أيها العالم السادي! ليس السوريون مازوشيين!؟
أيها العالم السادي!
ليس السوريون مازوشيين!؟
يحيى بشير حاج يحيى
السادية والمازوشية صورتان من صور الاضطراب النفسي !؟
ففي السادية يتجسد التلذذ بتعذيب الآخرين !؟
وفي المازوشية يكون التلذذ بالألم الواقع على الشخص نفسه ، وبالاضطهاد عامة !؟
أما العالم الذي يتفرج على عذابات السوريين منذ أكثر من أربع سنوات ، فهو سادي بامتياز ! بل ويساعد في إيقاع الألم عليهم !؟ بل وفي أبناء جلدتنا من تكمن السادية في أعماقه ! وهو وإن كان لم تظهر عليه من قبل ؛ فلأ نه لم ير أحداً يمارسها عليه ، ولكن لما هُجّر السوريون من بلادهم ، وصاروا كالأيتام على مأدبة اللئام وجد ضالته فيهم ( وظُلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً - على النفس مِن وقْع الحسام المهنّد ِ)
وأما السوريون فما كانوا ، ولن يكونوا مازوشيين ، ولا رضوا يوماً بالاضطهاد لالأ نفسهم ، ولا لغيرهم !؟ وهم يقرؤون في كتاب ربهم : ولله العزّةُ ولرسوله وللمؤمنين ! وفي تحذير نبيهم صلى الله عليه وسلم ، بأن مٓن أعطى الذلة من نفسه فليس منه ! وفي كلام الخليفة الراشد ابن الخطاب رضي الله عنه : إني ليعجبني في الرجل إذا سيم خُطّة خٓسف أن يقول بملء فيه : لا !؟
أيها الساديون من الباطنيين الطائفيين المجرمين ، وياأبناء جلدتنا ممن قدّر الله أن يضطر أهلنا للجوء إلى بلادهم ، وياأيها العالم الأعمى الأصم الأبكم ! إنّ مايلاقيه السوريون من الآلام والعذابات !؟ لن يجعلهم ساديين في المستقبل ، ولن يرضوا لأحد أن يكون مازوشياً ، وهم قادرون على تحريره من اضطرابه !؟
لأن مافي نفوسهم من إيمان ، ومافي ذاكرتهم من إرث حضاري ، وما في الرسالة التي يحملونها للعالمين ! يمنعهم من ذلك !؟ ويتناقض مع دعوة نبيهم : الراحمون يرحمهم الرحمن ! ارحموا مٓن في الأرض يرحمكم مٓن في السماء !!