعدم جواز ذلك شرعا بحسب الأحكام الشرعية التي يتبناه ا، إضافة إلى أن التدرج يضع سقفا مسبقا يُحوّل عملية التغيير الجذري التي ينشدها الحزب إلى عملية ترقيع متواصلة تدور في أحضان السلطة القائمة ولصالحها، ولا طائل منها البتة سوى تحقيق بعض المكاسب الشخصية والحزبية المؤقتة، إضافة لما سبق اعتبر الحزب أن كل مفرزات الأنظمة القائمة في العالم الإسلامي باطلة من حيث الشكل والمضمون، ولهذا فإنه لا يجوز الانتماء إلى الجامعة العربية ولا منظمة المؤتمر الإسلامي، ويعدها عوامل إضافية لترسيخ التشرذم والانقسام في الأمة.. تلك التي يجب صياغتها بعيدا عن القبليات والقطريات والقوميات التي أجج الاستعمار الصراع فيما بينها للحيلولة دون وحدتها.

وقد أدت تصورات الحزب هذه واشتغاله على أساسها إلى اضطهاد أنظمة الحكم القائمة لشبابه بشكل قاسٍ، واتّباع سياسة التعتيم عليه، خاصة بعد أن أدركت تلك الأنظمة جدية الحزب في تحديه لها وعمله الدءوب لاستلام السلطة من خلال طلب النصرة، واتّساع دائرة عمله لتشمل معظم -إن لم يكن كل- بلدان العالم الإسلامي، بل والبلاد الغربية، ناهيك عن إدراك البعيد قبل القريب، والعدوّ قبل الصديق، القبول الواسع لفكرة دولة الخلافة، ونظر المسلمين لها على أنها طوق النجاة بعد انكشاف زيف كل الأنظمة، وافتضاح فساد كل ما عدا الإسلام من قيم وشعارات وفلسفات.

طلب النصرة

وكثيرا ما أثير الجدل حول طلب النصرة الذي ينتهجه حزب التحرير، والذي يهدف من خلاله الاتصال بالفئة الفاعلة في الأمة لاسيما الجيوش المسلمة لتحقيق هدفه المنشود بإقامة دولة الخلافة الإسلامية، إلا أن الحزب يعتمد هذا التوجه كخيار لا بديل عنه استنادا إلى رؤية شرعية وعملية في أن تتعاطى مع الواقع من خلال التأسي بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم في التغيير، إضافة إلى نظرة موضوعية للسياسة ومعطياتها وكيفية سيرها والعوامل التي تؤثر في تغيير مجريات الأحد ، وتغيير الواقع بمختلف أشكاله، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو الأخلاق أو التعليم، ونقله من حال إلى حال.

فالحزب يعتبر أن التغيير الذي بات أمره ملحا في العالم الإسلامي لا يمكن تحقيقه من غير كسب القوى الفاعلة فيه، تلك التي تمتلك زمام الأمور ولديها القدرة على التأثير فيما يجري من أحداث، وبما أن النظم السياسية التي تتحكم بمقدرات الأمة وإمكانياتها ميئوس منها لعمق الفساد الذي عشعش فيها (أشخاصا ومناهج)، فضلا عن ثبوت فشلها وتآمر القائمين عليها على الأمة مرارا، وارتكابهم بحقها الكثير من الجرائم جهارا نهارا، لهذا كان لابد بتقدير الحزب من كسب ولاء أهل القوة من أبناء الأمة الذين يسندون تلك الأنظمة، وتوجيههم للعمل لصالح الأمة لا لصالح الأنظمة الحاكمة الفاسدة، على اعتبار أن الوظيفة الأصلية المفترضة لتلك القوة، المتجسدة في الجيش والشرطة وأجهزة الأمن، هي حماية الأمة ودفع الأذى عنها، لا تسخير البلاد والعباد لصالح تلك الفئة الحاكمة البائسة.

من هنا كان طلب النصرة أحد أبرز المفاهيم في منهج حزب التحرير في التغيير، وطلب النصرة هذا حكمٌ شرعيٌ ملزمٌ بحسب ثقافة الحزب وفهمه للسيرة؛ إذ دأب الرسول صلى الله عليه وسلم على ممارسته 10 سنوات من مسيرة الدعوة لإقامة الدولة الإسلامية الأولى.. تم ذلك من خلال الاتصال المستمر بأصحاب القوة والمنعة من القبائل العربية المنتشرة في جزيرة العرب، ومن قبل، بقادة قريش في مكة.

