ضجة صاروخ فضاء إيراني

ضجة صاروخ فضاء إيراني

وهدوء ترسانة عسكرية إسرائيلية

محمد عثمان - قطاع غزة

[email protected]

شتان بين الحالتين و في طريقة التعامل العالمية والأمريكية مع كلا الطرفين , فإذا ما كان الحديث بطريقة حيادية دون التطرق إلى أي خلافات مع أي طرف كان , وليس دفاعا عن ايران فاننا نتفق معها في اشياء ونختلف بأخرى , فقد نجد طريقة التعامل مع هذا الملف أي الملف النووي وتناوله بالسير على المنهاج المعروف في التعامل بمكيالين وبالأخص من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بالموضوعات التي تخص دولة الاحتلال الإسرائيلي  والتي تعمل من خلالها على التغاضي عن ترسانتها العسكرية والنووية والتي استخدمت في حربها الأخيرة على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة أجزاءا تعتبر بسيطة من حيث التطور التكنولوجي كالفسفور الأبيض الممنوع من الاستخدام في كل الحروب ولكنها كبيرة من حيث حجم الدمار والخسائر البشرية التي تخلفها , ناهيك عن مئات الرؤوس النووية التي تمتلكها .

 ملف إيران النووي أثار ضجة لا أول لها ولا آخر , ملفا بدائيا من حيث التطور ولا يتعدى الواحد في المائة من تطور الترسانة العسكرية الإسرائيلية , بغض النظر عما إذا كانت الغاية من برنامج إيران النووي استخدامه سلميا أو حربيا فان هذا لا يعطي  الدول الكبرى مبررا وذريعة في أن تقوم بتجاهل ترسانة دولة الاحتلال النووية.

 قبل عدة أيام قامت إيران بإطلاق مركبة فضاء بصاروخ إيراني الصنع , مما أثار حفيظة وتخوف الأمريكيين والأوروبيين وحتى الإسرائيليين من هذا التقدم في مجال الفضاء  رغم إعلانها أن هذا يأتي في سياق الأبحاث العلمية وفي مواجهة أيضا مركبات التجسس عليها أي إيران التي أطلقتها قبل ذلك دولة الاحتلال الإسرائيلي , فهل سيبقى التعامل بمكيالين هو السائد في هذا الملف؟

 المجتمع الدولي يطالب بأن تكون منطقة الشرق الأوسط  منطقة خالية من الأسلحة المحظورة وعلى رأسها النووية , أليست دولة الاحتلال الإسرائيلي تقع في قلب الشرق الأوسط؟ , الجواب نعم ولكنها من وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية فوق القانون ويحق لها امتلاك كل أنواع الأسلحة للدفاع عن نفسها!! ولا يجب أن يتم التعامل معها كباقي دول الشرق الأوسط أو حتى مثل كوريا الشمالية لسبب ما فقد يكون مصالح مشتركة أو حتى ضغوط من اللوبي الصهيوني.

 يوجد بعض المؤشرات والتي تقول أن الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الجديد باراك اوباما  لن تكون كإدارة بوش من حيث  انحيازها الأعمى لدولة الاحتلال الإسرائيلي وهذا ما دعا الإسرائيليين إلى التخوف من الإدارة الجديدة من حيث فرض بعض الحلول عليهم لم يكونوا موافقين عليها  من ذي قبل بخصوص العملية السلمية مع الفلسطينيين , ولكن أحدث المؤشرات أيضا تقول أن الإدارة الأمريكية الجديدة رغم إعلانها عن أنها سوف تخوض في محادثات مباشرة مع إيران إلا أنها لن تغير بشكل كبير وجدي موقفها من الملف النووي الإيراني وأيضا لن تحاول الخوض والمغامرة في الملف النووي الإسرائيلي لأسباب كنت قد ذكرتها سابقا ....

 وباختصار الحديث يكفي الإشارة  والقول هنا إلى تلك الضجة والجلبة التي صاحبت إعلان إيران في السابق عن بدئها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية , و أيضا بعد إعلانها قبل عدة أيام إطلاق مركبة فضاء على صاروخ إيرانية الصنع , وتعامي كل تلك القوى عن امتلاك دولة الاحتلال الإسرائيلي مئات الرؤوس النووية وإطلاقها أيضا عددا من مركبات الفضاء التي تعمل على التجسس على دول المنطقة وخاصة على إيران...أليس من الأولى ملاحقة دولة الاحتلال الإسرائيلي ومتابعة ملفها النووي؟ , وهل يحق لها وهي الدخيلة والمصطنعة على المنطقة امتلاك ما لايحق لدول أخرى وجودها شرع من امتلاكه؟