مُنطلقاتُ الحِوارِ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

في عام 1992م تمَّ لقاءٌ بينَ وَفدٍ مسلمٍ وآخرَ كاثوليكيِّ في حاضرةِ الفاتيكان روما،وبحُضورِ بابا الفاتيكانِ الأسبقِ يُوحنَّا بُولُس الثاني..وأسفرَ اللقاءُ عنْ وَثِيقَةٍ للحِوارِ وقعّهَا الجانبان ومما جاء فيها:

الحِوارُ هو حوارُ أتبَاعِ أديانٍ..لا حوارُ أديانٍ.الديِّنُ يُعّرضُ ..ولا يُفرضُ.الاختلافُ القائمُ بينَ الجانبين هو اختلافُ أتباعٍ لا اختلافُ أنبياءٍ فالأنبياءُ عليهمُ الصلاة والسلامُ يَصدرون عنْ نُورِ اللهِ وهديِّهِ.الحقيقةُ الربانيِّةُ واحدةٌ مطلقة لا تتعددُ ..أما المتعدد فهمَ البشرِ لها.تعددُ الأديانِ..هو نتيجة لتعدد الاعتقادٍ..ولتعدد فهمٍ الحقيقةِ الربانيَّةِ الثابتة المُطلقةِ الواحدةِ الخالدةِ.دينُ اللهِ واحدٌ بشرائِعَ مُتَعدِدَةٍ..بشّر به الأنبياءُ والرسل عليهم السلام مع تعاقبِ الزمانِ وتنّوعِ المكانِ.الاعترافُ القائم بينَ الجانبينِ..هو اعترافُ وجودٍ لا اعترافُ اعتقادٍ.العبادةُ نوعان:عبادةٌ روحيةٌ..وعبادةٌ عمرانيةٌ. التلازمُ والتكاملُ بين العبادةِ الروحيِّةِ والعبادة العمرانيِّةِ هو الطاعةُ الكاملةُ الراشدة للهِ تعالى.فصلُ العبادةِ الروحيِّةِ عن العبادةِ العمرانيِّةِ أو تعطيل أحدهما لصالح الأخرى ..منْ أخطرِ أسبابِ غياب الأمن والتخلفِ الحضاريِّ.10. العملُ معاً والتنافس لترشيدِ المسيرةِ البشريّةِ لتكونَ:مسيرةَ عدلٍ وأمنٍ وسلامٍ..تُعزُّ بها قُدسيِّةُ حياةِ الإنّسَانِ وكرامتُهُ وحُريَّتُهُ ومصالحه..وتُصانُ بها سَلامَةُ البيئَةِ بشقيها المادي والمعنوي..ويتحققُ على أساس منها تعايشٌ عادل آمنٌ بينَ الأفراد والمُجتمَعاتِ.

وسوم: العدد 773