ورغم إعراض الكثيرين من زعماء القبائل واشتراط البعض الآخر أمورا غير مقبولة، إلا أن النبي الكريم استمر في طلب النصرة دون أن تثني عزمه وأصحابه كل المعوقات التي واجهتهم في سبيل ذلك، إلى أن تمكن من كسب فاعلين في القرار السياسي والعسكري في مجتمع يثرب، التي أصبحت تعرف فيما بعد بالمدينة المنورة، مما مكنه من إقامة أول دولة للإسلام فيها.. تم هذا بعد أن بايعه هؤلاء النفر (وكانوا مجموعة مختارة ومؤثرة من الأوس والخزرج) على السمع والطاعة، فمنحوه السلطة، وتعهدوا له بحماية الدعوة، وكان ذلك انقلابا في المفاهيم القبلية السائدة التي لا ترضى بأن يتولّى أمر قوم أحد من خارجهم، مما يعد إيذانا بميلاد نظام سياسي جديد، كان الإسلام فحسب هوية الدولة والأمة والمجتمع فيه.

البدائل الفكرية

لم يقتصر عمل الحزب على طلب النصرة؛ حيث إن منهج الحزب يعتمد ثقافة شاملة ومفصلة منشورة في عشرات الكتب وآلاف النشرات التي تستعرض وتدحض المفاهيم والأنظمة الفكرية والسياسية الوضعية القائمة في العالم، ومن ثم تستعرض البدائل الشرعية التي أتى بها الإسلام، وتشرح نظرة الحزب تجاه القضايا المطروحة في الفكر والفقه والسياسة، وقد قام الحزب بنشر هذه الثقافة في المجتمع من خلال صراع فكريّ دءوب وصراع سياسيّ متواصل، على نحو منتظم من خلال حلقات ثقافية مركزة و  امة يزود فيها من يلتحق بالكتلة أو يناصرها بما يحتاجه ليخوض هو بدوره ميدان هذا الصراع الفكري والكفاح السياسي الذي تؤججه الأحداث الساخنة والمؤامرات المتعاقبة.

رغم هذا كله يبقى طرح الحزب لموضوع طلب النصرة حجر الزاوية في عمله لتحرير الأمة وإرادتها من قبضة عدوّها، وبعبارة أخرى هو الآلية العملية والطريقة الشرعية للانتقال بمشروع الحزب وغايته من مرحلة الدعوة إلى مرحلة التطبيق من خلال كيان الدولة وأجهزتها؛ اعتمادا على مقدرات الأمة الحقيقية.

ولأهمية هذا الموضوع في ثقافة الحزب وإصراره عليه فقد ثار سجالٌ حوله مع معترضين عليه من حيث كون الجيوش فاسدة وأنها مجرد أداة بيد الأنظمة القائمة، تستعملها لتكبيل الأمة والبطش بها، متجاهلين بذلك أن الحزب يخاطب الجيوش كما يخاطب الأمة وأنهم جزء لا يتجزّأ منها، وأنهم أولى بالإصلاح من غيرهم؛ لكونهم الجزء الأكثر حساسية وأهمية في الأمة.. يعمل الحزب على ذلك من خلال اتصاله بمن يتمكن الوصول إليه فيها وإعادة صياغة مفاهيمه بحسب الثقافة الإسلامية والأحك  م الشرعية المرتبطة بدوره كجندي وضابط مسئول عن حماية الأمة، لا عن حماية النظام السياسي التابع للقوى الاستعمارية الكبرى، التي شلت الأمة، ونهبت خيراتها وحالت دون نهضتها وتحرير مقدساتها.

الجيوش الإسلامية

فالحزب يعتبر تلك الجيوش مصدر القوة الفعلية في الأمة، إلا أنه تم تسخيرها ضدها بعد أن تم السيطرة عليها وتوظيفها بشكل مشوه؛ ما أدى إلى تنافر بينها وبين الجماهير الساحقة من الأمة، فتحولت عن وظيفتها الأصلية المناطة بها، وأصبحت مجرد مصدر آخر من مقدرات الأمة التي تهيمن عليها الأنظمة، كما تهيمن على الثروة ووسائل الإعلام والاقتصاد والخبراء، كل ذلك من أجل تأمين مصلحة الحاكم والقوى التي تقف وراءه، في الوقت الذي تعاني فيه الجماهير العريضة من الضيق والعنت، لهذا فإن الحزب لم يستعدِ يوما المؤسسات العسكرية ولم يدع إلى محاربتها كما قام البعض، بل بدلا من ذلك يحاول الحزب أن يكسبها لصالح الأمة وعقيدتها وحضارتها، كما يحاول استعادة ثرواتها وكافة مقدراتها الأخرى لاستعمالها في صالح الأمة.

