تَعالوا لِنُغلَب مَعاً

د. حامد بن أحمد الرفاعي

انطلاقاً مِنْ حُسنِ النيِّةِ..وإيماناً بأنَّ ليسَ هناك أحدٌ متهمٌ بإخلاصِه وحُبّهِ لِوَطَنِهِ لقوله تعالى:"وَلَوْ أَنّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوَاْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ مّا فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِيلٌ مّنْهُمْ"ولقوله تعالى:"قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا"وحرصاً مِنًّا على وحدةِ المجتمعِ وأمنهِ وسيادةِ الوطنِ وعزتِه..نقولُ:تَعالوا لِنُغلَبَ معاَ لينتصرَ الوطنُ لقوله تعالى:"وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ"فانتصارُ الوطنِ انتصارُ لنا جميعِاً..الوطنُ هو المِعْصَمُ الذي يَجمَعُنا لقوله تعالى:"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"فإذا شُلَّ المعصمُ شُلَّت حَرَكتُنا وماتتَ قُدْراتُنا..وبالوطنِ نَكونُ..وبسيادتِه نَقْوى..وباستِقرارِه نأمنُ..وفي ظِلالِ عِزَّتِه كُلٌ مِنَّا يُنْتجُ ويبدعُ.. فتَعالوا لِنُحررَ إرادةَ  أنفسنا وشعبِنا وأجيالِنا..ونَفُكَّ قُيودَ أدائِنا وفعالياتِنا..ونُطلِقُ عَنانَ قُدراتِنا ومهاراتنا..لِنَبني الوطنَ معاً..ولِنؤّهلَ أنفُسَنا بكل ما يعيننا لِنُقلِعَ معاً من ساحة الركود والعبث والحماقات والتخلفِ..ولنحلِّق معاً في آفاقِ التَقدُّمِ والارتقاءِ والإبداعِ..أليس كُلٌ مِنَّا يتمنى ويتطلع إلى ذلك..؟وكل منا يتغنَّى ويطرب ويحلم بذلك..؟أوليس كل منا يتساءلُ لِمَ لا نكونُ معاً منْ أجلِ ذلك..؟أين الخلل..؟والجوابُ:الِخلَلٍ فيِ فَهم قيمةِ المُواطنَةِ..المواطنةُ:مرتكز مِنْ مرتكزات الاستخلافِ الربَّانِّي للإنْسانِ في الأرضِ..والاستخلافُ:تَكليفٌ ربِّانِّي للإنْسانِ لِعَمارةِ الأرضِ وإقامةِ الحياةِ..ولتحقيقِ مصالحِ المَخلوقَاتِ بِلا استثناءٍ..ولو أدركَ كُلٌ مواطنٍ أنَّهُ والمواطنَ الآخرَ شُركاءُ في النهوضِ بمسؤولياتِ الوطنِ..وإدارة شؤونِ المواطنين..لتَجِّلْت المعاني السامية للمُواطنةِ..التي من أبرَزِها الإيمان بحاجةُ كُلِّ مواطنٍ للآخر..وأنَّ ليسَ بمقدورِ أحدٍ الاستغناءَ عن أحدٍ..والوطنُ لا يكونُ ولا يستقرُ ولا تُصانُ سيادتُه..ولا تشمخُ عزتُه ومكانتُه إلا بتكَامُلِ وتلازُمِ قدراتِ ومهاراتِ وخبراتِ وإبداعاتِ مُواطنيهِ..هذه دعوةٌ  للاجتماع على مواطنة راشدة راسخة..تبني ولا تهدم..وتحيي ولا تميت..آملُ أنْ تَجد آذاناً صاغيةً..وقلوباً واعية.. وضمائر حية..واللهُ المستعانُ وهو سُبحانَه الهادي إلى سواءِ السبيلِ.

وسوم: العدد 626