غزة الجديدة: و"البلزاكيون" العرب الجدد

م. الطيب بيتي العلوي

غزة الجديدة: و"البلزاكيون" العرب الجدد

مقاربة أنثروبو-سياسية

م. الطيب بيتي العلوي

مغربي مقيم بفرنسا

باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس

[email protected]

"...ولقدتبين للبشرية، بدون أدنى وهم ،ذلك الوحش البشع الكامن في أعماق حضارتنا منذ الأسبوع الأول للحرب،...حيث أصبح واضحا مدى يسردك بلدان، والفتك بشعوب، ومسح حضارات،في ساعات قلائل....وكيف يتحول الانسان الى ذئب لأخيه الانسان..."... هكذا استهل روني كتابه "جرد للتاريخ"... وصف تاريخي  مفصل عن مأ0ساة الحرب العالمية الثانية..Bilan de l’histoire-René Grousset 

مقدمة تمهيدية

ان استقراء التاريخ قديمه وحديثه،يوضح بأن الانقلابات،والصراعات والأحداث، تحمل فى رحمها-الخير والشر-كتوأمين متناقضين،ديدنهما التدافع الطبيعى بينهما،ويتأرجح فيهماغلبة أحدهما،اما خيرا أوشرا...،فقد تكون ثورة جهال ودهماء،ومع ذلك قد تتكشف عن انتصار للمعاني الرفيعة ابتلاء وتجلية(فالصراع يكشف عن معادن الناس والأشياء) وقد تكون ثورة وانقلابا ومقاومة من أجل الحق،فيخرج الحق منها أبلجا وضاحا كالشمس في وضح النهار..

فما المقصود ب"البلزاكيين"العرب الجدد؟

هم باختصار،أولائك المثقفون المزيفون(من مفكرين وكتبة واعلاميين ومبدعين) الذين يتبنون ما يسمى ب"الفكرالجاهزPret-à penserمثل"اللباس الجاهزPrêt-à-porter،،..والفكرعندما يكون"جاهزا"لايغدو فكرا،وانما يصبح"موجة"أو"موضة"فكرية،...ويضحي ظاهرة اجتماعية، ...ظاهرة تقتل ملكات الابداع،و"تعتقل"الفكرالخلاق، فيتحول الى"سلعة السوق"...وبالتالي،فهو من أبشع أنواع التحايلات الفكرية،و"النصب"الثقافي والسياسي ،وأكثرها خبثا وتلفيقا…

ومن هذا المنظور،فاني لاأمل من تكرارمقولة الأنثروبولوجي الفرنسي الكبير"كريستيان موريل"Christian M AURELالذي ينطبق توصيفها بحذافيرهاعلى واقع بعض"النخبوية العربية"التي بدأيطلق عليها في (الأنثروبولجيا الثقافية) –احتقارا-ب"مجتمعات النفايات"...تلك النخب"الثالثية"المكملة للمشروع الغربي في بلدانها انجازا للحلم الجامع"للأخوة الانسانية"،حيث يكون الهدف ليس هو"الانتصارللانسانية"بل "الانتصارعلى الانسانية"كلها ،..فكتب"موريل"منبها الى خطورة"تلونات"و"تمظهرات" هذه النخب المزيفة،في كتابه المعروف"الغرابة الكولونيالية" "...يغير المرتزقة دوما الأسلحة، والتجار الأساليب،و"الأنبياء الجدد"(أي النخب المفكرة) الرسالة،ولكن الأخيلة  تظل كما هي...،مضيفا ...وان ما نشهده اليوم في عوالم الجنوب،هو :أن أروع ما حققه الاستعمار، هو مهزلة تصفية الاستعمار،...لقد انتقل البيض الى الكواليس، لكنهم لا يزالون مخرجي العرض المسرحي"

 ولقد ابتليت ساحة "العروض المسرحية الثقافوية" والسياسية والاعلامية في عالمنا العربي-–بعد محرقة غزة" برهوط من الكتبة والمثقفين والاعلاميين والسياسيين"العقلانيين"الجدد، تحركهم حوافزودوافع شتى،لا يعلمها الا الله، لعل من بينها:

