ابن الرومي

ابن الرومي

الرسام الكاريكاتيري الرائع

د.عثمان قدري مكانسي

[email protected]

قرأت للشاعر العباسي ابن الرومي وصفاً كاريكاتيرياً للأنف مرات عديدة منها

1- حـملتَ ااأنفاً يراه الناس كلهم
لو  شئتَ كسباً به صادفتَ iiمكتسَباً


مـن  ألـف ميل عياناً لا iiبمقياس
أو انتصاراً مضى كالسيف والفاس

فكان تصويره للأنف رائعاً ، وجعل له فائدتين ، فمنظره الغريب يجلب له مالاً إن أظهره للناس ، وهو سيف يقاتل به .

2- لك أنف بل أنوفُ
أنت في القدس iiتصلي


أنِـفَـتْ منه iiالأنوفُ
وهـو بالبيت iiيطوفُ

فأشكل عليه ، هل لهذا الرجل أنف كبير أم إنها أنوف مجتمعة؟! ولأن أنفه كبير وهو أمامه وصل قبله إلى البيت الحرام في مكة ، بينما يقف الرجل مصلياً في القدس الشريف . وتصور المسافة بين القدس ومكة ألفاً وثمان مئة كيلومتر .

3- يقتر عيسى على نفسه
فـلـو  يـستطيع iiلتقتيره


ولـيـس بـباق ولا iiخالدِ
تـنـفّس  من منخر iiواحدِ

وتصور معي بخل عيسى هذا حتى تراه يستنشق الهواء من ثقب واحد من أنفه ، ليوفر على نفسه استعمال المنخر الثاني ... قمة في السخرية والهزء من بخله الشديد.

4- أنفك يا عمرو فيه طول
والـكـلب واف وفيك غدر
مـسـتـفـعل فاعل iiفعولُ
بـيـت  كمعناك ليس iiفيـ




وفـي أنوف الكلاب طول iiُ
فـفـيـك  عن قدره سفولُ
مـسـتـفـعل فاعل iiفعولُ
مـعـنى  سوى أنه iiفضولُ

فشبهه - في البيت الأول - بالكلب ، ثم جعله - في البيت الثاني أحط - من الكلب لأن الكلب وفيّ والمهجوّ غدّار . وفي البيت الثالث ذكر التفعيلات ليدلل في البيت الرابع أن المهجو فارغ المعنى لا قيمة له كالبيت الثالث تماماً .
إن ابن الرومي من أقدم الشعراء الساخرين الهاجين والرسامين الكاريكاتريين الذين لم يجد الزمان بمثله إلا قليلاً.