فإلى جانب عمل الحزب المنتظم في بناء جسمه ونشر دعوته وتفاعله مع الأمة لنشر الوعي فيها على ما يحمل من مفاهيم وأفكار وأحكام الإسلام، فإنه يتقصد طلب النصرة ما أمكن في الأقطار الإسلامية التي تمتلك المؤهلات لتشكيل نقطة ارتكاز لإقامة دولة الخلافة الإسلامية في بلد أو أكثر ابتداء، ومن ثم يعمل على ضم باقي الأقطار الإسلامية لها، على اعتبار أنه لا يصح أن يكون للأمة أكثر من إمام أو رئيس أو خليفة في آن واحد؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما".

وقد أدت نظرة حزب التحرير الشاملة والجذرية في الفكر والفقه والسياسة إلى نأيه بنفسه عن تشكيل جمعيات خيرية أو ميليشيات مسلحة أو مؤسسات تقوم بأعمال جزئية ضمن الأنظمة القائمة، لاعتباره إياها بطبيعة الحال خاضعة لمعطيات الواقع القائم ولموازين القوى فيه؛ ما يعني افتقادها الإرادة السياسية الحرة، وبالتالي عجزها عن الخروج عن سقف الواقع، ذاك الذي ينبغي تغييره لا إقراره، وقد حذر الحزب مرارا من مغبة تحول تلك الجمعيات والجماعات إلى أدوات تستعمل في سياÙ ‚ المشاريع الدولية والإقليمية، وفي حال استعصاء هذه الجمعيات أو الجماعات على التطويع فإنه سرعان ما يتم تمزيقها أو شلها على طريق استئصالها.

الجهاد والواقع الحالي

أما فيما يخص جراح المسلمين النازفة في بلادهم المحتلة فإن حزب التحرير ما فتئ يذكر الأمة بضرورة التصدي لقوى الاحتلال الأجنبي، معتبرا أن الجهاد وحده هو سبيل تحرير أراضيها المغتصبة من قبل أعدائها، إلا أن الحزب كان دائما على وعي بأن أي تحرير حقيقي شامل لا يمكن أن يتم من خلال الواقع السياسي الحالي الممزق، البعيد عن الإسلام، والمرتبط بسياسات القوى الكبرى المعادية لها. فالحزب يعتبر أن معركة فلسطين والعراق والشيشان وغيرها هي معارك يجب استعمال مقدر  ت الأمة الحقيقية، من جيوش وثروات ومصادر طاقة وما إلى ذلك، لكسبها.

ورغم عدم توفر هذا في الواقع الحالي فإن الحزب يرى إيجابيات كبيرة في استمرار جهاد فئات معينة نذرت نفسها لاستنزاف القوى الاستعمارية؛ مما يبقي روح الجهاد حية في نفوس أبناء الأمة، ويفضح تقاعس الحكام وتواطؤهم، ويحفز المخلصين على العمل الجاد لتغييرهم.

لهذا كله، فإن حزب التحرير يعتبر أن مواجهة التحديات الجسيمة التي تواجهها الأمة، سواء فيما يتعلق بتحقيق وحدتها وتحرير مقدساتها، أو في سياق التنمية والبناء، وإصلاح التعليم، وتيسير شئون الناس الحياتية اليومية فيها بشكل سلس، يعتبر أن تحقيق كل هذا لا يمكن أن يتأتى من خلال الأعمال الفردية أو الدعوات الجزئية، أو من خلال تكثير الجمعيات الخيرية وغيرها، في ظل الواقع القائم، بل إن هذا الأمر ينبغي أن يكون من خلال استعادة المسلمين لسلطانهم المغتصب، وامتلاكهم لإرادتهم، وجعل رسالة الإسلام وحدها هي الرابطة بين شعوب الأ مة وأبنائها، وأن تكون دولة الخلافة الإسلامية الواحدة الموحدة للأمة، هي النموذج الشرعي والعملي الوحيد المؤهل لتحقيق ذلك.

وخلاصة القول هي أن حزب التحرير يرى أنه ما من سبيل للتخلص من الواقع المظلم القائم في العالم الإسلامي حاليا سوى بالنهضة الفكرية الشاملة على أساس الإٍسلام، وبالاعتماد على قوى الأمة الحقيقية فيها، وفي مقدمتها تلك الجيوش التي تتدرب على نفقة الأمة، وتتسلح بأموالها، وتعيش من خيراتها؛ ما يوجب عليها شرعا وعقلا أن تسهر على أمنها وأن تحميها، لا أن تكون أداة قمع بيد الحاكم يذل بها الأمة ويهينها، لهذا يضع حزب التحرير نصب عينيه ضرورة عبور الهوة بين الأم    وجيوشها بإعادة اللحمة بينهما من خلال صياغتها بحسب ما يقتضيه الانتماء للإسلام، هوية وثقافة وعقيدة، لإقامة حضارة الإسلام، ونشر رسالته من خلال دولة الخلافة الإسلامية.

باحث في جامعة لندن، ونائب ممثل حزب التحرير في بريطانيا.