-اما الرغبة في التشبه والتشبث"بالأسياد"،حتى ولوكانوا حثالة الصهاينة– كضريبة غالية  يؤدونها ثمنا لعبادة"شحنة المجد والشهرة"،وصنمية "النرجسة"المقيتة....،مبدأهؤلاء.."ومن يطلب ود الحسناء لم يغنها المهر"

-أو لربما بحكم ضروروات الحياة( وقبح الله المال فالناس،بطبعهم يميلون حيثما مال المال،..ولو رزق ابن آدم واديا من ذهب لطلب المزيد-كما ورد في الأثر النبوي الشريف)

 -أولأن كرههم"المرضي"لحضارتهم المتخلفة وشعوبها"،يجعلهم يمتثلون للقواعد المقررة التي يقعدها"المخرجين الحقيقيين "من وراء الكواليس،... وهنا تراهم  يتبارون في مجال الوقاحة والغلاظة والصفاقة والقماءة الى حد الشفقة لقول الشاعرفي امثالهم

اذا رزق الفتى وجها وقاحا....تقلب في الأمور كيف يشاء

فتراهم،عندئد، يندفعون الىالتقليد الكاريكاتوري الفج"للأسياد"،فيتحول، حينها، "بلزاكيوننا" تحت وطأة الانتشاء بنرجسيتهم  الى"شطار" أكثر"شطارة"من شخصيات"بلزاك"المسلية بعبثياتها في هذا الزمن"البلزاكي"الضنين.

الا ان"بلزاكيينا"..من صنف خاص ...،فهم أولئك"الشطارالفهلواتية"الذين يعرفون كل شئ، ويفهمون كل شيئ،... فهم "النبهاء الألمعيون"ولهم –سبحان الله-مواهب"لدنية"خارقة في التحليل والرؤى لنقد كل شئ،ولذا تراهم أصيبوا-مؤخرا- بطامة الكتابة رغم البرية،فتكاثروا وتناسخوا،واستنسخوا-بضم التاء–للغرابة-مثل الجراد والجرذان،-بعد محرقة غزة-التي تعتبر "تسونامي"عام 2009-مما يضخونه من وابل"الهسترة الكتابية"في حق اخوتهم وعشيرتهم من المناضلين والمقاومين والشهداء ،...

ف"بلزاكيوننا"،لمن لا يعرفهم بعد، ...هم تلك الجموع من النخب العربية المتفيشة،-ساسة ومثقفين -الذين يندرجون تحت فئات وشرائح"ثقافوية"و"سياسيوية"كان يطلق عليها"ماركس" ب"اللومبين"Lumping –كظاهرة اجتماعية مرضية"باثولوجية"ضد ثورات الشعوب، لدى تفسيره"للثورات المضادة"–وكان يحذرالثوريين منهم-...وهم نوع من" دهاة الحثالات الفكرية والثقافية والسياسية"المتسترة وراء التنظيرات البورجوازية "المناهضة" للشعبويات "والمضادة للتيارات التحررية الصادرة من القواعد الشعبية-كما شهده التاريخ المعاصرأثناء المقاومات الأوربية للنازية في الأربعينيات(1) وكما يحدث دائما في تاريخ الحروب والأزمات- تفرزهم المراحل الرئيسية الحاسمة في حياة الشعوب عند الصراعات، ...والصراعات -بطبعها-تفرزأناسها،كما أن الشدائد تكشف عن معادن رجالها ونسائها،وتظهرعما خفي وانستر، فتخرج لك الأسياد النحارير، كما تبدي لك الحثالة المناكير...،

فبلزاكيوننا" بهذا المعنى ...أخصام أمتهم، ...الجناة على قدسية قضاياها الكبرى،.لا يخجلون من التشفي بضحايا المحرقة ،مستغلين ظروفهم اللاانسانية، بالتشفي بمأساتهم بترديدلا جدوى المقاومة ،الى غيرذلك من البذاءات التي تنم عن الخسة والنذالة...

