من أشعل فتيل الحرب على غزة؟

من أشعل فتيل الحرب على غزة؟

عادل العابر - الأحواز المحتلة

[email protected]

تجاوز عدد الشهداء في غزة " الجريحة " الألف والجرحى وصلوا إلى عتبات الخمسة آلاف ولا من ناصر ينصر أهلها وكأنها العربية الوحيدة في عالم الكون وبقية ساكني الكرة الأرضية هم عجم مجردون من الضمائر متآمرون على إبادة شعبها!

تتظاهر الشعوب العربية في الأقطار " المشتتة " منددة بالعدوان الإسرائيلي على إخوتهم العرب لكن الحكام صم لا يسمعون تنديد شعوبهم ولا صرخات الأمهات الغزاويات ولا فزع أطفالهن!

ونحن لا نريد منهم أن يشنوا حرباً ضد إسرائيل ليمحوها من خارطة العالم كما إدعى الخميني وزمرته، لأنهم وبكل صراحة ليسوا قادرين على أن يواجهوا إسرائيل بعد أن أصبحت كياناً يملك قنابل ذرية، بل ما نريده من الحكام العرب " إن كانوا لا يخافون على كراسيهم وحياتهم المرفهة " أن يقفوا وقفة شجاع عاقل وليس متهوراً أمام إسرائيل، ذلك كي يحظوا ببعض الإحترام من شعوبهم التي خضعت لحكمهم لا طوعاً بل بحد سيف السجن والتعذيب، أي بعبارة صريحة بالديكتاتورية لا بالديمقراطية.

  بكى الخامنائي أمام شاشات التلفزة على أطفال غزة وهجم الساسة الإيرانيون على إسرائيل هجوماً شفهياً لا يغني من جوع ولا يروي من ظمأ كعادتهم، ولو كانوا صادقين بالنسبة لحليفهم حماس، لأطلقوا صاروخاً واحداً تجاه إسرائيل. ألم يقولوا منذ أن تربعوا على عرش الحكم أن إسرائيل يجب أن تمحى من خارطة العالم؟!

هذه فرصتهم إذن، فليهجموا عليها بالصواريخ التي كانوا قد إدعوا أنها موجهة نحو تل أبيب!  

أم إنهم يكتفون بمحيها بممحاة مدرسية من خارطاتهم التي يطبعونها في طهران؟!

  إخوتي في فلسطين وفي العالم العربي أجمعه، لو كان الخامنائي صادقاً ببكائه على أطفال غزة، لما أصدرت محاكمه حكم الإعدام شنقاً بحق العشرات من أبناء الأحواز العرب، جرمهم أنهم طالبوه بحقوقهم التي نصت الأديان السماوية بحقانيتها.

ولماذا لم يبك على الأيتام الذين عدم أبائهم أو سجنهم في سجون تبعد عن أهليهم آلاف الكيلو مترات.

  والحرب على غزة، من الذي أشعل فتيلها؟

هناك إحتمال قد يتبين في المستقبل أنه كان حقيقة، وأنه:

قد يخطر ببال العرب أن يتحدوا يوماً ما فيصبحوا أمة واحدة "وهذه أمنية جميع الشعوب العربية" يومئذ لا معنى لتجاوزات إسرائيل ولا لتدخلات إيران ولا لمخططات أميركا في أمة متحدة قوية.

وخوفاً من تحقيق هذا "الحلم العربي" إتفقت أميركا وإيران وإسرائيل أن تضرب الأخيرة غزة، فتظهر إيران على شاشات التلفزة تدافع عن الفلسطينيين ويبكي قادتها على أطفال غزة ذلك ليكبر شأنها عند الشعوب العربية التي اكتفى رؤساءها بالدعوة لإنهاء الحرب ولم يضحوا بعلاقاتهم العربية الإسرائيلية، وبعدها سينفتح المجال لإيران أن تؤسس مكاتب ثقافية وحسينيات ومساجد في الأقطار العربية كما فعلت في سوريا وجنوب لبنان والعراق واليمن وستجذب الشباب العربي لتجنده ضد أي محاولة تتنافي ومصالح إميركا وإسرائيل وإيران.

  وإلا من الذي يصدق أن حماس هددت أمن إسرائيل بإرهابها فهجمت الثانية على غزة؟!

حماس التي أطلقت عشرات الصواريخ محلية الصنع منذ إندلاع الحرب على إسرائيل ولم تقتل حتى قطة إسرائيلية! هل بإستطاعتها أن ترهب إسرائيل؟!

إذن هذه ليست حجة ليقتل الصهاينة أطفال ونساء وشيوخ غزة، بل الحرب خطة لا يرى سبب إندلاعها إلا الذين يعلمون بالروابط الديبلوماسية الخفية بين إيران وإسرائيل من جهة وبين إيران وأميركا من جهة أخرى.

وسوف يعرف المتحالفون مع إيران سيماها الحقيقي بالنسبة للعرب في المستقبل ونرجوا أن لا يكون بعد فوات الأوان.