مغالطة
مصطفى العلي
[email protected]
مقارنة خاطئة تنعقد في أذهان الكثيرين فور صدمتهم بموقف سلبي أو
انتهازية أو "بلهموطية" يمارسها فلان أو علان ممن يتزيون بزي الثورة أو يرفعون
شعاراتها فتقفز إلى لسان نفسه عبارات المقارنة فيقول "أسوأمن أيام النظام"...
والمغالطة هنا تكمن في اعتبار من يقوم بهذا العمل بديلا لنظام بشار مهما كانت مساحة
اللافتة التي يرفعها كبيرة والشعارات التي يطلقها جذابة ومثيرة ..! والصواب أن أحدا
من هؤلاء لا يمكن أن يكون بديلا عن النظام البائد بإذن الله لأن من يقوم بذلك هو
الآخر امتداد له بشكل أو بآخرإن لم يكن بشخصه فبسلوكه الذي رأى في انفراط عقد
السلطة وغياب المراقبة فرصة العمر ليشبع شهوته في التحكم برقاب عباد الله كانت
مكبوتة لديه قبل الثورة لا ستحواز نظراء له في الجشع على كامل المساحة المتاحة
للركوب على صهوة التسلط
هي مرحلة مؤقتة لا قانون فيها إلا قانون الأمزجة والمصالح
الشخصية الضيقة لا بد من المرور بها قبل الإنتقال إلى فسحة الحرية المحصّنة ضد تسلق
المتسلقين وانتهازية الانتهازين والوصوليين الذين لا ترتاح نفوسهم إلا بتخطي الرقاب
ولا تقر بلابلهم إلا في ظل شريعة الغاب ....
على الأغلب إن دور أمثال هؤلاء سينتهي بانتهاء الحلقة الأخيرة
من مسلسل الثورة ....لأن مطبات الطريق الموصل إلى الحرية ستوقظ الجميع ولن تترك
أحدا على متن المركبة مغمض العينين وبالتالي فلن يتبقى أمام المتسللين أي فرصة
للخداع والمراوغة بعد اليوم ......