فالدماء لا تزال ندية، والأشلاء طرية،والدمارمروع ومفزع ،والمأساة مفجعة،والحصارما يزال مستمرا،والخيانات والمؤامرات ما تزال"تفبرك"،وتحاك سرا وعلانية–اقليميا ودوليا-،والاصرارعلى القضاء على أهل غزة ،                          أصبح أكثرشراسة ويقينية،-بما صبروا وقاوموا- وانتقام الأقربين والأبعدين، من الأعداء الداخليين والخارجيين أصبح من"البديهيات، والمسلمات الكبرى"...وما المحرقة الحالية الا جولة، ولكل جولة دولة، ولكل عدوصولة...ولكل صولة حد ونهاية..

مأساة هؤلاء" البلزاكيين"

ولقد استتغفل هؤلاء"البلزاكيون"..أنه ، قد تصرم -في مجالات علوم الأناسة –بما فيها العلوم الاجتماعية والسياسة-،عهد التخلف الفكري للريادات السياسية والمجاميع الثقافية،ولم تعد  العلوم الانسانية تدعي اليقينيات في الغرب –الا في اذهان بلزاكييننا-

فأمام تزأبق المعلومات وتراكمها،وتعاظم الأزمات البشرية وتغولها ...،سقطت علوم الاناسة في التيه والارباك والتعتيم والفوضى،ما بين كماشات "العقلانيات العلمية"و"الغايات التركيبية"،و"التبريرات الايديولجية"منذ ظهورما يسمي"بأطروحات الما بعد"ونظريات "البراغاديمات الجديدة " لمعرفة العالم الجديد ،بعد نهاية الحرب الباردة، وستتحول جذريا معظم المعطيات، لما يسمى"تسونامي غزة"....،وليتأمل ذلك جيدا بلزاكيوننا"بتمعن  وحصافة وروية، قبل المسارعة الى"التحبير"،وارتجال"التدبيج" الفارغين

فقد بدأت المراكز الجادة بالغرب تنشغل حاليا منذ"محرقة غزة"بتأثيرها على مجريات الأمورالمستقبلية ،على جميع الأصعدة ،وتأثيراتها حتى على الداخل الأوروبي(حيث شهدت العاصمة الفرنسية تظاهرة كبيرة لرجال التعليم من الابتدائي الى الجامعي –التي -لاعلاقة لها بالقضية الفلسطينية -،الا أن آلاف المتظاهرين كانوايلبسون الكوفية الفلسطينية ويرددون عبارة "كلنا  محاصرون مثل الغزاويين" فتأمل..)  مما دفع أحد "البلزاكيين "من الفلسطينيين المقيمين معي بباريس ،الى القول بخطورة"التأثير الحمساوي الارهابي"على الاعلام الغربي..فانظر !!!

  والذي لا يعلمه "بلزاكيوننا"...،بأن صورة ذلكم الكاتب المتأمل"الأرسطوطالي"قد انمحت في الغرب منذ ردح طويل من الزمن،كماهي الصورةعند مفكرينا وكتابنا ومبدعينا المشاهير،من المشتغلين والمتعيشين بتطوير"التفاكير الديماغوجية"البالية ،...

ولعل هؤلاء، لم يدركوا بعد،أنه اذا جازلنا،أن نعتد جملة من العلوم المضبوطة،مثل الكيمياء والبحوث الطبية والفيزياء والهندسة والرياضة وفنون التقنيات، في مستوى من العلمية محدود، فلا ندحة من الاقراروالاعتراف –في المقابل- ان التفكير في قضايا العلوم الانسانية ،وحصيلة كل المكتوبات السوسيولوجية،لهي فقط مجرد اجتهادات وفرضيات وأدبيات ،لا تعدوأن تكون مجرد معالم طريق،-وفي أحسن الافتراضات-،مجرد مشروعات فكرية -معلقة ليس الا-... في مجال بالغ التركيب، زئبقي المضمون، زخم التعقيد لا متناه الضفاف، رديف زئبقية ولا نهائية الموجود البشري،

تموذج لرد فعل"البلزاكيين"لنبل الرئيس أردغان؟؟

ومن شدة كلف هؤلاء"البلزاكيين" في الوجود، من خلال الثرثرة في الموبقات البشرية،اذا بأحد"كبارمهرجيهم"،يأول الموقف الجرئ والشجاع ،للرئيس التركي"أردوغان"أمام مجرم الحرب، صاحب جائزة نوبل للسلام  الممنوحة له من- عصابة"الأنوار الغربية"...بقلة الذوق والتحضر"،و"عدم احترام  الكبار والأسياد"عندما تحدى" الفارس التركي"كل شدادي آفاق "العولمة"ومحتاليها المجتمعين للتخطيط للمزيد من اللصوصية، والمؤامرات والسرقات –اقتصاديا- والبلطجات–عسكريا-وعلى ايصال سيطرة "المافويات الدولية"الى مالم تصل اليه الأيادي القذرة بعد في هذا الكون،الذي حولوه بقذارات مشاريعهم ،الىأتون بركاني، ومزبلة نتنة تنتظرأمرالساعةاما بالطوفان أونهاية النهايات

 ان شجاعة الرئيس التركي، وتعاليه ورفضه للاهانة، ومطالبته بالندية أمام هؤلاء "المحقرين المتغطرسين" لضربة قاصمة لظهورحكامنا الذين لا يفقهون من أصول الحكم سوى"النرجسة"واتقان وسائل" تكبيش"و"تضبيع"رعيتهم،والتفنن في التعلم والتدرب على أكثرالوسائل خبثا،في مجال"علوم السيطرة" بلا منازع على"تقنيات السيطرة على الجامهيرومحاصرتهم بالاستفادة من أعتىخبرات المعاهد سرية في الولايات الولايات المتحدة ومن عواصم غربية واسرائيل اضافة الى خبراتهم العتيدة في هذا المجال، بدعم من أولئك المتشرذمين من "المثقفين"...دراويش قدامى النضال"الورقي"المرتدين،...وعباد الاسترزاق الأذلين : الطوابير المتعاظمة من قزم الصحافيين، والقاصين، والنقدة ،والمتشاعرة...،لا سامهم الله والتاريخ ...ولا سامحهم الحق والرحمان

ولعلهم سيخرجون علينا غدا بالتحليلات"الغنوصية" للمخطط التركي السري" للعودة  الى"العثمنة الاستعمارية البغيظة" والخلافة الاسلامية المقيتة– على هدي "الاستعمار الصفوي المجوسي الفارسي القادم "كما كتب أحد "شطارهم المحللين"المعروفين، في احدى شطحاته "الزارية "،بدعوى أن الرئيس التركي لم يتحرك الا تلبية -لآخرنداءات السلاطين الأتراك المخلوعين"عبد الحميد" لاستعادة "الخلافة الاسلامية، واعادة "عثمنة"المنطقة ،وكأن ما تمارسه"الأنظمة السايسكوبية" منذ تفكك العثمانيين  في منطقة الشرق الاوسط  عين "الشطارة "، و"الفهلوة"، والكياسة، والمروءة،والفتوة، والنخوة العربية والاسلامية.

وماذا بعد؟؟؟

وبعيداعن كل هذه الاططخابات"الثقافوية"،و"السياسيوية"الفارغة، أقول...،

لقد أثبتث الحملة الهمجية  الصهيونية على غزة،مدى ما وصلت اليه الحضارة الغربية المعاصرة"العضوانية"من الأباطيل ،والأراجيف ،والزوروالبهتان،ومدى بطلان وعبثية كل"تنظيراتها"الفلسفية الفارغة على مدى قرون من الزمان، حيث استفاقت البشرية صبيحة محرقة غزة،على حقيقية فلسفية كونية واحدة : أن هناك ألوهية ولاهوت كوني واحد–ولا شئ سواه–ألاوهو"اسرئيل التلمودية" بتقاليدها( العبرانية المزيفة -الفوكلورية–المارراقبرية) التي هي فوق القوانين السماوية والأرضية،وأنها هي الفصل الفاصل الوحيد والأوحد في هذا الكون،الواقع بين أمبراطورية الش،وأمبراطورية الخير...،وأنهاالأمة "الأكثرتفضيلاعلىالعالمين"التي منحهم اياها الههم"ياهوه" Ahweh )2(.الاله البركاني الفض،العسكري-حسب  تراتيل مزاميرهم وأحبارهم) ومن حقهم–اذن- "كامبراطورية الخير"أن تسحق"امبراطرية الشر"من"الأغيار"،وأن تقصفهم بالقنابل،و تدكهم دكا الىأن تعيدهم الى العصر الحجري، والىقرون الأوابد

 نعم... ! اننا نعيش في الزمن الصعب الضنين، زمن "الألوهيات التطورية الجديدة" وصنمياتها المستحدثة ،حيث انقلبت المفاهيم، وسرت في عقليات البشرية ونفسياتها لوثة النسبية "السينيكية"الأمارة بالخلط والتخليط،والغلط والتغليط، باشاعة مفردات ومصطلحات تعني كل شيء ولا شيء في آن واحد، فأصبحت القزامة نخوة ومأثرة، والكرامة هفوة وجفوة،والعزة حطة وذلة،والشرف مهانة ونذالة،ومكارم الأخلاق بأجمعها حمق وبلادة، والتحايل والتمويه ذكاء وعبقرية،والشقشقة والتهتهة والفأفأفاة والعته في الكلام، فصاحة وذلاقة وكياسة،والمقاومة مغامرة ومقامرة وخيانة وبلادة، والبربرية والهمجية علووشموخ وثقافة وتفوق وحضارة وقوة..،وهكذا تحولت كل"غلاظات"الحمق البشري الى معلمة ومنقبة، و"البطلجية"والوحشية على العزل بطولة وفروسية، كما تفاخرت بها"رائدة الحداثة الغربية النموذجية" المتمثلة في الكيان الصهيوني على لسان وزيرة خارجيتها.. تلك"الأنثى الجديدة"...الأكثرأنموذجا "للأنوثة العصرية"... الأكثر"'ارتقاء"وانتقائية بمنظور"التطورية-الداروينية" :...الأنثى المهاجمة "البركانية ،الغضوبة ،المدمرة ،..انها باختصار"أنثى الهها ياهوه".."الأنثى المظفرة" بامتياز"لما بعد الحداثة" وكل الأطروحات الغربية "لمابعد"...التي تقشعر لهول عنف هذه "الأنثى الحداثية"الأبدان ،وترتعد لذكروحشيتها" الشيب والشباب والرضع والصبيان،كما روجت لذلك الأفلام الهوليودية، لميلاد"الاناث الجدد"لمل بعد المجتمع...المقاتلات  المصادمات المهاجمات"الذكوريات الأكثرذكورة من االذكور".. والعياذ بالله وتلك مشاريعم "الثقافية" للبشرية..فرحماك  يا رحمان..

 وأمام هذاالصمت الملغوزلعيارات الوزن الثقيل من"النخبوية"العالمية والمحلية،حيال هذه البربريات المتكررةعلى شعوبنا ،منذ الاسكندر الاكبرو قيصر روما والحروب الصلبية  وحملات نابليون واستعمار ما بعد  عصر الانواروحروب التحرير والعدوان الثلاثي وحري 67 و73 وحرب الخليج الأولي، وحرب لبنان ومحرقة غزة،من هذا الغرب المصادم المهاجم باسم"التحضر"وتحالف"السماء" والأرض، حتى في هذاالقرن الأكثراصطخابا بالثقافة الغربية الأكثر تنوعا وشمولا واتساعا في تاريخ البشرية،والأكثرتناقضا ولاعقلانية في نفس الوقت (رغم ادعائها بحصرية العقلانية دون سواها)،...فلايمكننا-والحالة هذه- الا أن نستمرفي الاعتقاد -يقينا -بأن"الأحكام في قضايا التاريخ الكبرى،يصدرها التاريخ وينفذها من خلال أجياله وأناسه،وهويقوم العوج ليرجع الأمورالىالجادة، ويعلو بأمم ويهبط بأخرى، ليعيد الموازين الى الاعتدال والتوازن.."

 وأن صفحات التاريخ تتكررأوتتغير،لأن غايته هي العدالة،وطريقه الاستقامة، وبهما يربط خالق الأكوان أكوانه حسب القانون القرآني ."...ان يمسسكم قرح...، فقد مس القوم  قرح مثله...،وتلك الأيام نداولها بين الناس...، وليعلم الله الذين آمنوا...، ويتخذ منكم شهداء...، والله لا يحب الظالمين..." ..آية 140 من سورة آل عمران

الاأن التاريخ قد يبطئ خطواته، لكنه لايتوقف،...مثل العدالة التي قد تكون عرجاء أو بتراء، ولكنها تصل يقينا،مهما استغرقت الخطوات من قرون...، وهي أمرمقضي حتما ..،

              

هوامش

(1) اندحرت  فرنسا عام 1940، وفرز هذا الانهزام عقدا نفسية لدى الكثيرين من الشعب الفرنسيي وخاصة لدى فئات كبيرة من المثقفين، حيث بدأ يومها الترويج "لتفوقية" الفكر الالماني  والعرق الجرماني على الفكر الفرنسيي والاعراق الفرنسية المتكونة من "الغال" والنورماند والبروتون والباسك فكان من نتيجة ذلك، تحول اكبر مارشال عسكري  الى مساندة النازية وهو المارشال "بيتان"  المؤسس لحكومة  فيشي العميلة

وكان من الصامتين الكبار ان تلك الفترة الفيلسوف الفرنسي رائد الوجودية "جان بول سارترورفيقته  سيمون دوبوفوار (واكبر المنتقدين لهما في موقفهما هذا  هو "ميشيل فوكو  وجاك دريدا،) ومن السياسيين الكبارمن المتخاذلين، " فرانسوا ميتيران"  الذي كان موظفا ساميا زمنها   لدى حكومة فيشي ، ثم تحول بقدرة قادر الى مؤيد للمقاومة في العام الأخير (1943 قبيل الانتصار،ولقد كان المحرض الاكبرعلى الهجوم على مصر عام 1956 عنما كان وزيرا للدفاعكما كان المحرض الاول للهجمة البريرة الامريكية جيث كان يحذر بزش الاب عند التقهقر  ...ومن جمله المشهورة في هذا الصدد"  ان الهجوم على العراق   ستكون حربي" لكي يفقه  عبارقة سياسيينا ومحللين من الذين ما يزالون يخططون  دائما بناء  على " المحتملة لفلان  او علان من الغرب"  فيككرون نفش الأخطاء القاتلة ثم يتحولون الى محملقين ومتفرجين على خيباتهم المتتالية

وفوفي عام 1944  انتصرت المقاومة وانكشف العطاء عن اولئك المثقفين  وذهبوا الى مزبلة التاريخ"

2-"ياهو Ahweh " يعزو"سيغموند فرويد"_رغم أصوله اليهودية- العنف الاسرائلي المتأصل فيهم الى ان "ياهو"  كان الها "بركانيا" غضوبا ميالا الى التدمير،وكانو حينها مقدمين على غزو غلسطين والفتك بسكانها الأصليين، للحلول محلهم، فكان أن صدفوا عن عباد اله موسى"آتون" الوديع(وقد كتبت الصحافة الاسرائلية وكل مفكري الصهيونية في الغرب بعد حرب حزيران67 عن  انتصار"ياهو"العسكري الاسرائلي العنيف العنيد المقدام والمحارب" على آمون"الوديع المسالم والخنوع"حيث وصف فرويد بان "سلبية " آتون" الاله المصري –اله موسى-  تكمن في أنه يتصف كما يتصف صاحبها أخناتون بالوداعة والرقة وايثار السلام والتبشير بالمحبة بين الشعوب ،ولا سيما أن ظهور آمون جاء في عصر اتسم باستقرارأوضاع الأمبراطورية المصرية، وعدم الحاجة الى الروح العسكرية والروح القتالية التي هي من طبيعة اله اليهود "ياهو".